السعـــادة
المشاكل تبدد السعادة وتشتت الأفراح وتعكر صفوة الحياة قد تصادفنا المتاعب في الأسرة مع الزوجة والابناء أو الوالدين وفي العمل مع المدير والمتعاملين وفي الحياة مع الآخرين …وفي زيادة تكاليفها والإيفاء بمتطلباتها وفي العوائق التي تعترض أماني الافراد فمن الطبيعي أن يحدث ذلك فالمهم في أننا كيف نتلقى ذلك ونسيطر فيها على سلوكنا وبالتالي على مشاعرنا ، وكيف نتعامل مع المشكلة في حلها فالسعادة لا تتحقق في غياب المشاكل عن حياتنا ، ولكنها تتحققفي تجاوزها والتغلب عليها .
فلنكن إيجابيا في الحياة ولننظر للأحداث السلبية السيئة على أنها فرصة نتعلم منها ..وللمواقف الايجابية نصرا وأنشودة نتغنى بها وليكن الماضي بحلوه ومره صندوق تجارب والحاضر هو الميدان الذي نبحث فيه عن كل ما هو جميل وسعيد وأن نتوقع ونظن بأن المستقبل يحمل في طياته الافراح والإطمئنان يقول الله تعالى في حديثه القدسي ( أنا عند حسن ظن عبدي بي إن ظن خير فله وإن ظن شرا فله) .اجعل التفاؤل شعارك في كل عمل تقدم عليه وابحث فيه عما يدفعك ويشجعك ويسعدك وأنظر إليه بطريقة الباحث عن الإيجاب واجعل نظرتك دائما وتفكيرك ينطلق من سؤال أثناء كل حدث يحدث لك وهو ما الذي أستفد مما حدث؟ وما هو الذي تعلمته من خلاله ؟ وتأكد دائما أن الإنسان يتعلم من أخطائه وتجاربه وفشله يعلمه كيف يتقيه مرة أخرى ……
وفي قصة موسى عليه السلام درس رائع في التركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة حينما فقد بنو إسرائيل الأمل حيث أن فرعون وجنوده من ورائهم والبحر أمامهم وصاروا يقولون (إنا لمدركون) قال موسى عليه السلام (كلا.إن معي ربي سيهدين ) وقال تعالى (وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين .إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين).
ابن تيمية مجدد القرن لما وضع في السجن قال (ما يفعل أعدائي بي إن سجنوني فسجني خلوة مع الله، وإن نفوني فنفيي سياحة، وإن قتلوني فقتلي شهادة أنا جنتي في قلبي وقلبي بيد ربي ) لابد أن نعلم بأنمع العسر يسر وأن نستمتع بالظل في حرارة الشمس ونتأكد أن بعد الليل يأتي الفجر.
فالسعادة في الرضا بإقدار الله ، وفي شكره على النعم (ولئن شكرتم لأزيدنكم ) ، وفي الصبر على البلاء (قال –عز وجل-: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَاكَانُواْيَعْمَلُونَ)، وفي تحقيق الأهداف والإنجاز ، والسعادة في رضى الوالدين لان رضى الرب من رضى الوالدين ، والسعادة في التقوى( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) والسعادة في إستثمار الوقت لان أو ما يسأل عنه العبد يوم القيامة وعن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه ، والسعادة في ذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) ، والسعادة في القناعة (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ) رواه الترمذي ، والسعادة في صدق النوايا و القول والعمل "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، ..) صحيح البخاري. والسعادة في العمل الصالح قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) . والسعادة في عافية الجسم وصفاء النفس من الامراض والأحقاد ، السعادة في البعد عن المتشائمين والقرب من المتفائلين ، والسعادة في أن نحيا لأهداف وغايات سامية ، والسعادة في أن يحبك الآخرون ويستأنس لجلوسك الناس ويدعون لك في ظهر الغيب .
وأخيرا أبحث عن المتعة في كل عمل تعمله ، واجلس مع المتفائلين السعداء ، وأقرأ في سير الناجحين ، وركز على الإيجابيات في الاحداث ، ومارس كل ما يضفي عليك بالفرح ،وكرر ألفاظ التفاؤل والتشيجع ،وابتعد عن التذمر والشكوى وتخلق بسلوك النشيطين المتحمسين ، واغرس اليوم شجره تنم في ظلهاغداً، وافتح خط إتصال مباشر مع الله في كل الاوقات ترجو رضاه وتتطلبه السعادة في الدنيا والآخرة
موضوع مميز
مشكور جزيل الشكر على هذا العمل
شكراااااااااااااااااا