التصنيفات
المواضيع العامة

الزائر الأخير

الزائر الأخير


الونشريس

أخي الحبيب: هل تعلم من هو الزائر الأخير؟!، وهل تعلم ماذا يريد من زيارتك ولقائك؟!، وأي شيء يطلب منك؟!

إنه لم يأت طمعاً في شيء من مالك، أو لمشاركتك طعامك وشرابك، أو للاستعانة بك على قضاء دين، أو شفاعة لدى أحد، أو تمرير معاملة عجز عنها.

لقد جاء هذا الزائر إليك في مهمة محدودة وقضية معينة، لا تستطيع أنت ولا أهلك وعشيرتك، بل ولا أهل الأرض جميعاً أن يردوه دون إنجازها وتحقيقها.

ثم إنك وإن سكنت القصور العالية، وتحصنت بالحصون المنيعة والبروج المشيدة، وتمتعت بالحراس والحجاب، لا تستطيع منعه من الدخول إليك، والاجتماع بك، وتصفية حسابه معك!!

إنه لا يحتاج كي يدخل عليك إلى أبواب أو استئذان ولا إلى أخذ موعد مسبق قبل المجيء والإتيان، بل يأتي إليك في أي وقت وعلى أي حال؛ حال شغلك أو فراغك، صحتك أو مرضك، غناك أو فقرك، سفرك أو إقامتك.

وهذا الزائر أخي الحبيب ليس له قلب يرق بحيث تؤثر فيه كلماتك وبكاؤك، أو ربما صراخك وتوسلاتك، وليس في مقدوره أن يمهلك مهلة تراجع فيها حساباتك، وتنظر في أمرك!!

وهو كذلك لا يقبل هدية ولا رشوة، لأن أموال الدنيا كلها لا تساوي عنده شيئاً، ولا ترده عما جاء من أجله.

إنه يريدك أنت، لا شيء غيرك، يريدك كلك لا بعضك، يريد إفناءك والقضاء عليك، يريد مصرعك وقبض روحك وإهلاك نفسك وإماتة بدنك.

إنه ملك موت!!

قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة:11]. وقال تعالى: {حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} [لأنعام:61].

قطار العمر:

أخي الحبيب: ألا تعلم أن زيارة ملك الموت شيء محتوم، وقدر سابق معلوم، مهما طال بك العمر أو قصر؟!

ألا تعلم أننا جميعاً مسافرون في هذه الدار، ويوشك المسافر أن يصل إلى غايته ويحط رحله؟!

ألا تعلم أن دورة الحياة أوشكت على التوقف، وأن قطار العمر قد قرب من مرحلته الأخيرة؟!

سمع بعض الصالحين بكاء على ميت فقال: يا عجباً من قوم مسافرين يبكون على مسافر قد بلغ منزله!!

أعيذك أخي الحبيب أن تكون من الذين: {إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} [محمد:27]، أو من: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [لنحل:29،28].

أخي الحبيب: أما تعلم أن بزيارة ملك الموت لك ينتهي عمرك، وينقطع عملك، وتطوى صحائف أعمالك؟!

أما تعلم أنك لا تستطيع بعد زيارته اكتساب حسنة واحدة؟

فيا أخي: أين استعدادك للقاء ملك الموت؟!، أين استعدادك لما بعده من أهوال في القبر وعند السؤال، وعند الحشر والنشر والحساب والميزان، وعند تطاير الصحف والمرور على الصراط والوقوف بين يدي الجبار جل وعلا؟!

فيا أخي الحبيب: حاسب نفسك في خلوتك، وتفكر في سرعة انقراض مدتك، واعمل بجد واجتهاد.

كيف نستقبل الزائر الأخير؟

1- بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

2- بالمحافطة على الصلوات الخمس.

3- بإخراج الزكاة.

4- بصوم رمضان إيماناً واحتساباً.

5- بالحج المبرور فإنه ليس له ثواب إلا الجنة.

6- بأداء النوافل.

7- بالمبادرة إلى التوبة النصوح من كل المعاصي والمنكرات.

8- بالإخلاص لله تعالى وترك الرياء.

9- بحب الله ورسوله، ولا يتم ذلك إلا باتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

10- بالحب في الله والبغض في الله.

11- بالخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.

12- بالصبر عند البلاء.

13- بحسن التوكل على الله عز وجل.

14- بطلب الكلم النافع والسعي في نشره وتعليمه.

15- بتعظيم القرآن المجيد بتعلمه وتعليمه.

16- بالجهاد في سبيل الله.

17- بحفظ اللسان عن المحرمات.

18- بالوفاء بالعهود، وأداء الأمانات إلى أهلها.

19- بترك الزنا وشرب الخمر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.

20- بوجوب التورع في المطاعم والمشارب واجتناب ما لا يحل منها.

21- ببر الوالدين وصلة الأرحام.

22- بزيارة المرضى والقبور وتشييع الجنائز.

23- بترك الملابس والأزياء المحرمة.

24- بالتزام النساء الحجاب الشرعي الكامل الساتر.

25- بالاقتصاد في النفقة، والمحافظة على النعمة.

26- بترك الغل والحسد.

27- بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

28- بالعدل بين الناس، والتعاون على البر والتقوى.

29- بالتزام مكارم الأخلاق، من التواضع والرحمة والحلم والحياء.

30- بأداء حقوق الأولاد والزوجات على الوجه الأكمل.

31- برد السلام وإلقائه، وتشميت العاطس.

32- بالزهد في الدنيا وقصر الأمل قبل بلوغ الأجل.

33- بالإعراض عن اللغو واللهو واللعب.

34- بالغيرة على الأعراض، وغض البصر عن النظر إلى المحرمات.

35- بمحبة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والبراءة من بغضهم أو سبهم.

36- بالإصلاح بين الناس.

37- بترك إتيان الكهان والمنجمين والسحرة والعرافين ونحوهم.

38- بطاعة المرأة لزوجها.

39- بترك الابتداع في الدين أو الدعوة إلى الباطل والضلال.

40- بترك النساء وصل شعورهن بشعر آخر، وتركهن الوشم، والنمص.

41- بترك التجسس على المسلمين والكشف عن عوراتهم.





رد: الزائر الأخير

marciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiii




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.