الذكاء والغذاء

هل يمكن رفع مستوى الذكاء عن طريق تناول غذاء معين ؟ وهل هناك أطعمة أو مواد غذائية معينة تجعل بعض الناس أذكى من الآخرين ؟
والواقع أن هذه التساؤلات قديمة يختلط فيها الموروث الشعبي بالبحث العلمي، وكما تقول الحكمة العربية ( العقل السليم في الجسم السليم ) ، وفي المثل الألماني ( الانسان هو ما يأكله ).

والأدلة حول هذا الموضوع خلصت الى الاستنتاجات التالية:
1 – يؤدي المستوى المنخفض من الفيتامينات والمعادن في الدم الى انخفاض مستوى ذكاء الطفل عن المستوى المتوقع له.
2 – يزداد الأثر الايجابي للفيتامينات والمعادن على ذكاء الطفل كلما كان أصغر سنا , ويقل كلما تقدم في العمر.
3 – تؤدي الفيتامينات والمعادن الى تأثير ايجابي في ذكاء الأطفال فقط بالنسبة الى الذين يعانون نقصا فيها.
4 – يبدو أن نقص الفيتامينات أكثر خطورة على ذكاء الطفل من نقص المعادن باستثناء معدني الماغنسيوم والحديد.
5 – تزداد نسبة الأطفال الذين يستفيدون من الفيتامينات والمعادن لزيادة نسبة ذكائهم في المدن الفقيرة والمناطق المحرومة.
6- تستمر التأثيرات الايجابية لتقديم المزيد من الفيتامينات والمعادن في ذكاء الأطفال الذين يحتاجون اليها لمدة عام على الأقل أو ربما أكثر.
7 – تعتبر مادة الكولستيرول مهمة في سن ما قبل العامين، لنمو خلايا الاعصاب وخصوصا خلايا الدماغ.
8 – تعتبر الرضاعة الطبيعية من أهم عوامل زيادة الذكاء ، كما أشارت العديد من الأبحاث العلمية. وهي غذاء متكامل لمدة عامين كاملين دون اضافة اي مواد غذائية أخرى.

وعليه فان المكونات الغذائية بشكل عام ضرورية للمساعدة في رفع الذكاء لأولئك الذين لا يحصلون على حاجتهم منها ، ولكنها غير مفيدة لزيادة ذكاء أولئك الذين يعيشون على نظام غذائي صحي يفي بمتطلباتهم.
ويمكن القول أيضا ، ان قضية علاقة الذكاء بالغذاء تمثل قضية مهمة, خاصة بالنسبة الى شعوب العالم الثالث حيث يشيع نقص الغذاء وما يترتب عليه من عواقب ترتبط بمستوى ذكاء الأفراد في هذه الشعوب ، الأمر الذي ينعكس على أمنها ومستقبلها ولو على المدى البعيد.