التصنيفات
معلومات و فوائد

الذبابة والبعوضة.

الذبابة والبعوضة.


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة المؤمنون

ماذا أخبرنا الرسول عن الذباب
الذي يلفت النظر ، في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،
أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :

إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِي الآخَرِ دَاءً
[هذا الحديث ، متفقٌ عليه]

ماذا قال العلم الحديث
أكَّد العلم الحديث صحةَ هذا الحديث ، فقد كشف أن في بعض جناحي الذبابة مادةٌ ترياقيةٌ ، مضادةٌ للجراثيم ، ولأنواع الميكروبات ، فإذا علق ، بأرجل الذبابة بعض الجراثيم ، أو الميكروبات ، أو البكتريات الضارة ، ووقع هذا الذباب في سائل ، فعليك أن تغمس ، الجناح الثاني ، من باب الاحتياط ، فإن في بعض الأجنحةٍ ، الدواء، الترياق المضاد لهذه الجراثيم ، هذا الذي كشفه العلم حديثاً في مقالةٌ مفصلةٌ تعتمد على أدقِّ البحوث نُشرت في إحدى المجلات العلمية الأجنبية .
هل كان النبي يملك مجهر قبل أن يُخترع المجهر؟
كيف عرف النبي هذه الحقيقة ؟ من أين عرفها؟ أكان هناك تحليلٌ عنده، أكان هناك معامل للتحليل ، أكان هناك ميكروسكوبات ، كيف قال النبي الكريم :

فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِي الآخَرِ دَاءً

وكيف ؟ وكيف أن العلم الحديث أثبت ذلك ؟
يا أيها الإخوة المؤمنون … القول الثابت أن النبي عليه الصلاة والسلام في أقواله ،
قال الله عنه في القرآن الكريم:

(لاينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى.)

الذباب هذا المخلوق الضعيف المستقذر
قال الله تعالى في القرآن الكربم:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)
[سورة الحج]

ضرب الله سبحانه وتعالى للناس مثلاً الذبابة ، هذا المخلوق الضعيف ، المستقذر
الذبابة تصنع مضادات حيوية
لو أنك ، رششت مكاناً موبوأً بالذباب ، وقضيت على كل الذباب إلا ذبابةً واحدة ، هذه الذبابة ستنجب جيلاً من الذباب ، يقاوم هذه المادة التي رششتها في هذا المكان ، تصنيع مضادات تقاوم المضادات الحيوية عند الذباب شيءٌ لا يصدق ، الذباب ، تصنِّع الذبابة في أجهزتها الدقيقة، مضاداً يكسبها مناعة ضد أي شيء يقضي عليها .
أجيال الذباب تتطور
شيء أخر .. حتى أن الذباب إذا مات بالبرد ، ينجب جيلاً يقاوم البرد .
الرؤية الشامله للذباب
كِّبرت عين الذبابة مئات المرَّات ، فكان من هذا التكبير العجب العجاب ، آلاف العدسات المرصوصة إلى جانب بعضها بعضاً ، تحقق للذبابة رؤيةً شاملة .
مناورات الذباب في الطيران
إن الذبابة ، هذا المخلوق الضعيف ، الذي يشمئز الناس منه ، تستطيع أن تناور مناورة ،ً لاتستطيع أعظم الطائرات الحربية ، وأحدثها، أن تفعل فعلها ، إنها تسير ، بسرعاتٍ فائقة ، بالنسبة إلى حجمها ، وتستطيع، أن تنتقل فجأةً ، إلى زاويةٍ قائمةٍ ، وتستطيع أن تسقط إلى السقف ، وهذا شيءٌ ، لا تستطيع طائرةٌ في الأرض أن تفعله.
الخلق في أرقى عصورهم عاجزين ان يخلقوا ذباباً
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ
وهذه ذبابة ، فإذا كان الخلق مجتمعين في أرقى عصورهم ، مع تقدم العلم ، عاجزين عن أن يخلقوا ذباباً فماذا بعد؟…

البعوض هذا المخلوق الضعيف
إن البعوض ، تملك جهازاً رادارياً ، وجهاز تحليلٍ للدم ، وجهاز تخدير، وجهاز تمييع
رادار تعرف مكان الإنسان من دون أن تراه ، وتخدِّر الإنسان ، و تميِّع الدم ، وتمتص دمه ، مميعاً ، ، وجهاز تحليل للدم، هناك دم لا تحبه.
وفي أرجلها محاجم ، ومخالب ، فإذا وقعت على سطح أملس ، تستخدم المحاجم ، وإذا وقعت على سطح خشن ، تستخدم المخالب .
ولها ثلاثة قلوب ، قلب مركزي ، ولكل جناح قلب ، وجناح البعوضة ، يرفُّ أربعة آلاف رفةٍ في الثانية الواحدة ، لذلك يرتقي صوتها إلى مستوى الطنين ،
قال الله في القرآن الكريم:

(إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ)
[سورة البقرة]

أيها الإخوة المؤمنون … دققوا في أيات الله التي بثها في الأرض والسماء
قال الله في القرآن الكريم:

(قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
[سورة يونس : من آية " 101 "]

قال الله في القرآن الكريم:

(وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
[سورة الذاريات]

فقد أمرنا الله في القرآن الكريم أن نتفكر في السموات والأرض وفي أنفسنا لنصل أو لتتعمق فينا حقائق الإيمان.
والحمد الله رب العالمين

منقول عن: موضوعات علمية من خطب الجمعة – الموضوع 073 : الذبابة والبعوضة.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1987-09-




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.