فسيولوجية الرضاعة (physiology of lactation)
يبدأ الثدي بالنمو التدريجي عند سن البلوغ حيث يبدأ المبيضان بإفراز هرمون الأستروجين ما بين سن السابعه و التاسعه و ما يطرأ من تغييرات هرمونيه أَخرى مثل إفراز هرمونات الغده النخاميه و باقي الهرمونات التي لها علاقه بنمو الأعضاء الجنسيه، بعدها تأخذ كل من الحلمة و أنسجة الصدر بالنضوج التدريجي و يستمران بذلك كحدث بطيء منتظم حتى يحين أول حيض حيث يكبر الثديان عند هذه المرحله أو بفتره قصيره بعدها بسرعه متزايده نتيجة إفراز كميات كبيره من هذه الهرمونات و خاصة هرموني البروجسترون و الاستروجين. على ان لا يغيب عن البال أن إكتمال نضج الأنسجه الغدية (glandular tissues) و العنبات المفرزه للحليب (alveoli) لايتم إلا عند حدوث الحمل.
التغييرات التي تطرأ على الثدي أثناء الحمل
(Breast Changes During Pregnancy)
إن الشعور بثقل (fullness) و صلابة (tenderness) الثدي تعتبر من أول علامات الحمل، غير أن التغيرات التاليه هي من أكثر العلامات الظاهرة بعد الشهر الثاني من الحمل، و هذه العلامات نلخصها فيما يلي:-
1- إزدياد حجم و وزن الثدي : فوزن الثدي الطبيعي (قبل حدوث الحمل) يبلغ 100-200 غرام أما في بداية الرضاعه فقد يصل وزنه إلى ثلاثة أضعاف وزنه الأصلي.
2- تصبح الحلمه أكثر إنتصابأً و تكون مخضبة بلون بني داكن أكثر مما كانت عليه قبل الحمل و الرضاعة.
3- تتوسع هالة الثدي ويزداد قطرها، كما و يزداد لونها البني الداكن و يمكن رؤية غدد مورغاني اكثر و ضوحاً و إزدياد في الحجم.
4- تتوسع الأوردة الدموية و يمكن رؤيتها بلون أزرق داكن تحت الجلد.
5- بعد الشهر الرابع من الحمل ينتج الثدي إفرازاً يعرف بِ (اللبأ) (colostrum) يختلف بصفاته الفيزيائيه و البيولوجيه عن الحليب التام و هو مهم جداَ للطفل لإحتوائه على كميات عالية من البروتينات لعمليات البناء (anabolism)، كما أنه يحتوي على الأجسام المضاده التي تزود الطفل بالمناعه، و يكون فقيراً في محتواه الدهني .
إن جميع هذه التغييرات الفسيولوجيه تكون خاضعه تحت التأثير الهرموني و أهم هذه الهرمونات هرمون الاستروجين و البروجسترون بالإضافه إلى تأثيرات هرمونيه أخرى سترد بعد قليل .
فهرمون الأستروجين مسوؤل عن النمو العام للثدي بما في ذلك العنبات المفرزه للحليب أما هرمون البروجسترون فله دور في نضج الثدي بشكل عام و لكن له دوراً آخراً على وجه التخصيص و هو نضج و نمو العنبات الحليبيه حيث تنشط عملية التكاثر و الإنقسام في الخلايا الطلائيه المبطنه للأجزاء النهائيه من القنوات لتكون عنبات إفرازيه، يتناقص النسيج الضام حتى يقتصر على مجرد لفافات رفيعه غنيه بالأوعيه الدمويه حول و بين العنبات، ومع النمو الغددي يختفي معظم النسيج الضام و النسيج الشحمي بين الفصيصات لتترك مجالاً و مكاناً لتكاثر عدد الغدد الحليبيه، و ازدياد الخلايا الليمفيه (lymphatic cells) و في الشهور المتأخره من الحمل يتوقف التكاثر الخلوي و تتضخم الخلايا و تبدأ في نشاطها الإفرازي، وقريباً من نهاية الحمل ينتج الثدي إفرازاً يعرف باللبأ (colostrum) .
إن هرموني البروجسترون و الاستروجين يكونان متوفرين في الدم بنسب عاليه خلال فترة الحمل لمنع إفراز الحليب و ذلك بتثبيط هرمون البرولاكتين و منع إفرازه من الغده النخاميه عن طريق التغذيه الراجعه
(feed back inhibition) أما بعد الولادة وبعد نزع المشيمه مباشره يقل مستوى هذين الهرمونين ليبدأ إفراز هرمون البرولاكتين المسؤول عن إفراز الحليب، و لقد دلت التجارب على أن هرمون الاستروجين يشجع عملية إفراز البرولاكتين و لكن وجود هرمون البروجسترون يلغي فعل الاستروجين هذا، كما إن إعطاء الاستروجين على فترات طويله تزيد من إفراز هرمونات الغده النخاميه .
المصدر: الحنيطي، راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية
شكرا بارك الله فيك
يبارك فيك اختي الكريمة – روح الايمان
شكرا جزيلا اخي امين العلم ويبارك فيك في الدنيا والاخرة