التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

الخشوع في الصلاة

الخشوع في الصلاة


الونشريس

الخشوع في الصلاة

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

قالَ اللهُ تعالى: " لَوْ أَنْزَلْنَا هَذا القُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وتلكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا للنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"، وقالَ تعالى: " قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ الذينَ هُمْ فِي صَلاتِهِم خَاشِعُونَ".

والخشوعُ عملٌ قلبيُّ يُتوصلُ إليه بالأسبابِ على حسبِ مشيئةِ اللهِ. ومن هذه الأسبابِ الإكثارُ من ذكر الموت، الاكثارُ من ذكرِ هاذمِ اللذاتِ.

وقد جاءَ في الحديثِ عن رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: أكثروا من ذكرِ هاذم ِاللذاتِ. أي قاطعِ اللذاتِ.

من أسبابِ الخشوعِ الإكثارُ من ذكرِ الموتِ لا سيما عند الدخولِ في الصلاةِ يقولُ في نفسِه: لعلَّ هذه الصلاةَ ءاخرُ صلاتي، أي لا أعيشُ بعدَها، فيصيرُ في قلبِه خوفٌ من اللهِ.

فاخشَعْ للهِ عندَ قولِكَ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُمن كلِّ كبيرٍ قدرًا وعظمةً لا حجمًا؛ لأن اللهَ منـزهٌ عن الحجمِ.

فاخشَعْ للهِ عندَ قرءاةِ الفاتحةِ، وتفكَّرْ في معاني هذه الآياتِ القرءانيةِ العظيمةِ. تَفَكَّرْ في معنى قولِ اللهِ تعالى:" الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ"، هو اللهُ مالكُ الدنيا والاخرةِ، إنما أفهمنا في هذه الآية عظمَ ذلك اليومِ.

فاحْرِصْ علَى أنْ لا تكونَ مِنْ هؤلاءِ الذينَ إذا دخلوا في الصلاةِ تشغَلُهم أموالُهم وأولادُهم وأزواجُهم

وأعمالُهم الدنيويةُ عن الخشوعِ في الصلاةِ.

ولا تكن كأولئك الذين يقولونَ في أنفسِهم:" متى ينتهي الإمامُ"؟ ولا تكن كأولئك الذين يُسْرِعُونَ في صلاتِهم وينقُرونَ كنقرِ الديكِ فلا يحصلُ منهم ركنُ الطمأنينةِ.

بعضُ الأولادِ يتفكرونَ باللعبِ في صلاتِهم، اللعبِ بالدراجةِ أو بالكرةِ أو نحوِ ذلكَ، ولا يخشعون في صلاتِهم للهِ سبحانَهُ وتعالى، فاللعبُ يكونُ همَّهمُ الأولَ ولا يتفكرونَ في معاني الكلماتِ التي تطمئنُ القلوبُ بذكرِها.

فنبِّهُوا أولادَكم وعلِّمُوهم واصْحَبُوهم إلى مجالسِ علمِ الدينِ.

واياكَ أن تكونَ من أولئك الذين يشغَلُهم خِنْزَبُ وهو شيطانٌ يوسوسُ للمصلي أثناءَ صلاتِه محاولا إلهاءَهُ.

ولا تنشَغِلْ بمشاكلِ الدنيا والهمومِ أثناءَ صلاتِك ولا بالجاهِ والصيتِ والسمعةِ.

واترُكْ أمورَ بيتِكَ وسيارتِكَ وثيابِكَ واخشَعْ في صلاتِكَ أثناءَ ركوعِكَ وأثناءَ سجودِك وقيامِك.

اخشَعْ للهِ في صلاتِكَ وتذكَّرِ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلمَ الذي قامَ يومًا للصلاةِ فقامَ فبكى وركعَ وبَكى وسجدَ وبكى حتى ابتلَّ الترابُ الذي بمحاذاتِه صلى اللهُ عليه وسلمَ.

وتذكَّرْ عليَّ بنَ الحسينِ الذي لُقِّبَ بالسَّجَّادِ لِكَثْرَةِ سجودِهِ الذي كان يصلي في الليلةِ الواحدةِ ألفَيْ ركعةٍ منَ السُّنَنِ. واشتعلتِ النارُ يومًا في بيتِه وهو يصلي فصاروا يُنادونَهُ يا عليُّ النارَ النارَ. فلما فرَغَ منَ الصلاةِ قالَ لهم: شُغِلْتُ عَنْ نَارِكُمْ بِنَارِ جَهَنَّمَ

"قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ الذينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ"، والخشوعُ هو استشعارُ الخوفِ من اللهِ عزَّ وجلَّ أو استشعارُ محبتِه وتعظيمِه.

تفكَّرْ في قولِكَ: سبحانَ رَبِّيَ الأَعْلَى.

ومعناهُ أُنَزِّهُ ربِّيَ الأعلَى مِنْ كُلِّ عَلِيٍّ أيْ عُلُوَّ قَدْرٍ لا عُلُوَّ حَيِّزٍ؛ لأنَّ الشأنَ في القدرِ ليسَ في علوِّ الحيزِ والمَكَانِ لأنَّ اللهَ موجودٌ بلا مكانٍ.

والدليلُ على ذلكَ أنَّ حملةَ العرشِ والحافينَ حولَهُ من الملائكةِ مكانُهم أرفعُ مكانٍ ومع ذلك فليسوا هم أفضلَ من الأنبياءِ الذينَ هم في حيزٍ ومكانٍ دون ذلك بمسافةٍ كبيرةٍ. بلِ الأنبياءُ وإن كان مستقرُّهمُ الأرضَ أعلى قدرًا عندَ اللهِ من أولئكَ الملائكةِ.

عبادَ اللهِ إنَّ مِنَ الحجارةِ لَمَا يَشَّقَّقُ من خشيةِ اللهِ فكيفَ قلوبُ أهلِ التقوى؟

إذا كانتِ الخشبةُ حنَّت إِلى رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم. وكان الحسنُ البصريُّ يقولُ: يا معشرَ المسلمينَ الخشبةُ تَحِنُّ إلى رسولِ اللهِ شوقًا إليه أفليسَ الرجالُ الذين يرجونَ لقاءَهُ أحقَّ أن يشتاقوا إليه.

وإنَّ من الحجارةِ لما تخشعُ للهِ سبحانه وتعالى.

أحدُ الأولياءِ وقفَ على صخرةٍ وأرادَ أن يؤذنَ فقالَ اللهُ أكبر اللهُ أكبر… إلى أن وصلَ إلى قولِه أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ فانْفَلَقَتِ الصَّخرةُ من تحتِهِ.

فاخشَعْ واثْبُتْ على طاعةِ اللهِ فاللهُ شكورٌعليمٌ بعبادِه.

و لكل من لا يعرف كيفية الخشوع فليقرأ هذه القصة الرائعة ويتخذها نموذجاً يحتذى بة أثناء صلاته

"بعد غزوة ذات الرقاع نزل المسلمون مكانا يبيتون فيه، واختار الرسول للحراسة نفرا من الصحابة يتناوبونها وكان منهم عمار بن ياسر وعباد بن بشر في نوبة واحدة.
ورأى عباد صاحبه عمار مجهدا، فطلب منه أن ينام أول الليل على أن يقوم هو بالحراسة حتى يأخذ صاحبه من الراحة حظا يمكنه من استئناف الحراسة بعد أن يصحو.
ورأى عباد أن المكان من حوله آمن، فلم لا يملأ وقته اذن بالصلاة، فيذهب بمثوبتها مع مثوبة الحراسة..؟!
واذ هو قائم يقرأ بعد فاتحة الكتاب سور من القرآن، احترم عضده سهم فنزعه واستمر في صلاته..!
ثم رماه المهاجم في ظلام الليل بسهم ثان نزعه وأنهى تلاوته..
ثم ركع، وسجد.. وكانت قواه قد بددها الاعياء والألم، فمدّ يمينه وهو ساجد الى صاحبه النائم جواره، وظل يهزه حتى استيقظ..
ثم قام من سجوده وتلا التشهد.. وأتم صلاته.
" قم للحراسة مكاني فقد أصبت".
ووثب عمار محدثا ضجة وهرولة أخافت المتسللين، ففرّوا ثم التفت الى عباد وقال له:
" سبحان الله..
هلا أيقظتني أوّل ما رميت"؟؟
فأجابه عباد:
" كنت أتلو في صلاتي آيات من القرآن ملأت نفسي روعة فلم أحب أن أقطعها.
ووالله، لولا أن أضيع ثغرا أمرني الرسول بحفظه، لآثرت الموت على أن أقطع تلك الآيات التي كنت أتلوها"..!!
والان أتدرى أن كل كلمة وحركة تقوم بها بدءاً من الإستعداد للصلاة وإنتهاءاً منها لها مدلولها ومردودها ؟

لا تعرف كيف ؟ إذاً لنبدأ معاً خطوة بخطوة

خلع النعل : خلع الدنيا مع النعل
قول الله أكبر : أي لا يوجد أكبر ولا أقوى من الله و يجب استشعارها
أرفع يدك : و أرمي الدنيا خلفك
الوقوف : يجب أن تعرف أن وقوفك بين يدي الله
اليد اليمين على اليد الشمال : للأدب
الفاتحة : عن أبى هريرة رضى الله عنة عن النبى صلى الله علية وسلم قال : قال الله عزّ وجلّ : " قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين ، و لعبدي ما سأل :
فإذا قال العبد (الحمد لله رب العالمين) ، قال الله : حمدني عبدي
و إذا قال (الرحمن الرحيم) ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي
و إذا قال (مالك يوم الدين) ، قال الله : مجدني عبدي
فإذا قال (إياك نعبد و إياك نستعين) ،قال الله : هذا بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل
فإذا قال (اهدنا الصراط المستقيم .صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ) ،قال الله : هذا لعبدي و لعبدي ما سأل "
(رواة مسلم عن أبى هريرة)
فإبدأمن الآن قراءة الفاتحة و كأنك تسمع الله عزّ وجلّ يرد عليك
الركوع : أحنِ ظهرك لله وحده ، أحنِ قلبك مع ظهرك
الوقوف : حمدا لله أن جعل صلبك يستقيم
السجود : تمكن أعز شئ في جسدك و هو الوجه من أذل شئ في الوجود و هو التراب ، ثم إن أصلك من تراب فأنت ترد الفرع للأصل ، قل سبحان ربنا الأعلى ثلاث مرات ليستقر المعنى في القلب ثم ادعُ
الجلوس ثم السجود : ليس كافي سجدة واحدة لله
التشهد : التحيات لله والصلوات و الطيبات : أستشعر بعظمة الله
السلام عليك أيها النبي : سلم على النبي مع المعرفة أن النبي سيرد عليك قال رسول الله صلى الله علية و سلم " ما من عبد يصلي ويسلم علي إلا رد الله عليا روحي فأرد السلام "
السلام علينا و على عباد الله الصالحين : الآن قمَّتك ارتفعت سلم على نفسك و ستحتاج لصحبة الصالحين
أشهد أن لا اله إلا الله : أنت متأكد بوجوده رغم عدم رؤيتك له
اللهم صلي على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم : تَذكَّر الأمم التي قبلك ؛ حيث أنك منتمي لهم و ليس للحضارة الغربية .
السلام : الجانب اليمين للملك اليمين لكتابة الحسنات .. الجانب الشمال أنا تبت يا ملك الشمال.
و في ختام الصلاة
أستغفر ثلاث مرات ( أستغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ) على التقصير الذي حدث في الصلاة .
· ثم قول ( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) حيث أن هذه الجملة ستقولها لله في الجنة عندما يكشف الحجب ، يناديك الله يقول يا لأهل الجنة سلام عليكم ، فيقولون اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام .
·( اللهم أعني على ذكرك شكرك و حسن عبادتك ) ؛ لتكون صلاتك القادمة أيضا سليمة "

اللهُمَّ ارْزُقْنَا الخشوعَ في الصَّلاةِ وارْزُقْنَا التُّقَى والنَّقَى والعَفَافَ والغِنَى يا رَبَّ العالَمِينَ




رد: الخشوع في الصلاة

شكراااااااااااااااااااااااااااا




رد: الخشوع في الصلاة

لك مني جزيل الشكر.




رد: الخشوع في الصلاة

شكرا على مروركم




رد: الخشوع في الصلاة

بارك الله فيك
وجزاك خيرا وجعله في ميزان حسناتك




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.