كلنا يعرف بدور الحلبة
ولكن هل نعرف فوائدها .
لنطلع على هذا الموضوع!
عرف العرب الحلبة منذ القدم وقد جاء في (قاموس الغذاء والتداوي بالنبات) أن الأطباء العرب كانوا ينصحون بطبخ الحلبة بالماء لتليين الحلق والصدر والبطن ولتسكين السعال وعسر النفس والربو كما تفيد للأمعاء والبواسير. وكذلك إذا طبخت وغسل بها الشعر جعلته مجعداً وجميلاً.
في الطب الحديث تبين من تحليل الحلبة أنها غنية بالمواد البروتينية والفسفور والمواد النشوية وهي تماثل في ذلك زيت كبد الحوت، كما تحوي أيضا مادتي الكولين والتريكو نيلين وهما يقاربان في تركيبهما حمض النيكوتينيك وهو أحد فيتامينات (ب)، كما تحتوي بذورها على مادة صمغية وزيوت ثابتة وزيت طيار يشبه زيت اليانسون.
نبات مفيد
الحلبة عشب حولي يتراوح ارتفاعها ما بين 60-20سم، لها ساق أجوف ويتفرع منه سيقان صغيرة يحمل كل منها في نهايتها ثلاث أوراق مسننة طويلة، ومن قاعدة ساق الأوراق تظهر الأزهار الصفراء الصغيرة التي تتحول إلى ثمار على شكل قرون معكوفة طول كل قرن حوالي 10سم وتحتوي على بذور تشبه إلى حد ما في شكلها الكلية .
وهي ذات لون أصفر تميل إلى الخضار. ونبات الحبة عبارة عن نبات عشبي حولي صغير يحمل ثماراً على هيئة قرون تحمل كل ثمرة عدداً من البذور ويوجد نوعان من الحلبة وهي الحلبة البلدي العادية ذات اللون المصفر والحلبة الحمراء والمعروفة بحلبة الخيل وهما يختلفان اختلافاً كثيراً. والحلبة المعنية هنا هي الحلبة العادية الصفراء.
واسم الحلبة جاء من اسم «حلبا» وهو من أصل هيروغليفي ولها أسماء أخرى مثل «أعنون غاريفا» و«فريقه» وفريكه وحليب ودرجراج وقزيفه وحمايت وتعرف الحلبة علميا باسم Trigonella foenum – graecum من الفصيلة البقولية.
الجزء المستعمل من نبات الحلبة: البذور والبذور المنبتة.
المحتويات الكيميائية
تحتوي الحلبة على زيت طيار الذي يتكون من سيسكوتربينات هيدروكربونية ولاكتونات والكانات. كما أن الحلبة تحتوي على كمية كبيرة من البروتين بنسبة %28,91 ومواد دهنية ونشا.
كما تحتوي أهم المعادن وهو الفوسفور وهو يماثل زيت كبد الحوت وقلويدات مثل الكولين والترايجونيلين ومواد صمغية وزيوت ثابتة ومواد صابونية وستيرولات ومواد سكرية ذائبة مثل الجلاكتوز والمانوز.كما تعتبر الحلبة مصدراً أساسيا للسبوجنين والتي تعتبر أساسية في تشييد الـ ستيرويدز، كما أن الحلبة تحتوي على مركب الدايزوجنين والياموجنين.
استعمالاتها
لقد سجلت بردية إيبرز المصرية التي يرجع تاريخها إلى نحو سنة 1500 قبل الميلاد وصفة للحروق من الحلبة. وكانت الحلبة تستخدم في مصر القديمة للحث على الولادة.
وفي القرن الخامس قبل الميلاد اعتبر الطبيب الإغريقي أبقراط الحلبة عشبة ملطفة قيمة وأوصى العالم دسقوريدس في القرن الميلادي الأول بالحلبة كدواء لكل أنواع المشكلات النسائية بما في ذلك التهاب الرحم والتهاب المهبل والفرج.
والحلبة تستعمل على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم كمغذية وكدواء في نفس الوقت. ومن الاستخدامات الشعبية في المملكة أن القمم الطرفية للنبات الأخضر وكذلك الأوراق تؤكل نظرا لقيمتها الغذائية العالية. كما أن البذور المستنبتة تباع في المحلات التجارية الكبيرة حيث تؤكل مع السلطات.
وهناك بعض الأكلات الشعبية في بعض مناطق المملكة تكون الحلبة في مقدمتها حيث إنها مادة مشهية وبالأخص في شهر رمضان. كما أن الأشخاص المصابين بالمشوع أو الملوع «تمزق عضلي في عضلات الكتف» يستخدمون سفوف الحلبة أو مغليها فيحصلون على نتائج إيجابية وهناك استعمالات داخلية وخارجية كما يلي:
الاستعمالات الداخلية
– يستعمل مغلي بذور الحلبة لعلاج عسر البول والطمث والإسهال.
– يستعمل مسحوق بذور الحلبة ممزوجاً بالعسل بمعدل ملعقة صغيرة من مسحوق الحلبة مع ملء ملعقة عسل ثلاث مرات يوميا لعلاج قرحتي المعدة والاثني عشر.
– يستعمل مشروب مغلي بذور الحلبة لعلاج أوجاع الصدر وبالأخص الربو والسعال بمعدل ملء ملعقة من البذور حيث تغلى لمدة 10دقائق مع ملء كوب ماء وتشرب مرة واحدة في اليوم.
– يستعمل مسحوق بذور الحلبة على هيئة سفوف بمعدل ملء ملعقة متوسطة قبل الأكل بمعدل ثلاث مرات يوميا لتخفيض نسبة سكر الدم.
– تستخدم الحلبة كمنشطة للطمث وخاصة لدى الفتيات في سن البلوغ وذلك بمعدل ملعقة متوسطة سفوفاً مرتين في اليوم. ولكن ننصح بالابتعاد عنها في حالة بدء فترة الحمل، حيث إنها تساعد على الإجهاض في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل. بينما ينصح بها بعد الميلاد لما لها من خواص صحية عالية في هذه الفترة.
– تستعمل الحلبة مشهية إذا أخذ منقوعها «ملعقة أكل في ملء كوب ماء وتنقع لمدة ساعتين» وتؤخذ قبل الأكل مباشرة مع العلم أن هذا النقيع يقوي المعدة ويسهل عملية الهضم.
– إذا أخذ مقدار كوب من نقيع الحلبة على الريق فإنه يقتل الديدان المعوية بمختلف أنواعها.
– لقد استخلص زيت الحلبة في مصر لأول مرة وظهر من التجارب العملية انه إذا أعطي للمرضع 20 نقطة ثلاث مرات يوميا فإن حليبها يتضاعف ويزداد حجم الأثداء وتنفتح شهيتها للأكل.
ويستعمل مغلي مسحوق الحلبة، وذلك بأخذ ملء ملعقة كبيرة من مسحوق الحلبة ووضعها في ملء كوب ماء مغلي وتركها لمدة 10 دقائق ثم تصفى ويؤخذ من هذا المحلول ملعقة واحدة كبيرة ثلاث إلى أربع مرات في اليوم من أجل تسكين سعال المصاب بالدرن.
الاستعمالات الخارجية
تستعمل الحلبة
– لعلاج الحروق فيدهن الحرق بمزيج من مسحوق بذر الحلبة مع زيت الورد حتى تشفى الحروق.
– لعلاج تشقق الجلد وتحسين لون البشرة يستعمل مغلي بذور الحلبة كغسول للاماكن المصابة بمعدل مرتين في اليوم.
– لعلاج الروماتيزم والبرد وآلام العضلات وتستخدم بذور الحلبة بعد سحقها مع معجون فصوص الثوم مع قليل من زيت السمسم وتدلك بها المناطق المصابة.
– لعلاج الدمامل تستخدم لبخة من مسحوق بذور الحلبة حيث تمزج كمية من المسحوق مع ماء فاتر مع تحريكها باستمرار حتى يصبح المزيج على شكل عجينة متماسكة ثم يوضع على الدمامل ويلف عليه قطعة قماش وتعتبر هذه الوصفة أفضل وصفة ولا يفضل عليها أي علاج لتسريع فتح الدمل وشفائه، يمكن استعمال هذه الوصفة للخراجات والداحس المتقيح والأصابع وكذلك خراجات الأثداء وخراجات الشرج الناتجة عن انسداد الناسور والإكزيما والقروح في الأقدام.
– يستخدم مطبوخ مسحوق الحلبة حيث يؤخذ حفنة يد من مسحوق الحلبة وتوضع في ثلاثة لتر من الماء وتغلى لمدة 10دقائق ثم تبرد وتجلس فيه المرأة التي تعاني من أوجاع الرحم والورم.
الدراسات الحديثة
الدراسات التي أجريت على الحلبة ومدى فائدتها لمريض الكولسترول أثبتت انخفاضاً مميزاً لكل من سكر الدم والكولسترول، كما قامت دراسة على خلاصة بذور الحلبة من أجل تسهيل الولادة وقد كانت النتائج جيدة جداً وايجابية. كما تمت دراسة علمية على تأثير الحلبة على السرطان الخاص بالكبد في حيوانات التجارب وكانت النتيجة هبوطاً كبيراً لسرطان الكبد.
مفيدة للمرضع تشير الدراسات الحديثة إلى أن زيت الحلبة يدر حليب المرضع ويفتح شهيتها للطعام.
توصف الحلبة للمرضعات بعد الوضع مباشرة. لزيادة إفراز الحليب،أفادت مجموعة من الدراسات الطبية بأن الحلبة تعتبر من أهم الأعشاب المدرة لحليب الأم. وأوضح خبراء التغذية أن تناول المرضعات لملعقة كبيرة من الحلبة المسحوقة أو شربها مع الماء أو الحليب يساعد في زيادة إدرار حليب الثدي.
وهي مشهية إذا أخذ منقوعها قبل الطعام (20 غراماً في لتر ماء) وهذا المنقوع يقوي المعدة ويسهل الهضم ويحسنه.
طريقة الاستعمال: تغلى وتحلى بالعسل أو من دون عسل.
وللذين يشكون من قلة الشهية وفقر الدم وللنحلاء وتمزج الحلبة بالعسل للمصابين بالإمساك المزمن ولعلاج الصدر وضعف البائة، والحلق، والسعال، والربو.
ومن فوائدها أنها تلين الحلق والمعدة، لأمراض الصدر والسعال والربو والمغص، للضعف الجنسي، فقر الدم وضعاف البنية، لوجع الرحم إذا طبخ دقيقها في الماء وجلست فيه المرأة، تعطي للفتيات في زمن البلوغ لتنشط الطمث، تعالج الإمساك بخلطها مع العسل: لطرد الديدان المعوية، لعلاج البواسير للمرضعات اللواتي يعانين من قله الحليب، غذاء أساسي للنفساء.
وتحتوي الحلبة على مادة الميوسيليج (MUCILAGE) التي تدخل في صناعة الحبوب والكبسولات للعمل على تماسكها وعدم تفتيتها، كذلك تحتوي على مادة السابونين (SAPONIN) والديوسجانين (DIOSGANIN) التي تعمل على تحفيز إفراز الهرمونات الجنسية الأنثوية، ويدخل أيضًا في صناعة حبوب منع الحمل والكورتيزونات التي تعمل كمسكنات للأمراض الصدرية والروماتيزم.
وعن كونها تزيد وزن الجسم فذلك لاحتوائها على الهرمونات الأنثوية كما ذكرنا والتي تزيد نسبة الدهون في الجسم، هذا بالإضافة إلى أنها فاتحة للشهية.
الموطن الأصلي للحلبة
الموطن الأصلي للحلبة شمال افريقيا والبلدان التي تحد شرقي البحر الأبيض المتوسط وهي تزرع حاليا في أغلب مناطق العالم وقد جربت زراعتها بالقصيم ونجحت نجاحا كبيرا.