تابعت الوردة تحضيرها للموت غير آبهة بكلام صديقاتها ،فانطوت حبات التراب على نفسها لأنها تعلم أنها لا تستطيع إنقاذ نفسه لتعد بإنقاذ غيرها… واستعد الجميع للموت القادم ، ومسحت المروج الذابلة حبات العرق على جبينها ونظرت إلى الشمس آملة أن تخفف حدة أشعتها ،ولكن دونما استجابة!فسحبت نظراتها وألقتها إلى الغيوم فأثارت في قلبها الشفقة،وخيم الحزن من جديد ، وغاب الأمل. مال عنق الوردة فأمسكتها حبات التراب و احتضنتها بين أيديها وهي تنوح وتبكي لكن ليس بوسعها أن تفعل شئ ، وفجأة، تضاربت أصوات البكاء و الصراخ بصوت الرعد . فذهبت الشمس مخذولة واحتلت الغيوم مكانها مطلقة جواهر الحياة لتنعش بها الأرض قبل موتها ، ففرحت حبات التراب،ونظرت إلى الوردة … لكن فات الأوان . فقد سبقتهم روحها إلى السماء والتقت بالغيوم فشكرتها على المطر و اعتذرت لأنها لم تستطع الانتظار ،ابتسمت روح الوردة قليلا و نظرت إلى صديقاتها ، ثم تلاشت في الأفق وصعدت إلى خالقها وهي تلوح بيدها وتستعد لاستقبال حياة جديدة لن تحرم فيها من ماء ……