بقلم الشيخ : محمد الكوس
قال الله تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) الأعراف 180 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحدة. لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر" أخرجه البخاري
قال مالك بن دينار رحمه الله :" خرج أهل الدنيا من الدنيا ، ولم يذوقوا أطيب ما فيها ، قالوا : وما هو يا أبا يحيى ؟ قال : معرفة الله عز وجل" رواه أبو نعيم في الحلية (2/358).
الحمد لله العظيم الكبير، الحميد المجيد، الذي له الألوهية وصفاً كما العبودية وصفا للعبد، الموصوف بالأوصاف الكاملة العليا، المدعو بالأسماء الحميدة الحسنى ، الذي له كل كمال وجلال وجمال ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله المؤيد بآياته وبرهانه ، الهادي إلى جنته ورضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وسلم تسليماً. وبعد…
فإن العلم بأسماء الله الحسنى ومعرفة معناها أصل عظيم من أصول الدين، ومن أشرف العلوم هذا المطلب العظيم معرفة أسماء الله الحسنى : ( وهو باب المحبين حقاً لا يدخل منه غيرهم ، ولا يشبع من معرفته أحد منهم ، بل كلما بدا له منه علم ازداد شوقاً ومحبة وظمأ ، وإنما تفاوتت منازلهم ومراتبهم في محبته على حسب تفاوت مراتبهم في معرفته والعلم به، فأعرفهم لله أشدهم حبا له) أهـ بتصرف يسير.
وقد أمر سبحانه وتعالى عباده أن يسألوه ويدعوه بأسمائه الحسنى فقال سبحانه : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) الأعراف 180.
وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم من أحصى أسماء الله الحسنى بجنة عرضها السماوات والأرض، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً. من أحصاها دخل الجنة " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . رواه البخاري ومسلم.
وإحصاء أسماء الله يعني إحصاء ألفاظها وعدها، وفهم معانيها ودعاء الله بها والتعبد لله بمقتضاها. ولذا فإن من أحصى أسماء الله الحسنى وتدبرها وعمل بمقتضاها زكت نفسه، وصلحت أعماله، فأكثر من طاعة مولاه ، وازداد من شكره، وازداد خشية لله وتعظيماً، ومراقبة له ومحبة وحياء منه، وشوقاً إلى لقاءه، وابتعد عن معصية الله إذا فتشت عنه لم تجد له أثرا في ميادين الفسق والفجور، وبالجملة فالعلم بأسماء الله الحسنى له أثر عظيم في صلاح الفرد والأسرة والأمة، فما نربيهم بمعانيها كي يشعروا بأن الله معهم في أنفسهم، وما تتكلم به ألسنتهم، لتكون في قلوبهم رقابة ذاتية لا تفارقهم، فإذا وسوست لهم نفوسهم بالمعاصي تذكروا الله سبحانه، كما قال الله سبحانه وتعالى: ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) الأعراف 201.
وبين يديك. أخي القارئ شرح موجز لأسماء الله الحسنى ، انتقيته من كلام علمائنا رحمهم الله تعالى، وأسأل الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين.
يرى جمهور العلماء أن أسماء الله تعالى غير محصورة في تسعة وتسعين اسما، قال الإمام النووي رحمه الله تعليقاً على قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر" متفق عليه.
قال رحمه الله : " اتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه سبحانه وتعالى، فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين، وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة، فالمراد الإخبار بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء" أهـ. من شرح صحيح مسلم.
ويؤيد كلام الإمام النووي رحمه الله قول الرسول صلى الله عليه وسلم في دعاء الحزن : " … أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته الغيب عندك". رواه أحمد وهو حديث صحيح.
فهذا الحديث يدل على أن لله أسماء أكثر من تسعة وتسعين، وعلى هذا جرينا في رسالتنا هذه، والله تعالى أعلم.
لمعرفة أسماء الله الحسنى ثمرات عديدة منها :
· تذوق حلاوة الإيمان.
· عبادة الله عز وجل.
· زيادة محبة العبد لله والحياء منه.
· الشوق إلى لقاء الله عز وجل.
· زيادة الخشية لله ومراقبته.
· عدم اليأس والقنوط من رحمة الله.
· زيادة تعظيم الله جل وعلا.
· حسن الظن بالله والثقة به.
· هضم النفس وترك التكبر.
· الإحساس بعلوم الله وقهره.
ذهب جمهور العلماء إلى إثبات الصريح بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث فعن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه أنه قال : سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو وهو يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى" أخرجه أبو داود
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يصلي ، ثم دعا : ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان ، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لقد دعا باسمه العظيم وفي رواية (الأعظم) الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى ) أخرجه أبو داود.
وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنهما قالت : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين : ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) وفاتحة سورة آل عمران: ( الم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) أخرجه أبو داود.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن اسم الله الأعظم عمران وطه" أخرجه ابن ماجه وحسنه العلامة الألباني رحمه الله .
والاسم الأعظم هو ما دل على جميع ما لله من صفات الكمال، وتضمن ما له من نعوت العظمة والجلال والجمال، مثل: الله، والصمد، والحي القيوم، وذو الجلال والإكرام، والله تعالى أعلم. فمن سأل الله عز وجل وتوسل إليه باسم من هذه الأسماء العظيمة موقناً حاضراً دعوة قلبه متضرعاً إليه، لم تكد ترد له دعوة.
الحميد
العفو
الولي
الإله الرب
الحي
الرؤوف
القيوم
الرحمن
الملك المالك
ذو الجلال والإكرام
الواحد الأحد
الرحيم
المليك
الغني
الصمد
المهيمن
السلام
الهادي
القادر القدير
القدوس
المؤمن
المحيط
المقتدر
الكبير
العزيز
القريب، النصير
الأول الآخر
البارئ الخالق
الغافر الغفور
المستعان
الظاهر الباطن
الخلاق
الغفار
الرفيق
المحسن
المتكبر
القاهر القهار
السبوح ، الشافي
الطيب
الجبار
الوهاب
الجميل
المسعر
المصور
الرازق الرزاق
الوتر
الجواد
الخبير
الفتاح
المقدم والمؤخر
المجيب
الحليم
العليم
الديان
المعطي
المجيد
السميع
المنان
الحفي
الحق
البصير
الحي
المقيت
الحكيم الحكم
الستير
الحسيب
اللطيف
القابض الباسط
المبين
العظيم
السيد
الوكيل
الشكور الشاكر
الكريم الأكرم
الودود
العلي الأعلى
الحفيظ
القوي
المتعال
الشهيد
المتين
البر
الواسع
المولى
التواب
الكفيل
الله
قال الله تعالى : (الله لا إله إلا هو) (البقرة: 255).
هذا الاسم الجميل علم على الرب تبارك وتعالى، المعبود بحق، وكل معبود دونه فهو باطل، وهو أخص أسماء الله تعالى، ولا يسمى به غيره، وهو من أعظم أسماء الله، وتكرر في القرآن (2602) مرة.
قال الله تعالى ( إنما الله إله واحد) النساء 171
الإله هو المعبود ، فعلى العبد ألا يصرف شيئاً من العبادة لغير الله كالدعاء والذبح وغيرها.
قال الله تعالى ( الحمد لله رب العالمين) الفاتحة 2
الرب هو المربي جميع العالمين بخلقه إياهم، وإنعامه عليهم بالنعم، التي لا تعد ولا تحصى، وهو المدبر والمالك والسيد المطاع، المنفرد بالخلق المستغني عن العالمين، ولا يستغني عنه أحد طرفة عين ويربي أولياءه بالإيمان فعلى المسلم أن يرضى بالله ربا. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من قال رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، وجبت له الجنة ) رواه أبو داود
قال الله تعالى ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) البقرة: 163
الرحمن الرحيم هما اسمان مشتقان من الرحمة، الرحمن أشد مبالغة من الرحيم ، والفرق بينهما أن الرحمن هو ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء ، والرحيم الموصل رحمته إلى من شاء من خلقه. وكل ما نحن فيه من نعمة فهو من آثار رحمته من الأمن والصحة والمال والأولاد والطعام والشراب ، ورحمة الله في الآخرة لا تكون إلا لأهل التوحيد، فمن أراد رحمة الله فعليه بتوحيد الله وطاعته جل وعلا وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى ( المؤمن المهيمن ) الحشر 23
الشاهد على خلقه بأعمالهم، الرقيب عليهم، المطلع على خفايا الأمور، وخبايا الصدور، الذي أحاط بكل شيء علما.
قال الله تعالى ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس ) الحشر 23
القدوس هو المبارك والطاهر، المنزه عن النقائص والعيوب ، وأن يكون مثيل، أو شبيه، أو كفء ، أو سمى ، أو ند.
قال الله تعالى ( ذلكم بأنه إذا تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير) غافر 12
الكبير الذي هو أكبر من كل شيء بذاته، وأكبر من أن يعرف كنه كبريائه وعظمته، وأكبر من أن يشبه بخلقه، السماوات والأرض وما فيهن وما بينهما في يد الله كخردلة في يد أحدنا.
قال الله تعالى ( هو الله الخالق البارئ ) الحشر 24
البارئ هو الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت ، والنقص ، والعيب والخلل ، وهو الذي خلق متميزاً بعضه عن بعض.
قال الله تعالى (هو الله الخالق) الحشر 24
وقال تعالى ( إن ربك هو الخلاق العليم ) الحجر 86
الخالق هو المبدع للخلق والمخترع له على غير مثال سبق، والخلاق هو الخالق خلقاً بعد خلق.
قال الله تعالى ( الجبار المتكبر) الحشر 23
الله المتكبر عن كل سوء ونقص وعيب وظلم، والذي تكبر عن صفات الخلق. والمتكبر ذو الكبرياء والعظمة ، اختص الله بذلك، فليس لأحد أن ينازعه في ذلك. فعلى العبد أن يحذر من التكبر فيذله الله. جل وعلا. في الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى ( العزيز الجبار المتكبر) الحشر 23
الجبار هو الذي يقهر الجبابرة، ويغلبهم بجبروته وعظمته، وكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله وجبروته، والجبار الذي يجبر القلوب المنكسرة والضعفاء العجزة، وكل من لاذبه ولجأ إليه، والجبار العلي على كل شيء، والجبار هو المتكبر عن كل سوء ونقص وأن يكون له ند ومثيل وشريك. فعلى العبد أن يحذر من التجبر ومن طاعة كل جبار عنيد.
قال الله تعالى ( البارئ المصور) الحشر: 23
المصور هو مصور الأشياء ومركبها ومشكلها على هيئات مختلفة، وصور شتى ، من طول وقصر، وحسن وقبح، وذكورة وأنوثة، وهو الذي خلق النفوس في الأرحام.
قال الله تعالى ( بل كان الله بما تعملون خبيرا ) الفتح 11
الخبير هو العالم ببواطن الأمور وخفاياها وبما كان وما يكون ويخبر بعواقب الأمور ومآلها وما تصير إليه، الخبير بمصالح الأشياء ومضارها.
قال الله تعالى ( والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليماً ) الأحزاب 51
الحليم الذي لا يعاجل العصاة بالعقوبة ، بل يمهلهم لكي يتوبوا، يرزق العصاة مع معاصيهم وكثرة زلاتهم، ذو الصفح والأناة.
قال الله تعالى ( ذو العرش المجيد ) البروج 15
المجيد هو الكبير العظيم، الموصوف بصفات المجد والكبرياء، والعظمات والجلال، الذي هو أكبر وأجل وأعلم وأعظم من كل شيء، وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه. الشريف ذاته، الجميل أفعاله، الجزيل عطاؤه وثوابه.
قال الله تعالى ( فتعالى الله الملك الحق ) المؤمنون 116
الله هو الحق في ذاته وصفاته، فهو واجب الوجود، كامل الصفات والنعوت، والحق هو الذي لا يسع أحداً إنكاره تظاهرت على وجوده الدلائل البينة الباهرة.
قال الله تعالى ( وكان الله على كل شيء مقيتا ) النساء 85
المقيت هو الذي أوصل إلى كل مخلوق من مأكول ومشروب كيف يشاء، بحكمته وحمده، والمقيت والحسيب والمجازي .
قال الله تعالى ( إن الله كان على كل شيء حسيبا ) النساء 86
الكافي لعباده المتوكلين عليه، المجازي لهم بالخير والشر بحكمته وعلما بدقيق أعمالهم وجليلها، لا يعزب عنه مثقال ذرة ولا أصغر منها.
قال الله تعالى ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ) النور 25
المبين هو الذي لا يخفى على خلقه، بل هو ظاهر بأفعاله الدالة عليه، وآياته البينة ، البين أمره في الألوهية والربوبية ، الذي بين لعباده سبيل الرشاد والنجاة وبين لهم دينه الذي ارتضاه وهو الإسلام.
قال الله تعالى ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ) الزمر62
هو المقيم الكفيل بأرزاق العباد ، القائم عليهم ، الموكل والمفوض إليه ، والكيل هو الحفيظ والكافي.
قال الله تعالى ( إن الله كان عليكم رقيبا ) النساء 1
الرقيب هو الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات، وبصره بجميع المبصرات، وعلمه بجميع المعلومات الجلية والخفية، يعلم ما توسوس به النفوس التي لم تتكلم بها أصحابها.
قال الله تعالى ( وهو الغفور الودود ) البروج 14
المحب لعباده الصالحين، ويحبه عباده الصالحون، ولذا لهجت ألسنتهم بالثناء عليه، وانجذبت أفئدتهم إليه وداَ وإخلاصاً، وإنابة من جميع الوجوه، واشتاقت أنفسهم إلى رؤيته.
قال الله تعالى ( إن ربك هو القوي العزيز ) هود 66
القوي هو التام القوة الذي لا يستولي عليه العجز في حال من الأحوال، ولا يغلبه غالب، ولا يرد قضاءه راد.
قال الله تعالى: ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) الذاريات 58
المتين هو الشديد القوي ، الذي لا تنقطع قوته ، ولا تلحقه في أفعاله مشقة ، ولا يمسه لغوب ولا إعياء ، ولا تعب.
قال الله تعالى ( واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) الحج 78
المولى هو المأمول في النصر والمعونة، وهو الذي يتولى نصر المؤمنين وإرشادهم، كما يتولى يوم الحساب ثوابهم وجزاءهم.
قال الله تعالى ( واعلموا أن الله غني حميد ) البقرة: 267
الله هو الحميد، إذ جميع المخلوقات ناطقة بحمده، لأنه المستحق للحمد كله لنعمه وإحسانه، وهو المحمود في أفعاله، وأقواله، وأسمائه، وصفاته، وشرعه، وقدره.
قال الله تعالى ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) آل عمران 2
الله هو الحي، الذي له الحياة الدائمة الكاملة، الذي لم يزل موجوداً بالحياة موصوفاً، لم تحدث له الحياة بعد موت، ولا يعترضه الموت بعد الحياة، تعالى عن ذلك علو كبيراً.
قال الله تعالى ( فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ) المؤمنون 116
وقال الله سبحانه ( قل اللهم مالك الملك ) آل عمران 26
وقال تعالى ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) القمر55
الله هو النافذ الأمر في ملكه، الذي التصرف المطلق ، في الخلق، والأمر، والجزاء. وله جميع العالم، العلوي والسفلي، كلهم عبيد له ومماليك ومضطرون إليه. لا يتحرك متحرك إلا بعلمه وإرادته، وما يسكن من ساكن إلا بعلمه وإرادته. ويوم القيامة يظهر ملك الله جليا واضحاً ويعترف به الخلق جميعاً.
قال الله تعالى ( الملك القدوس السلام ) الحشر 23
السلام هو الذي سلم من النقائص والآفات والعيوب ، في ذاته ، وصفاته ، وأفعاله ، وأقواله، وقضائه ، وقدره ، وشرعه، بل شرعه كله حكمة، ورحمة ، ومصلحة وعدل. والسلام هو المسلم على عباده في الجنة كما قال الله تعالى ( سلام قولاً من رب رحيم ) يس 58 ، والسلام هو الذي سلم الخلق من ظلمه.
قال الله تعالى ( السلام المؤمن المهيمن ) الحشر 23
الله هو المؤمن الذي وهب لعباده الأمن من عذابه، ومن الفزع الأكبر، وينزل في قلوب عباده السكينة والطمأنينة ، والمصدق لنفسه ولرسله عليهم السلام فيما بلغوه ، والذي أمن خلقه من ظلمه.
قال الله تعالى ( هو القوي العزيز) هود 66
الله هو العزيز الذي لا يعجزه شيء، والشديد في انتقامه من أعدائه، والذي عز كل شيء فقهره وغلبه، والمنيع الذي لا ينال ولا يغالب، ذلت لعزته الصعاب، ولانت لقوته الشدائد الصلاب، وهب العزة لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، فمن أراد العزة فليطلبها بطاعة الله سبحانه، والتمسك بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى (غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ) غافر 3
وقال سبحانه ( ألا إن الله هو الغفور الرحيم ) الشورى 5
وقال جل جلاله ( ألا هو العزيز الغفار ) الزمر 5
الغافر الذي يستر على المذنب والغفار هو المبالغ في الستر فلا يشهر المذنب، ولا يفضحه، والغفور هو الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده، ويزيد عفوه على مؤاخذاته.
قال الله تعالى ( وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير) الأنعام 18
وقال سبحانه ( وهو الواحد القهار ) الرعد 16
هو الذي خضعت له الرقاب ، وذلت له الجبابرة وعنت له الوجوه ، وقهر كل شيء ، ودانت له الخلائق ، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وقدرته على الأشياء ، واستكانت وتصاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه.
قال الله تعالى ( أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب ) ص 9
الوهاب هو مستمر الإحسان متواتر الفضل لم يزل ولا يزال محسناً متفضلاً، دائم الهبات كثير الخيرات جزيل العطايا، لا يخلو مخلوق عن رحمته وإحسانه طرفة عين.
أهل السماوات والأرض لا ينفكون عن جوده وإحسانه.
قال الله تعالى ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) الذاريات 58
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله هو الخالق القابض الباسط الرازق المسعر) رواه أحمد
الرزاق هو الذي يسوق لكل دابة قوتها في أي مكان كانت، في ظلمات البحر، وفي جوف الأرض والصخر، وفي العالم العلوي السفلي، والذي يرزق قلوب أوليائه بالعلم والإيمان، فعلى العبد أن لا يبتغي الرزق إلا من ربه، وعليه بتقوى الله وطاعته، والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لأن ذلك من أسباب الرزق.
قال الله تعالى ( قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم ) سبا 26
الفتاح هو الذي يحكم بين عباده بشرعه وقدره ، وهو الذي فتح بلطفه بصائر الصادقين ، وفتح قلوبهم لمعرفته ومحبته، وفتح لعباده أبواب الرحمة والأرزاق المتنوعة ، وهو الذي ينصر أهل الحق على أهل الباطل والمظلوم على الظالم.
قال الله تعالى ( يخلق ما يشاء وهو العليم القدير) الروم 54
العليم هو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان، وبالعالم العلوي والسفلي وبالماضي والحاضر والمستقبل ، والغيب والشهادة. تنزه عن قول الملاحدة القائلين أنه لا يعلم الأشياء قبل وقوعها وأنه يبدو له علم جديد لم يكن عالما به قال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام: ( لا يضل ربي ولا ينسى ) طه 52
قال الله تعالى ( قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم ) المائدة 76
السميع هو الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات، فكل ما في العالم العلوي والسفلي من الأصوات يسمعها، سرها وعلانيتها، لا تختلط عليه الأصوات، ولا تغلطه اللغات، وهو الذي يسمع المناجاة من الداعين. ويجيب المضطرين المتضرعين، ويكشف السوء والضر، فعلى العبد أن يراقب الله فيما ينطق به، فلا يتلفظ بقبيح الكلام أو فحش، أو بذاءة، أو سب، أو شتم، أو استهزاء بالصالحين، وعلى العبد أن يخلص في دعائه.
قال الله تعالى ( والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير) غافر20
البصير هو الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسماوات يرى ويبصر ما تحت الأرضين السبع كما يبصر ما فوق السماوات السبع، بصير بأعمال العباد لا يخفى عليه منها شيء. فعلى العبد أن يراقب الله في أفعاله وأحواله وحركاته وسكناته وأن يستحي من نظر الله إليه إذا عصاه.
قال الله سبحانه ( أفغير الله أبتغي حكما ) الأنعام 114
وقال تعالى ( وهو الحكيم الخبير ) الأنعام 18
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله هو الحكم وإليه الحكم ) رواه أبو داود.
الحكم هو الحاكم بين عباده في الدنيا والآخرة، فيحكم بينهم في الدنيا بوحيه الذي أنزله على أنبيائه، وفي الآخرة يحكم بينهم بعلمه فيما اختلفوا فيه، فيقضي لأهل الحق والتوحيد على أهل الباطل والشرك، وينصف المظلوم من الظالم. والحكم العدل في أقواله وأفعاله وقضائه.
والحكيم ذو الحكمة الذي تنزه عن العبث لم يخلق شيئاً عبثاً، ولم يشرع شيئاً باطلاً.
والحكيم الذي أحكم كل شيء خلقه وأتقنه فما في خلق الرحمن من تفاوت. ولا خلل ، وليس في شرعه من تناقض ولا تضاد.
فعلى العباد أن يتحاكموا إلى شريعة الله جل وعلا وأن يحكموا بها بينهم في الأمور كلها.
قال الله تعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) الملك 14
اللطيف هو الذي أحاط علمه بالسرائر والخفايا وأدرك الخبايا والبواطن والأمور الدقيقة اللطيف بعباده المؤمنين، الموصل إليهم مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها. واللطيف الذي يريد بعبادة الخير واليسر، ويقيض لهم أسباب الصلاح والبر.
قال الله سبحانه ( إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ) الحاقة 33
الله هو العظيم في ذاته وصفاته، وأسمائه وأفعاله، الذي جاوز قدره وجل عن حدود العقول، حتى لا تتصور الإحاطة بكنهه. وهو المستحق لأن يعظمه عباده بقلوبهم وألسنتهم, وألا يعترضوا على أمره وشرعه، ولا يستطيع مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له. ولو علم العباد عظمة الله العظيم، لما تجرأوا على مبارزته بعظائم الذنوب، ولما استهزؤا به وبدينه وشرعه.
قال الله تعالى ( ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم ) البقرة 158
وقال الله عزوجل ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً إن الله غفور شكور) الشورى 23
الشاكر والشكور هو الذي لا يضع سعي العاملين لوجهه، بل يضاعفه أضعافاً مضاعفة، ويشكر القليل من العمل ، ويغفر الكثير من الزلل، ويشكر الشاكرين، ويذكر من ذكره، ومن تقرب إليه بشيء من الأعمال الصالحة تقرب الله منه أكثر. المادح لمن يطيعه والمثني عليه.
قال الله تعالى ( فالحكم لله العلي الكبير) غافر 12
وقال عز وجل ( سبح اسم ربك الأعلى ) الأعلى 1
وقال الله سبحانه ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) الرعد
ومعنى هذه الأسماء أن الله هو العلي بذاته، فإنه فوق المخلوقات، على العرش استوى، أي علا وارتفع، وهو العلي بصفاته وقدره، فلا يماثله أحد، وهو العلي بقهره الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم.
قال الله تعالى ( إنه هو البر الرحيم ) الطور 28
الله هو البر الرحيم، الذي اتصف بالجود والكرم وكثرة الخيرات، المحسن الذي أنهم على العباد بأصناف النعم، ودفع عنهم جميع النقم.
قال الله تعالى ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) البقرة 37
الله هو التواب، الذي لم يزل يتوب على التائبين ويوفقهم للتوبة، ويغفر ذنوب المنيبين، وهو المتفرد بقبول توبة التائبين من عباده، ولا يشركه في ذلك أحد.
قال الله تعالى ( إن الله كان عفواً غفوراً ) النساء 43
العفو الذي يتجاوز عن الذنب ، ويترك العقاب عليه، ولولا عفوه ما ترك على ظهر الأرض من دابة، وهو الذي يمحو السيئات، ويتجاوز عن الخطيئات.
قال الله تعالى ( إن ربكم لرؤوف رحيم ) النحل 7
الرؤوف هو الرحيم بعباده، العطوف عليهم بالطافه ورأفته عليهم.
قال الله تعالى ( تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام ) الرحمن 78
الله ذو الجلال والإكرام، أي ذو العظمة والكبرياء ، وذو الرحمة والجود، يكرم من أطاعه ، ويرفع درجاتهم وذكرهم ، المستحق لأن يجل ويعظم وحده.
قال الله تعالى ( والله هو الغني الحميد) فاطر 15
الله هو الغني ، الذي استغنى عن الخلق بقدرته ، ولا يستغني عنه الخلق طرفة عين، بيده خزائن السماوات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة، ومن كمال غناه أنه لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، سبحانه عما يقول اليهود والنصارى والملعونون وتعالى علواً كبيراً.
قال الله تعالى ( وكفى بربك هادياً ونصيراً ) الفرقان 31
والهادي هو الذي هدى ومن بهدايته على من يشاء من عباده، ودل خلقه على معرفته بربوبيته وأسمائه وصفاته وألوهيته، ودلهم على سبيل النجاة، وهو الإسلام واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى ( وكان الله بكل شيء محيطاً ) النساء 126
الله هو المحيط الذي أحاط بكل شيء علما وقدرة، ورحمة، وقهراً وهو الذي لا يقدر أحد على الفرار منه.
قال الله تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ) البقرة 186
الله قريب بعلمه، ومراقبته، ومشاهدته، وإحاطته بجميع الأشياء، وهو قريب من عابديه وسائليه ومحبيه، بنصرته وتوفيقه وتسديده وإجابته دعوة الداعين.
قال الله جلا وعلا ( وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً ) النساء 45
الله هو النصير ينصر المؤمنين على أعدائهم، ويثبت أقدامهم، ويلقي الرعب في قلوب أعدائهم، ولا يكون النصر إلا من عند الله.
قال الله تعالى ( والله المستعان على ما تصفون ) يوسف 18
الله هو المستعان، الذي يستعين به عباده في الأمور كلها، من دفع شر، أو جلب خير، أو طلب رزق.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ( إن الله رفيق يحب الرفق في أمر كله ) رواه البخاري ومسلم.
الله هو الرفيق الذي لا يعجل بعقوبة العصاة، وهو رفيق في أفعاله، خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئاً فشيئاً، بحسب حكمته ورفقه، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم.
السبوح هو المنزه عن النقائص والعيوب والزوجة والولد والشريك الذي يسبحه من في السماوات ومن في الأرض.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اللهم رب الناس مذهب إلباس اشف أنت الشافي ، لا شافي إلا أنت ، اشف شفاءً لا يغادر سقماً ) رواه البخاري.
الله الشافي الذي يشفي من الأمراض البدنية النفسية ومن أمراض الشهوات والشبهات، من أراد شفاءه شفي، ومن لم يرد شفاءه لم يستطع أن يشفيه أحد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله جميل يحب الجمال ) أخرجه مسلم.
الله هو الجميل بذاته وأسمائه وصفاته، وأفعاله، فلا يمكن مخلوقاً أن يعبر عن بعض جمال ذاته، وكل جمال في الكون من بعض آثار جماله ، وأهل الجنة إذا نظروا إلى وجه الله تمتعوا بجماله ، ونسوا ما هم فيه من النعيم، واكتسوا من جماله جمالاً.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وتر بحب الوتر) متفق عليه.
الوتر هو الواحد الأحد، الذي لا شريك له، ولا نظير ولا مثيل.
كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ) رواه مسلم.
معنى هذين الاسمين أن الله هو الذي قدم من يشاء من عباده كأنبيائه وأوليائه ، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، وأخر من شاء من أعدائه من الكفرة والفجرة والفسقة.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( يحشر الناس يوم القيامة أو قال العباد. عراة غرلا بهما. قال: قلنا: وما بهما ؟ قال : ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان ) أخرجه أحمد.
الله هو الديان أي الحاكم القاضي بين العباد يوم المعاد المحاسب لهم الذي يقتص للمظلوم من الظالم ومن السيد لعبده بالحسنات والسيئات.
عن أنس رضي الله عنه قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ورجل يصلي فقال : ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطي) رواه أحمد وهو صحيح.
الله هو المنان فهو عظيم المواهب، فإنه أعطي الحياة والعقل والنطق، وصور فأحسن الصور، وهو الذي من على عباده المؤمنين بإرسال الرسل وخاصة خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أخرجهم الله به من ظلمات الكفر إلى نور التوحيد والإسلام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حيي ستير، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) أخرجه أبوداود وهو صحيح.
الله هو الحيي المتصف بالحياء ، وحياء الله لا تدركه الأفهام، ولا تكيفه العقول ، فهو حياء كرم وبر وجود وجلال ، يستحي من هتك عبده وفضيحته ، ويستحي ممن يدعوه ويمد إليه يديه أن يردهما خاليتين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حيي ستير، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) أخرجه أبو داود.
الله هو الستير الذي يستر على عباده كثيرا من القبائح والفضائح ولا يفضحهم في المشاهد، يحب الستر من عباده على أنفسهم، ويكره المجاهرة بالمعصية والمفاخرة بالفاحشة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله الخالق القابض الباسط ) أخرجه أحمد وهو صحيح.
الله هو القابض للأرواح عند الموت ، ويقبض الأرزاق عمن يشاء من خلقه ، ويقبض القلوب التي تلوث أصحابها بالشرك، ويقبض السماوات والأرض يوم القيامة، والله هو الباسط للأرزاق لمن يشاء برحمته، ويبسط الرحمة على القلوب ويبسط العلوم على قلب من يشاء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( السيد الله تبارك وتعالى ) أخرجه أحمد وهو صحيح.
الله هو السيد، لأنه هو الذي تحق له السيادة والعلو، والشرف والعظمة والحكمة، والعلم والجبروت والغنى، والحلم والملك.
فحق على الخلق أن يدعوه السيد دون سواه.
قال الله تعالى ( يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) الانفطار 6
وقال الله سبحانه ( اقرأ وربك الأكرم ) العلق 3
الله هو الكريم الجواد، المعطي الذي لا ينفد عطاؤه، الكثير الخير، الذي إذا أعطى زاد على ما تمناه العبد، والذي يعطي قبل السؤال، والكريم هو عظيم القدر، وشريف الذات وكامل الصفات المتنزه عن النقائص والآفات، وهو الأكرم الذي لا يوازيه كريم، ولا يعادله فيه نظير.
قال الله تعالى ( والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل ) الشورى 6
الحفيظ هو الذي حفظ ما خلقه، وأحاط علمه بما أوجده، وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات ، ولطف بهم في السكنات والحركات وأحصى عليهم أعمالهم وجزاءها. وهو الذي يحفظ السماوات والأرض من الزوال.
قال الله تعالى ( إن الله على كل شيء شهيد ) الحج 17
الشهيد هو الحاضر المطلع على جميع الأشياء ، سمع الأصوات كلها خفيها وجليها ، وأبصر الموجودات كلها دقيقها وجليها ، صغيرها وكبيرها، الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوا. والشهيد هو الذي شهد لنفسه بالوحدانية والقيام بالعدل .
قال الله تعالى ( وكان الله واسعاً حكيماً ) النساء 130
هو الواسع الصفات والنعوت، واسع العظمة والسلطان والملك، واسع الفضل والإحسان، واسع العلم والرحمة والحكمة، واسع المغفرة يوسع على عباده في دينهم ولا يكلفهم ما ليس في وسعهم.
قال الله تعالى ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً والله يعلم ما تفعلون ) النحل 91
الكفيل هو المتكفل بأرزاق العباد، الذي ضمن لكل مخلوق رزقه، من الناس، والدواب، والأجنة في بطون أمهاتهم، والطير، والهوام، والحشرات، والسباع في الفلوات. والكفيل هو الرقيب، الضامن، والحافظ، والمفيد.
قال الله تعالى ( أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحي الموتى وهو على كل شيء قدير) الشورى 9
الله هو الولي الذي يتولاه عبده بعبادته وطاعته، والتقرب إليه بالقربان ويتولى عباده عموماً بتدبيره، ونفوذ القدر فيهم. ويتولى عباده المؤمنين خصوصاً، بإخراجهم من الظلمات إلى النور، وتربيتهم بلطفه، وإعانتهم في أمورهم كلها.
قال الله تعالى ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) طه 111
الله القيوم القائم على كل شيء بتدبير أمر خلقه في إنشائهم، ورزقهم، وحفظهم، وحسابهم، وهو سبحانه الذي قام بنفسه، واستغنى عن غيره وقامت به السماوات والأرض وما فيهن.
قال الله تعالى ( وما من إله إلا الله الواحد القهار) ص 65
وقال الله عز وجل ( قل هو الله أحد) الإخلاص 1
الله تعالى هو الواحد الأحد، الذي توحد بجميع الكمالات، بحيث لا يشاركه فيها مشارك، وهو الذي توحد في ألوهيته، وأسمائه، وصفاته، وربوبيته، وهو الذي ليس كمثله شيء، ولم يتخذ زوجة ولا ولداً.
قال الله تعالى ( الله الصمد) الإخلاص 2
والصمد الذي لم يلد ولم يولد، والصمد المتغني عن كل شيء، والذي يفتقر إليه كل شيء. والصمد السيد العظيم الذي قد كمل في علمه وحكمته وحلمه وقدرته وعزته وعظمته وجميع صفاته، الذي صمدت إليه جميع المخلوقات، وقصدته كل الكائنات بأسرها في جميع شؤونها، تقصده عند النوائب والمزعجات، وتضرع إليه إذا عرتها الكربات ، وتستغيث به إذا مستها المصاعب والمشقات لأنها تعلم أن عنده حاجاتها، ولديه تفريج كرباتها لكمال علمه وسعة رحمته، ورأفته وحنانه، وعظيم قدرته وعزته وسلطانه، والصمد الباقي بعد فناء خلقه، والصمد الذي لا يطعم ولا يشرب.
قال الله تعالى ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاُ ويذيق بعضكم بأس بعض ) الأنعام 65
وقال الله تعالى ( والله على كل شيء قدير ) المائدة 10
وقال الله تعالى ( كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ) القمر 42
الله هو القادر أي مقدر كل شيء وقاضيه، وهو القادر الذي لا يعجزه شيء، ولا يفوته مطلوب، وهو القدير كامل القدرة، الذي إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون، وهو المقتدر التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء.
قال الله تعالى ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) الحديد 3
الله هو الأول الذي ليس قبله شيء من الموجودات والمتقدم على كل شيء ولم يكن معه شيء. وهو الآخر الذي ليس بعده شيء، الباقي بعد فناء خلقه. والله هو الظاهر الذي ليس فوقه شيء، لأنه العلي الأعلى.
وهو الباطن الذي أحاط بكل شيء، بحيث يكون أقرب إليه من نفسه، العوالم كلها في قبضته، والسماوات السبع والأرضون السبع في يده كالخردلة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قلتم فأحسنوا، فإن الله محسن يحب الإحسان ) رواه ابن أبي عاصم.
المحسن هو الذي غمر خلقه بإحسانه وإنعامه وفضله وجوده ورحمته. فعلى العباد أن يحسنوا في عبادة الله سبحانه وتعالى وأن يحسنوا إلى عباد الله، بالمال والتعليم والنصح.
وقـد وعـد الله أهل الإحسان بالحسنى وهي الجنة ، وبالزيادة وهي النظر إلى وجه الله في الجنة ، كما قال الله ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) يونس 26
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ) رواه مسلم.
الله هو الطيب المتنزه عن النقائص والعيوب ، وهو بمعنى القدوس، فعلى العباد أن يتقربوا إلى الله بالطيب من الأقوال والأعمال، وأن يجتنبوا الخبيث من الأقوال والأعمال.
قال الناس يا رسول الله غلا السعر فسعر لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله هو المسعر ) رواه ابن ماجة.
الله هو المسعر أي : أنه هو الذي يرخص الأشياء ويغليها ، فلا اعتراض لأحد عليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله جواد يحب الجود ) رواه أبو نعيم في الحلية بسند صحيح.
الله جل وعلا هو الجواد المطلق الذي عم بجوده أهل السماء والأرض، وخص بجوده السائلين بلسان المقال أو الحال من بار وفاجر، ومسلم وكافر، حسبما تقتضيه حكمته سبحانه ، ومن جوده الواسع ما أعد لأوليائه في دار النعيم مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر، ومن جوده سبحانه وتعالى عفوه عن العاصين وحلمه عليهم.
قال الله تعالى حكاية عن نبيه صلى الله عليه وسلم : ( إن ربي قريب مجيب ) هود 61
الله هو المجيب يجيب الداعين مهما كانوا، وأين كانوا، ويجيب المضطرين ومن انقطع رجاؤهم من المخلوقين، ويكشف السوء ويغيث الملهوف إذا ناداه.
روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين والله المعطي وأنا القاسم ولا تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون )
الله هو المعطي: يعطي بمحض فضله وإحسانه. لا بسبب من العبد ولا بتقدم واسطة. أعطى خلقه كل شيء كما قال الله سبحانه حكاية عن موسىصلى الله عليه وسلم : ( قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) طه50
أعطى خلقه الأسماع والأبصار والأيدي والأرجل والعقول والأموال والأولاد، ومن أعظم عطاء الله عطاء الهدى والأمن والتوفيق للأعمال الصالحة.
قال الله تعالى حكاية عن قال صلى الله عليه وسلم : ( سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً ) مريم 47
الحفي هو الرؤوف الرحيم كثير البر واللطف المعتني بعبده والمبالغ في إكرامه والطافه ، العالم به المجيب له إذا دعاه.
الدائم
الرشيد
العاطي
الضار
النافع
الجليل
القديم
العال
الفرد
الفضيل
المعيد
الماجد
الواجد
المبدئ
المنتقم
المحي
المميت
المحصي
الصبور
القائم
الصادق
العدل
الخافض
الباعث
البديع
الجامع
المعبود
الرافع
الناصر
الوالي
المنعم
المعين
المقصود
المغيث
الواقي
المقسط
الستار