أستاذ بعنابة يوهم الطلاب بحيازته أسئلة بكالوريا 2022
يدعي بعض الأساتذة من الذين يقدمون الدروس الخصوصية للطلبة والطالبات بولاية عنابة، المقبلين على امتحانات البكالوريا، امتلاكهم للأسئلة الرسمية الخاصة بالامتحانات، ويوهمون "زبائنهم" من التلاميذ الذين يستعدون لاجتياز عتبة البكالوريا، بأن بعض الأسئلة والتمارين والامتحانات التي يقدِّمونها هي نسخة طبق الأصل لما سيرد في البكالوريا لهذا العام.
ويقول الكثير من المدمنين على الدروس الخصوصية بعنابة، بأن أستاذا مشهورا يقدِّم دروسا خصوصية في العلوم الطبيعية بأحد الأحياء الغربية، يوهم ضحاياه من المتمدرسين لديه بأنه يقدِّم الحلول الأصلية لامتحانات رسمية متوقعة بنسبة "مائتين في المئة" في بكالوريا جوان 2022، ومقابل ذلك لجأ إلى رفع أسعار الاشتراك الشهري الخاصة بالمراجعة إلى سقف المليون سنتيم للشخص الواحد، بينما تكتظ قاعة التدريس الخاصة به بنحو 80 تلميذاً وتلميذة في كل حصة، ويستعرض عليهم، في دور أستاذ "خبير بالغيب"، أسئلة البكالوريا الرسمية كما يدَّعي، وشاعت شهرة المعني بحسب بعض المتمدرسين لديه، عندما وردت بالصدفة نفس أسئلة امتحان العلوم الطبيعية لعام 2022 التي أكد عليها لطلبته في امتحان البكالوريا، وحاز فيها المعنيون بالصدفة علامات مرتفعة، ومنذ ذلك التاريخ أصبح المعني يتاجر بمهمة "الرجم بالغيب" هذه بعد أن ذاعت شهرته في كامل أرجاء مدينة عنابة، علماً أن الأعباء الشهرية الخاصة بالدروس الخصوصية لديه على مدار الموسم الدراسي لا تقل عن الستة آلاف دينار جزائري للشخص الواحد، ويرفعها إلى الضعف تقريبا في أثناء ما يسميه "المنظومة التربوية الخاصة بهؤلاء" في فترة المراجعة.
وأشار الكثير من المقبلين على البكالوريا لـ"الشروق"، بأن أمثال هذا الأستاذ كثيرون وغالبية المعنيين بالدروس الخصوصية يبيعون "الريح" والأوهام للطلبة والطالبات، في شكل إغراء حقيقي لتجارة غير مشروعة وبضاعة منتهية الصلاحية استناداً لقانون التجارة، مقابل أرباح بالملايين دون حسيب ولا رقيب، ودون سجل تجاري ولا ضرائب ودون مراقبة صحية لـ"القراجات" التي يستغلها هؤلاء الأساتذة لتقديم دروسهم الخصوصية، وفي جولة لـ"الشروق" قامت بها إلى بعض المؤسسات التربوية والمكتبات، تبين لها مدى إقبال التلاميذ على الحوليات الوهمية التي يعرضها تجار هذه المناسبة، بأسعار خيالية، وبعد اطلاعنا على بعضها تأكدنا بأنها تبيع الريح والسراب والأكاذيب للمقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، وتحمل هذه الحوليات أسماءً لمن ينصِّبون أنفسهم أساتذة وفقهاء ودكاترة في "شعوذة" الحوليات وأسئلة الامتحانات الرسمية الخاصة بالبكالوريا، قصد إغراء التلاميذ، ومن هذه العناوين "الصحيح في البكالوريا" و"تجربتي مع البكالوريا" والأكيد والممتع والضمان والمميز.. وغيرها من الألفاظ والتعابير التجارية الكاذبة والوهمية التي تزيِّن أغلفة هذه الحوليات التي تعود ملكية الكثير منها إلى أساتذة مغمورين وفاشلين وآخرين يتاجرون في الدروس الخصوصية وفي بيع الحوليات الوهمية مقابل مداخيل بالملايين، في استغلال بشع لمناسبة امتحانات البكالوريا.