السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
أُريد أن أعرف كيف يُنشركتاب خطير جدا خطير الآن ، وأكثر خطورة لمستقبل الأمة الإسلامية وخاصة في بلادالغربة ، واسم الكتاب (الفرقان الحق) وهنا بعض العالم يتكلم عن قرآن جديد !
أعوذ بالله من شرّ هذا الكتاب .
أرجو نشر تنبيه من أجل هذا الكتاب .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة اللهوبركاته
وبارك الله فيك
لا شك أن أعداء الأمّـة الإسلاميةيُدركون خطورة تمسك المسلمين بالقرآن العظيم ، وليس هذا الأمر وليد الساعة ، ولميكن هذا حدثاً أفرزته الأحداث الأخيرة ، وإنما هو قديم قِدَم هذه الرسالة
قالالله تبارك وتعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَاالْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ )
فهميعلمون أن هذا القرآن ليس من كلام أحدٍ من البشر ، وإنما هو كلام العزيز الحكيم .
وهموإن علموا أنهم لا يُمكن أن ينزعوا هذا القرآن من صدور المؤمنين إلا أنهم حاولواالتشويش واللغو وعدم السّماع لهذا القرآن .
قال ابن عباس في الآية السابقة : يعنيالغطوا فيه . وكان بعضهم يُوصي إلى بعض إذا رأيتم محمدا يقرأ فعارِضوه بالرجزوالشعر واللغو .
وقال مجاهد : والغوا فيه بالمكاء والصفير .
وقالالضحاك : أكثروا الكلام فيختلط عليه ما يقول .
وقال السُّدّي : صِيحوا في وجهه .
وقد طالَب أهل الجاهلية الأولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبديلالقرآن ، فَرَدّ الله عليهم هذه الدعوى الفجّـة .
قال تعالى : ( وَإِذَا تُتْلَىعَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِبِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُمِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُإِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) .
وقد كان أهل الجاهلية الأولى تشمئزّ نفوسهم إذا ذُِكر الله وحده فيالقرآن ، قال تعالى : ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِإِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) .
وما نراه اليوم من جاهلية الألفيةالثالثة هو امتداد لتلك الجاهلية ، إلا أن تلك الجاهلية كانت أقلّ وطأة ، وأخفعداوة من الصليبية الحاقدة والصهيوينة الغاشمة .
ولذلك يقول الحاكم الفرنسي في الجزائرفي ذكرى مرور مائة سنة على احتلال الجزائر:
إننا لن ننتصر على الجزائريين ماداموا يقرؤون القرآن ، ويتكلمون العربية ، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ،ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم . اهـ .
ويقول غلادستون رئيس وزراء بريطانياسابقاً : ما دام هذا القرآن موجوداً فيأيدي المسلمين فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق . اهـ .
فلا عجب أن ترى اليوم من يُريد إزاحة هذا القرآن عن واقع المسلمين ،بدعوى العصرانية تارة ، وبدعوى التجديد أخرى ، وبدعوى مُحاربة الإرهاب ثالثة !
وما هؤلاء إلا كالوَزَغ الذي كان ينفخ النار على إبراهيم ليُوقدها ، أوكالذي يطمع أن يحجب الشمس بالغِربال ليُطفئ نورها .
ومن تأمل قوله تعالى : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِبِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) فإنه يجدفي هذه الآية البلاغة القرآنية ، في حين نُسب إطفاء نور الله إلى أفواههم !
وما تُحاوله قوى الشرّ اليوم من طمس معالم دِين الله ، وتغيير كتابهوتبديله وتحريفه ، هو هجمة شرسة ، وهمجية رعناء لا تفسير لها سوى ما تغلي به صدورأئمة الكُفر من الصليبية الحاقدة ، والصهيونية الغاشمة ، والله مُتمّ نوره ولو كرهالكافرون ، ولو كره المجرمون ، ولو كرِه الكافرون .
وإن هذا الصنيع من قوى الشرّ التيتريد أن تُبدِّل كلام الله ، وتُغيِّر كتابه ، ليدلّ على أن التعايش ضربٌ من الخيال !
وعلىما تُكنّه صدور القوم مما بدا بعضه على ألسنتهم ، وصدق الله القائل : ( قَدْ بَدَتِالْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ) .
ويكشف هذا الفعل عن وجه الدعاوى الفجّـة ، من دعاوى الديمقراطيةوحُريّة الاعتقاد ، غير أن هذه الدعاوى لا يُنادى بها إلا في وجوه المسلمين ، وفيوُجوه الذين يُمسِّكون بكتاب الله .
أما إذا كانت القضية لصالح النصرانيةأو اليهودية فإنه لا حُريّة ولا ديمقراطية ، بل تتبدّل بالضربة القاضية ! والهجمةالشّرسة !
كما فعلهم هذا يُسقط دعوى عدم التدخّل في شؤون الآخرين .
وهذايُعمل به إذا كان الأمر يخص اعتقاد فئة كافرة ، أما أن يخص طائفة مؤمنة فالأمريختلف !
فيجب أن تتحرّك القوى والقوات ، ويجب أن يحصل التدخل الدولي في أقدسمقدّسات المسلمين ، بل في أعظم كتاب على وجه الأرض ، وهو القرآن ، فيرون أنه يجبتغييره وتشذيبه ليتماشى مع معتقدات القوم ! ومع رغبات الأنفس المريضة الشريرة .
فيجب على مل مسلم أن يحذر من هذا الكتاب المزعوم ، والقرآن الموهوم .
وأن يُحذِّر منه غيره .
ونسأل الله أن يردكيد الكائدين فينحورهم .
وأن يُعزّ دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعباده المؤمنين
واللهأعلم
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوةوالإرشاد
جاري النشر
سلمت يداكي
شكرا اخت جيهان