التصنيفات
قضايا المرأة و الأسرة و الطفل

أبي أمي أنا اليتيم

أبي أمي أنا اليتيم


الونشريس

أبــي أمــي أنــا اليتيم

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى
أما بعد :
هذه الرسالة الباكية المبكية من طفل صغير لأبويه
وعلى الرغم من ذلك
فهي رسالة مليئة بحب الطفل الونشريس لهما واحتياجه لهما :

الونشريس
أبي الحبيب .. طوال اليوم وأنت بخارج المنزل .. أعلم أنك تسعى للرزق وتكتسب قوتاً تلبي به احتياجاتنا .. لكن يا أبي احتياجاتنا النفسية أهم وتربيتى وتقويمى أفضل من كنوز الدنيا .. فتركت السائق يقوم بتوصيل أختي وأمي .. ولا تعلم ما يحدث منه ولا تتابع البيت ..

أمي الحبيبة .. خلقك الله لبيتك لأنه لن يراعيه أحد مثلك ولو امتلأ البيت بالخدم ، فوجودك أنتِ مختلف ، وكل هذا لتخرجي للعمل ، لا لطلب الرزق ولكن لتنافسي أبي وتتساوي معه فى الحقوق ونسيتِ أمر الله عز وجل (( وقرن في بيوتكن ))

أبي الحبيب .. تسهر طوال الليل مع أصحابك خارج المنزل تتنزه وتتسامر وتضحك ناسيا أن لك أولاداً فى احتياج لأن تُربت على رؤسهم وأن تستمع إلى كلامهم وتعلمهم ما لا يعلمون من أمور الدين والدنيا فهم أحق من أصحابك بالضحك والتنزه معهم ..
أمي الحبيبة .. تسهرين طوال الليل مع صديقاتك وتخرجين معهم للتسوق والتبضع ولا تملين أبدا من تتبع أخبار أحدث العروض والتنزيلات لإنفاق المال ..

أبي الحبيب .. تركتنا لتقوم برحلاتك وسفرياتك .. تركتنا لتعمل فى دول الخارج وحدنا هنا لفتن الدنيا .. لم تعلمني الصلاة ولم تتواجد لتسألنى عن مواظبتي فيها .. لم تهتم كم أحفظ من القرآن ولكن تهتم كم أحفظ من الكلمات باللغات الأخرى ..

أمي الحبيبة .. تركتينا لتقومي بعمل العزومات للأهل والأصحاب طوال الأيام لا نجدك متفرغة لنا تجلسي معنا وتهتمى بنا ، كما تهتمي بعدد الأصناف في كل عزومة وتنسيق وترتيب الرحلات فقط ..

أبي الحبيب .. تركت حياتنا فجعلت أمى تتركها من ورائك
لم تهتم يا أبي ، فأمى ملت من الإهتمام وحدها وتحمل الأعباء وتهرب من واقعها الأليم بما تفعله ..

أمي الحبيبة .. أكثرتي من الطلبات على أبي فأرهقتيه ماديا وبات لا يدخل البيت إلا لينام فلا نراه
ارفقي به يا أمي حتى يتفرغ لنا ولو قسطا من يومه فنحن نحتاج إليكم ..

الونشريس
أبي .. أمي .. جعلتموني أشعر أني يتيم
بل اليتيم قد يكون أفضل حالا مني
فاليتيم يعرفه الناس بأنه يتيم فيعطفوا عليه ويهتموا بمشاعره واحتياجاته
لكن أنا .. مازال أبوايا على قيد الحياة .. أطال الله عمرهما في طاعته ولكن … لا أشعر بكما وكأنني يتيم




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.