السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الموضوع منقووووووووووووووووول
آداب في نقل المواضيع
الحمد لله والصلاة على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
و من سار على نهجه وخطاه ثم أما بعد ،،
فقد خطر لي أن اجمع موضوعا في أهم الآداب لنقل المواضيع والذي نراه بكثرةمن بعض إخواننا
وأرى في ثنايا هذه النقولات من الزلل ما لا يرضاه ربي عزوجل
فقلت أنصح نصيحة أخ محب لإخوانه ببعض ما أرى وجوبه عند نقل المواضيع .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
و أسأل الله أن يعينني على ذلك وعلى الإخلاص في القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه
أولا : الإخلاص لله تعالى في القول والنقل
لا شك ان أول ما أنصح نفسي و إخواني به في النقل والكتابة وفي كل عمل
هوإخلاص العمل لله عز وجل واحتساب الأجر عنده سبحانه وتعالى وحده
ولا شك أنإخلاص النية شرط لصحة العبادة فما لم يصح لم تصح
وقد قال الله تعالى : ( منْكان يرِيد حرثَ الآخِرة نزِد لهُ في حرْثه
ومنْ كان يرِيد حرْث الدُنيا نؤْته منْهاومَا لَه في الآخرَة منْ نصِيب)
وعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( إن أخوف ما أخافعليكم الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله
قال الرياء يقولالله عز وجل إذا جزى الناس بأعمالهم
اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون فيالدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء )
رواه أحمد وابن أبي الدنيا والبيهقيفي الزهد وغيره وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب
وعن أبي سعيد بن أبي فضالة وكان من الصحابة قال
سمعت رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقول:
(إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم القيامة ليوم لا ريبفيه نادى مناد
من كان أشرك في عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن اللهأغنى الشركاء عن الشرك )
رواه الترمذي في التفسير من جامعه وابن ماجه وابنحبان في صحيحه والبيهقي
وغيرهم وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي
فليكن مرادنا في كل قول او نقل أو عمل هو الله سبحانه وتعالى
والإخلاص سبيل لنصر الله عز وجل لعباده
فعن مصعب بن سعد عن أبيه ( سعد بن أبي وقاص )
رضي الله عنه أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم
قال : ( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهموصلاتهم وإخلاصهم )
رواه النسائي وغيره وصححه الألباني رحمه الله في صحيحالترغيب والترهيب
ثانيا : الحرص على نقل ما فيه الخير والفائدة واجتناب ما ليس فيه نفع
لعل إخوتي يرون كما أرى كثيرا من المواضيع التي تتناقل هنا وهناك
وتنتشر انتشار الجراد وما فيها إلا الضرر نسأل الله العافية
فأذكر نفسي وإخوتي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : ( من سن فيالإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من بعده
من غير أن ينقص منأجورهم شيء و من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها
و وزر من عمل بها منبعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء )
رواه مسلم و أحمد والنسائي والترمذيوغيرهم عن جرير
فالمسلم طيب لا يقع إلا على طيب ولا ينقل إلا طيبا
فعليكم بنقل ما فيه الخير واحذروا السيئات الجارية
ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَاثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء
* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍبِإِذْنِ رَبِّهَا [إبراهيم 24-25]….
وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍكَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنقَرَارٍ *
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِيالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ )
[إبراهيم 26-27]
ثالثا : ألا ينقل إلا ما هو موثق ثابت
تعقيبا على الفقرة السابقة أقول إن من السيئات الجارية تلك الأحاديثالموضوعة والمكذوبة
على رسول الله والتي ينقلها أصحابها على انها من قولرسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو منها براء
و إن تعجب فعجب ما نرى من مقالات لا يعدو ان يكون قائلها أحد المغفلين تنشر
على أنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يكتب في عقبها ومن نشرها
كان له كذا وكذا من الأجر ومن كتمها كان عليه كذا وكذا من الوزر
واللهالمستعان على ما يصفون
فأقول أيها الإخوة أن مما يجب علينا ألا ننقل حديثا أو نقلا إلا بعد التثبتممن نقله
ورواه ومن صحته و إن كان كاتب الموضوع لم يذكر للأحاديث سندا أوصحة
فلا بأس ان يطالب بمرجعه الذي نقل منه و أن ينبه على عدم ذكر الآثاروالنصوص
إلا موثقة حذرا من الوقوع في مثل قوله صلى الله عليه وسلم :
"" منحدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين "" .
رواه مسلم عن سمرة بنجندب والمغيرة بن شعبة
فالوعيد شمل راوي الحديث المكذوب ( دون أن يبين حاله ) ومفتريه كلاهما فيالاثم سواء
وكلاهما من الكاذبين والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلمكبيرة من الكبائر
جاء فيها الوعيد كما في الحديث المتواتر عن عشرات الصحابة
(من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) متفق عليه
رابعا : أمانة النقل
وفي امانة النقل لا بد لي من أن أتحدث عن أمرين اثنين أولهما
سرقة المواضيع والأخر نقلها مع التغيير والتعديل فيها
و سرقة المواضيع منتشرة في المنتديات بكثرة سواء بقصد او دون قصد وكلاالأمرين خطأ
فإن من امانة النقل أن ترد الكلام إلى قائله وإلى مصدره الحقولا يعرف الفضل لأهله
إلا أهل الفضل و من نقل نقلا فنسبه لنفسه متعمدا دونأن يرده لمرجعه
يخشى عليه من الرياء ومن النفاق.
وقد قال الله تعالى : ( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواوَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا
فَلا تَحْسَبَنَّهُمْبِمَفَازَةٍ مِنْ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
فكن امينا و إياكوالتدليس على الناس والتدليس مأخوذ من الدلس
وهو اختلاط النور بالظلاموسارق الموضوع حين لا يذكر كاتبه الأصلي
يدلس على الناس ويوهمهم بأنه كاتبه
هذا والتدليس في نقل المواضيع لا ينحصر في عدم ذكر كاتب الموضوع فحسب
بل يتعدىإلى الذين ينقلون المواضيع وينسبونها لأصحابها ثم يعدلون فيها برأيهم
دونالتنبيه فينسبون لكاتب الموضوع ما لم يقله
ولقد رأيت أحد النقلة غيّر في الموضوع عنوانه فقط
فاختلفت بعض أفكار الموضوعلتغيير العنوان فقط
فما بالك بالذين يحذفون ويضيفون ثم يكتبون في آخرهكتبه فلان
وهو منه براء ( بهذه الصيغة )
والواجب هنا ان يكتب منقول من فلانبتصرف لكي لا ينسب إليه كلاما لم يقله
فيقع بنوع آخر من انواع التدليسفاتقوا الله يا من تنقلون المواضيع وانقلوها كما هي
دون تعديل وتزويرواذكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( نضر الله امرأ سمع منا شيئافبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع )
رواه أبو داود والترمذي وابن حبانفي صحيحه
إلا أنه قال رحم الله امرأ عن ابن مسعود وصححه الألباني
فتامل قوله صلى الله عليه وسلم فبلغه كما سمعه
فإن فيه شفاء لصدور المبدلينالمغيرين
( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِوَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) [آل عمران 71]