وصية أمّ لابنها، قبل البكالوريا…
وَصيّةُ أمٍّ لابنِهَا، قبلَ امْتِحَانِ البَاكَالُوريا…بقلم يمينة منصور
"أي بُنّي…
لَيْسَ فِي الحّقِ مِنْ عَيْبٍ، وَالعَيْبُ أنْ لاَ تَنْجَحَ، ماَ في ذلِكَ مِنْ رَيْب…
اشْحَنْ نَقّالَكَ كالثّوْرَةِ التّحْرِيرِيَة و لاَ بَأْسَ بِشَحْنِ البّطَاريَة…
و ضَعْ عَلَى حُرُوفِكَ النُقَطْ، و لاَ تسْأَل عَنِ الشّرْقِ إِنْ هُوَ سَقَطْ…
وادْفَعْ إلى المُهْمَلاتِ بِمَقََالِ الحُرّيَة، فمَنْ قَالَ بِأّنَ هُنَاكَ جَزَاءاً و مَسْؤُولِيَة؟…
ولا يَهُمَنّكَ درسُ الأمَانَةِ و النَزَاهة، فهما أشبه بلعبة "الغُمَيْظَة" في "مَتَاهة"…
فَإنَمّا الأُمّمُ المَصَالِحُ، مَا بَقِيَتْ إِنْ هُمْ بَقِيَتْ مَصَالِحُهُمْ، بَقُوا…
دَعْكَ مِنْ المُنّظَمّاتِ، و مِنْ التَلّوُثِ بِالبِتْرُولِ والتضّخُم و المُؤْتَمَرَات…
وامْلأ جُيُوبَكَ بالحُجَيْبَاتِ واسْتَنْسِخْ، فالعِبْرَةُ في مَنْ اجْتَهَدَ وتَوّكَلَ واسْتَفْتَح…
و اسْأَلْ عَنْ حَقّكَ مِنَ الاسْتِرَاحَة، كُلّمَا اشْتّدت عَلَيْكَ وَطْأةُ الإسْهَالِ وأَرَدْتَ الرّاحَة.
مَزّقْ كُتُبَكَ البَلِيدَة و انْتَقِ مِنْ صَفَحَاتِهَا المُهّمَ و المُفِيدَ…
فقدْ يَأْتِيكَ بِعلْمٍ وافر واحدٌ من الجِيرَة، مُعّلمٌ شَهْمٌ يُنْقذُكَ مِنْ وَرْطَة القَلَقِ و الحِيِرَة …
وامْكُثْ مَا شِئْتَ فِي المِرْحَاضِ، حتّى تَسْتَوْفِي و تَخْرُجَ "بِشِيكٍ" عَلَى بَيَاضِ…
ولا تَنْسَ صَلاَةَ الاسْتِخَارَةَ و الأدْعِيَة المُرّقَمَةِ عندكَ فِي الإضْبَارَة…
وادْعُ رَبّكَ يَومَ الامْتِحَان أنْ يَهَبَكَ حَارِسًا طَيّبًا مِنَ الجّانْ…
يَقُولُ لكَ :" لَبّيْكَ يَا سيّدِي الصّغِيرْ، هلْ تُرِيدُ رَصِيدًا بِالمَجّانْ أم حلاًّ فيهِ النجّاةُ و التّبْصِيرْ؟"
ولا تَتَوَانَى فِي طَلبِ النَصِيحَة، خَاطِئَةً كَانَتْ أمْ صَحِيحَة…
وكُنْ فِي المَعْرَكَةِ فارسًا مِقْدَامَا، ولا تَخْشَى الوِشَايَةَ أوْ المَلاَمَة…
وخُذْ بِنَصِيحَةِ وَالِدَيْكَ وانْفُش رِيشَكَ مَا اسْتَطَعْتَ، مِثْلَ الدّيك…
وخُذْ حَقّكَ فِي التَوَاصُل فَتِلْكَ هِيَ المُقَارَبَةُ و عُنْوَانُ دَرْسِ التَفَاعُل…
وامْلأ رَصِيدَكَ في الجَوّال و لاَ تَنْسَ السَمّاعَة فِي المِعْصَمِ والاتّصَال…
يَأتِيكَ بِالغَيْبِ مَنِ اخْتَرَقَ الجِدَارَ بالصّمْتِ أو حَتّى بِلغةِ النَسْخِ و الحِوَار…
مادَامَ فِي البَرّيَةِِْ مُحْسِنُون ،يَذُودُون عَنِ الحِمَى ولِفِعْلِ الخَيْر،ِتَوّاقُون…
دَعْكَ مِنْ هؤلاءِ المَسْمُومِين، أصْحَابُ الهَوَسِ بالمبادئ، دَعْكَ مِنَ المَجانيِن…
فهُمْ لَيْسُوا بَعْدُ يَفْقَهُونَ بأّنَ السّن بالسّن و البَادُونَ هُمُ الظالِمُونَ…
إذا اسْتَشْرَى اللُؤْمُ فِي الكِبَارِ فَهَل نَعيِبُ الوَقَاحَةَ علىَ الصّغَارِ؟
ومَنْ يُدَافِعُ عَنْ حَقّ الأَحْرَارٍ، إن أَلْحَقَ بِهِمُ الأنْذَالَ وَصْمَةَ العَارِ؟
فَغَدًا سَتَبْنِي لَكَ صَرْحًا وتَشّقُ السَبِيلَ…فالغَايةُ هيَ التيّ تُبّرِرُ الوَسِيلَة…
ولا تُبَالِي إنْ قِيلَ عنكَ "غبّي"، إذاَ ملكتَ الزّمَامَ، قالُوا عَنْكَ هذا "نَبّي"…
فالنّاسُ هم مِثلُ الرّيحِ مِن أَيْنَ هَبَّتْ، هَبُّوا وان نُودِيَ عَليْهم في المَصْلَحَةِ، هَبُّوا…
وقتَ الحَرْثِ و الزَّرْعِ لا تَرَاهُم، لكن عند الأكلِ لا تبقَ وَرَأهُم…