نصف مليون عائلة جزائرية على الأعصاب
في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ بكالوريا الاستقلال، انتهك مترشحو 2022، حرمة هذا الامتحان المصيري باحتجاجهم على صعوبة أسئلة مادة الفلسفة، إلى درجة تخريب الممتلكات العمومية والاعتداء بالضرب على حراسهم، فلم تنفعهم لا "عتبة الدروس" ولا الدروس الخصوصية.. فتواصلت الانتهاكات بممارسة الغش جماعيا في أكثر من مركز إجراء من دون خوف ولا هم يحزنون.. وإن كانت بكالوريا 2022 قد تميزت بهذه "الاستثناءات"، غير أنها لم تخل من الأمور الحزينة، الغريبة والطريفة في نفس الوقت… فطالعوا التفاصيل..
مرشحة تطالب بهاتفها "أيفون" بعد ضبطها تغش.. وآخر يتوسل حارسته للسماح له
"
بالكوبياج"
ومن الأمور الطريفة التي حدثت في بكالوريا 2022، والتي أضحكتنا فعلا هي ما حدث بأحد مراكز الإجراء بالجزائر وسط، أين ضبط الحراس المكلفون بمراقبة المرشحين مترشحة حرة متلبسة بالغش باستخدامها للهاتف النقال من نوع "أيفون"، وبعدما تم اكتشاف أمرها تم نزع الهاتف منها الذي سيبقى على مستوى المصالح المختصة كدليل على الغش، فراحت تتوسل المسؤولين بالمركز لكي يمنحوها إياه متنازلة عن الشريحة بحجة أن هاتفها غالي الثمن وقد كلفها 6 ملايين سنتيم، وبطبيعة الحال رئيس المركز رفض، لكن المترشحة لم تقف عند هذا الحد بل تجاوزت حدودها وتوجهت إلى مديرية التربية بالجزائر وسط بحكم أن المركز الذي اجتازت به الامتحان يقع في نفس المقاطعة الإدارية، وهناك التقت بأحد المسؤولين مطالبة باسترجاع هاتفها النقال غالي الثمن وعند رفض طلبها ردت عليهم بسخرية بأنها هي غشت وفقط لكن شكيب خليل سرق مجمع سوناطراك بأكمله. ولكم أن تعلقوا على الظاهرة، وبعدما باءت مهمة المترشحة بالفشل تدخلت زميلتها التي كانت برفقتها فراحت تستشهد بالرئيس بوتفليقة أمام مسامع الحضور، ليتم توقيفها مباشرة من قبل عناصر الأمن.
وأما بمركز الإجراء غاني الجيلالي ببولوغين، فقد سجل الحراس حالة غريبة وطريفة في نفس الوقت، بحيث أقدم مترشح نظامي يدرس بثانوية الطوالبي بباب الوادي شعبة علوم تجريبية، يعيد امتحان البكالوريا للمرة الثالثة على التوالي، على إخراج "شفرة حلاقة" وقام بتهديد حراسه بأنه في حالة لم يسمحوا له بالغش سيشوه جسده كلية، ليوجه حديثه إلى إحدى الحارسات التي كانت متواجدة بنفس القاعة، وراح يتوسلها لكي تسمح له بالغش في اختبار مادة التاريخ والجغرافيا، مقابل أن يزوجها، وراح يكرر ذلك أمام مسامع الحاضرين ومن دون خجل ولا خوف، وبأنه سيلتزم بوعده وسيزوجها في القريب العاجل من أحد أبناء حيه بباب الوادي. ولكم أن تعلقوا على هذه الحالة الطريفة فعلا عندما أصبح الزواج والدخول إلى القفص الذهبي يقاس "بالكوبياج"…
وفاة مترشحين اثنين وأحزان تخيم على عائلتيهما
لكن الأمور الحزينة التي ميزت بكالوريا 2022، هو ما حدث للمترشح بناي رياض يدرس بساحة أول ماي وقد اجتاز الامتحان بأحد المراكز الكائنة بالمحمدية الجزائر، الذي توفي إثر إصابته بسكتة قلبية في اليوم الذي اجتاز فيه اختبار مادة الرياضيات، أي في ثاني يوم من امتحان البكالوريا. وحسب ما صرح به زملاؤه الذين زاروه في منزله بعد سماع نبإ وفاته بأن والدته قد أصيبت بصدمة كبيرة وتوجد في حالة يرثى لها. وأما في اليوم الثالث من امتحان البكالوريا فقد انتقل مترشح متمدرس بشعبة "آداب وفلسفة" اجتاز الاختبارات بمركز الإجراء ديدوش مراد بئر مراد رايس، إلى مثواه الأخير بعد إصابته بسكتة قلبية عقب إجرائه لاختبار مادة الفلسفة.
صدمة أدخلته المستشفى بسبب انفجار قارورة.. ومترشحة تصاب بأزمة قلبية
والمضحك أو المحزن في نفس الوقت، هو ما حدث لمترشح متمدرس بمركز الإجراء محمد منتوري ببن عكنون، الذي أصيب بصدمة كبيرة نقل على إثرها إلى مستشفى بئر طرارية بالأبيار لتلقي الإسعافات الأولية، بعد انفجار قارورة ماء في وجهه التي عبأها بأقراص مهدئة من نوع "upsa ". وبعد تلقيه العلاج عاد إلى المركز لاستكمال الامتحان، في حين أصيبت مترشحة أخرى حرة بأزمة قلبية بسبب أسئلة الفيزياء التي وجدتها صعبة، بحيث تم نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي نفيسة حمودي بحسين داي، لتنقل بعدها إلى مستشفى القبة لتلقي العلاج، وبعد تحسن وضعيتها الصحية تم إرجاعها إلى المركز لاستكمال الامتحان. كما أصيبت إحدى الحارسات أمس بمركز الإجراء بالثعالبية بحسين داي، بكسر على مستوى ساقها، فراحت تطالب رئيس المركز بتعويض مادي عن إصابتها، مما أدخل رئيس المركز في حيرة كبيرة..
إعفاءات بالجملة للمترشحين في اختبار مادة الألمانية
واضطر المدير العام للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، علي صالحي، إلى التدخل أمس في اللحظات الأخيرة قبل انطلاق اختبار مادة الألمانية بالنسبة إلى المترشحين شعبة آداب ولغات أجنبية الذين لم يدرسوا هذه المادة طوال الموسم الدراسي فوجدوا أنفسهم في مأزق، ليقوم في تلك اللحظات بإعفائهم وسمح لهم بمغادرة قاعات الامتحان، رغم أنه من المفروض أن يحصلوا على الإعفاء خلال السنة الدراسية وليس يوم الاختبار…
الأحرار والنظاميون يحطمون الرقم القياسي في الغش
وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة أن الحراس المكلفين بمراقبة المرشحين بمركز الإجراء عبد الرحمان بن رستم ببوزريعة، ضبطوا مترشحة متمدرسة شعبة آداب ولغات أجنبية متلبسة بالغش، باستخدام الهاتف النقال، وفور ضبطها تم اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية والتي ستحرم من اجتياز امتحان شهادة البكالوريا طيلة 5 سنوات. كما ضبط الحراس بمركز الإجراء الإدريسي الكائن بساحة أول ماي الجزائر، 3 مترشحين أحرار، متلبسين بالغش، منهم مترشحة واحدة تم ضبطها تغش باستعمال تقنية البلوتوث، ومترشحين اثنين الأول ضبط يغش بالهاتف النقال والثاني أخرج مسودة ووضعها فوق الطاولة.
‘لونباف” يطالب باسترجاع "كرامة" الأساتذة الحراس
ندد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بما حدث للكثير من الأساتذة الحراس بسبب امتحان مادة الفلسفة، سيما منهم الذين أشهر في وجوههم بعض مترشحي شهادة البكالوريا أسلحة بيضاء، محاولين الاعتداء عليهم، حيث أكد عمراوي المتحدث باسم "لونباف"، في تصريح لـ"الشروق" قائلا:
يستوجب على وزارة التربية حماية الأساتذة نتيجة أدائهم لهذه المهام بكل مسؤولية وإننا نثق في الأساتذة الحراس، ونتيجة لذلك فهم من لهم الحق في القرار النهائي بالنسبة إلى التلاميذ الذين مارسوا عمليات الغش". وقال عمراوي إنه من العار أن نرى في امتحان رسمي يتعرض الأستاذ الحارس للتعنيف من قبل تلميذه، مطالبا وزارة التربية بالتحرك لأجل إرجاع كرامة الأستاذ الحارس.
كواليس
تلميذة سورية تشيد بدعم أساتذتها بقالمة
وجدت التلميذة طه آمنة من جنسية سورية المناخ المناسب لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا الجزائرية، في مركز الثانوية الجديدة بضاحية وادي المعيز بمدينة قالمة. وأشادت بالظروف المواتية التي وفرها القائمون على سير أجواء امتحان هذه الشهادة المصيرية. آمنة التي اضطرت إلى مغادرة بلدها الأصلي سوريا للإقامة في الجزائر وتحديدا بمدينة قالمة، ذكرت أن الأسئلة كانت في متناولها وأن تفكيرها في الأحداث الدامية التي تشهدها العديد من المدن السورية لم تؤثر على تركيزها في المراجعة، خاصة وأنها تمكنت في وقت جد قصير من إقامتها في مدينة قالمة من خلق العديد من علاقات الصداقة مع بعض زميلاتها وزملائها الذين ساعدوها في المراجعة، بالإضافة إلى الدعم والتعاطف الذي تلقاه من طرف بعض أساتذتها.
ذوو الاحتياجات الخاصة يتحدون
لم تمنع مختلف الإعاقات الجسدية بعض التلاميذ بولاية قالمة، من رفع شعار التحدي لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا في مختلف الشعب، حيث ظهر التفاؤل على التلميذة التي تعاني من فقدان البصر بمركز ثانوية بلمحجوب بحي يحي مغمولي، وطلبت منٌا عدم ذكر اسمها إلى حين الكشف عن نتائج هذه الدورة وأن لديها أملا كبيرا في أن تكون من بين الناجحين وطرق أبواب الجامعة. كما ظهرت أيضا على طالبة أخرى تعاني من إعاقة حركية بمركز عبد الحق بن حمودة بحي الكرمات نفس علامات التفاؤل وبابتسامة عريضة ذكرت بأنها وجدت كل التسهيلات للإجابة عن أسئلة الامتحان رغم استعانتها بأستاذة في القسم، واستحلفتنا بأن نكون من بين الحاضرين لتناول مرطبات وحلويات النجاح، لأنها وكما قالت متأكدة من النجاح في شهادة البكالوريا بعدما سهرت ليالي طوالا في مراجعة الدروس ومتابعتها بكل تفان واجتهاد.
الشخشوخة في نهاية الامتحانات بقسنطينة
قررت العديد من العائلات القسنطينة إقامة شبه وليمة على شرف الطالب المترشح لشهادة البكالوريا، وهذا مساء أمس، مباشرة بعد اجتيازه المادة الأخيرة بعد أسبوع من الامتحان، وهي عادة صار الكثير من الأولياء يلجؤون إليها في محاولة لأجل دفع أبنائهم إلى نسيان ما عانوه من ضغوط نفسية طوال العام الدراسي، وخاصة بعد أيام الامتحانات التي تميّزت هذه المرة بالتشنج، كما يعتبر البعض هذه العادة الجديدة بفأل خير لا أكثر ولا أقل.
بداية حجز قاعات الحفلات
باشر بعض الأولياء عملية حجز قاعات الحفلات رغم أن الكثيرين أرجأوا الاحتفال بنجاح أبنائهم المرتقب إلى سهرات الشهر العظيم، حيث تصبح القاعات شاغرة والأثمان لا تنافس قاعات الحفلات، ويبقى الأمر مقتصرا على ميسوري الحال وأيضا الذين اقتنعوا بأداء أبنائهم المتفوقين، علما أن البكالوريا بالرغم من أنها انطلقت مبكرا في الثاني من شهر جوان إلا أن النتائج تم تأخيرها إلى التاسع من شهر جويلية، أي قبل ساعات من رمضان.
ممتحنون يحطمون الزجاج بالبويرة
أقدم ممتحنون لشهادة البكالوريا على تحطيم زجاج قاعة الامتحان بمتوسطة آيت سعيد بالبويرة، احتجاجا على منعهم من قبل الأساتذة الحراس من الغش، حيث حاول البعض من المترشحين بالقاعة استفزاز الحراس لكن لم ينجحوا، وبعدها عبروا عن غضبهم بكسر زجاج نوافذ القاعة لتتدخل الإدارة وتهدئ من روع المترشحين الغاضبين.
أولياء تلاميذ يحتجون على الفلسفة!
ندد العشرات من أولياء المترشحين لشهادة البكالوريا شعبة آداب وفلسفة في اتصال بـ "الشروق" باعتماد وزارة التربية ما وصفوه بالأسئلة التعجيزية في مادة الفلسفة. وطالبوا في هذا الشأن وزير التربية بالتدخل لتحديد مقاييس تنقيط تكون في صالح التلاميذ. ويضيف بعض الأولياء أن الأسئلة المطروحة، حسب أبنائهم أفقدتهم التركيز وأخرجتهم عن النص- كما يقال- وعليه التمسوا من الوصاية أخذ الانشغال بعين الاعتبار.
الجن سكن تلميذات ببرج بوعريريج
استقبلت مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى مجانة ببرج بوعريريج، عشية أول أمس، مترشحة كانت بصدد اجتياز مادة الاجتماعيات، وهي في حالة يرثى لها نتيجة تلفظها بكلام غير مفهوم وقيامها بتصرفات غريبة عن الجنس البشري حسب زميلتها. حيث كانت تصرخ تارة وتهدأ أخرى، كما أن جسمها كان يرتعش بشدة مما أدخل الطاقم الطبي في حيرة من أمرها حيث استدعت حالتها نقلها إلى مستشفى لخضر بوزيدي ببرج بوعريريج، لمعاينتها من طرف طبيب مختص، بينما أعطى زملاؤها تشخيص واحدا وهو مسّ من الجن؟
يختمون الامتحانات بتقطيع الأيدي
أقدم أمس مترشحان للبكالوريا بعنابة، على تقطيع أيديهم بالزجاج داخل مركز امتحان، عقب الانتهاء من إجراء امتحاناتهما وهذا تعبيرا منهما عن عدم رضاهما على مستوى أدائهما وعدم تساهل الأساتذة الحراس معهما، ويتعلق الأمر بالتلميذ "ب. م"، البالغ من العمر 20 سنة بمركز ثانوية خرازة، حيث قام بتقطيع ذراعه اليسرى بقطعة من الزجاج الحاد مخلفا جروحا خطيرة تنزف دما في صور مرعبة، وهو ما استدعى تدخل عناصر الحماية المدنية ورجال الشرطة. نفس الحادث المأساوي، قام به التلميذ "ب. ب"، البالغ من العمر 23 سنة من مركز قوري يوسف بالحجار، حيث قام بتقطيع ذراعه اليمنى بزجاج النافذة مخلفا جروحا خطيرة. لتبقى مثل هذه التصرفات الغريبة عن المنظومة التربوية الجزائرية تثير عدة تساؤلات عن مصدرها الحقيقي؟
مجانين في البكالوريا بسوق اهراس
رصدت "الشروق" على مستوى أحد مراكز إجراء امتحانات البكالوريا بسوق أهراس حدثا طريفا، بمركز ابن خلدون كان بطله أحد المرشحين الغريبي الأطوار، حيث يقوم هذا الأخير بمراقبة زملائه ويقوم بدور الأستاذ المراقب، بالإضافة إلى خروجه وتجوّله وسط المؤسسة كما يحلو له دون رقيب أو حسيب باستثناء بعض التوجيهات وعبارات التوسّل من طرف الأساتذة الحراس بأن يلتزم مكانه. ليتضح فيما بعد أنه يعاني من اضطرابات نفسية معقدة. مما فتح المجال لبعض الفضوليين للتعليق بأن للمجانين نصيبا وحقا في اجتياز مثل هذه الامتحانات المصيرية.
سبحان الله وبحمده.