________________________________________
الإشكالية الثانية : «الفكر ما بين المبدأ و الواقع »
تحتوي هذه الإشكالية على كم هائل من المقالات وبكل الطرق منها من نوردها بشكل تفصيلي ومنها من نذكرها بشكل نموذجي ومنها من نطرحها أسئلة فقط للتدريب
أ – مقالات المقارنة :
1 – مقالة المقارنة بين الاستدلال الصوري ( الاستنتاج ) و الاستدلال الاستقرائي ( الاستقراء )
نص الموضوع :
قارن بين عناصر الأطروحة التالية : " بالاستدلال الصوري والاستقرائي يتوصل إلى معرفة الحقائق "
الحل : بطريقة المقارنة
1 – طرح المشكلة : يسلك العقل الإنساني عمليات فكرية مختلفة في البحث عن المعرفة وفي طلب الحقيقة ومن بينها طريقة الاستدلال أهمها استخداما الاستدلال الصوري والاستدلال الاستقرائي.فأما الاستدلال الصوري (الاستنتاج) فيعتبر من أشيع صور الاستدلال وأكملها إنه في عرف المناطقة القدماء ينطلق من المبدأ إلى النتائج أو هو البرهان على " القضايا الجزئية بواسطة القضايا الكلية العامة ، باستخلاص الحقيقة الجزئية من الحقيقة الكلية العامة " ويدخل في هذا التعريف شكلا الاستنتاج الصوري أو الاستنتاج التحليلي والاستنتاج أو الرياضي ، أما الاستدلال الاستقرائي كما عرفه القدماء ، منهم أرسطو : " إقامة قضية عامة ليس عن طريق الاستنباط ، وإنما بالالتجاء إلى الأمثلة الجزئية التي يمكن فيها صدق تلك القضية العامة …" أما المحدثون فقد عرفوه " استنتاج قضية كلية من أكثر من قضيتين ، وبعبارة أخرى هو استخلاص القواعد العامة من الأحكام الجزئية ". فإذا كان العقل في بحثه يعتمد على هذين الاستدلالين فما علاقة كل منهما بالآخر في مساندة العقل على بلوغ الحقيقة ؟
2 – محاولة حل المشكلة :
كل من الاستدلال الصوري والاستقرائي منهجان عقليان يهدفان إلى بلوغ الحقيقة والوقوف على النتيجة بعد حركة فكرية هادفة ، كما أنهما نوعان من الاستدلال ينتقلا سويا من مقدمات وصولا إلى نتائج ، كما أن العقل في بنائه للقوانين العامة أو في استنباطه لما يترتب عنها من نتائج يتبع أساليب محددة في التفكير ويستند إلى مبادئ العقل .
ولكن هل وجود نقاط تشابه بينهما يمنع وجود اختلاف بينهما.
من خلال الوقوف على حقيقة كل من الاستدلال الصوري والاستدلال الاستقرائي سنجد أهم فرق بينهما في كون أن الاستدلال الاستقرائي ينطلق من أحكام كلية باتجاه أحكام جزئية ويتدرج نحو قوانينها العامة ، أما الاستدلال الصوري فينطلق من أحكام كلية باتجاه أحكام جزئية . فعملية الاستقراء تقوم على استنباط القوانين من استنطاق الوقائع ، أما عملية الاستنتاج فتقوم على انتقال الفكر من المبادئ إلى نتائجها بصورة عقلية بحتة . وقد بين ذلك برتراند راسل في قوله " يعرف الاستقراء بأنه سلوك فكري يسير من الخاص إلى العام ، في حين أن الاستنتاج هو السلوك الفكري العكسي الذي يذهب من العام إلى الخاص " هذا بالإضافة إلى كون نتائج الاستدلال الاستقرائي تستمد يقينها من الرجوع إلى التجربة أي تتطلب العودة إلى المدرك الحسي من أجل التحقق ، بينما نتائج الاستنتاج تستمد يقينها من علاقاتها بالمقدمات أي تفترض عدم التناقض بين النتائج والمقدمات .بالإضافة إلى ذلك نجد أن النتيجة في الاستدلال الصوري متضمنة منطقيا في المقدمات ، وأننا قد نصل إلى نتيجة كاذبة على الرغم من صدق المقدمات ، نجد على العكس من ذلك أن الاستدلال الاستقرائي يستهدف إلى الكشف عما هو جديد ، لأنه ليس مجرد تلخيص للملاحظات السابقة فقط ، بل إنه يمنحنا القدرة على التنبؤ.
لكن هل وجود نقاط الاختلاف هذه تمنع من وجود نقاط تداخل بينهما ؟
إن عملية الفصل بين الاستدلال الصوري والاستدلال الاستقرائي تبدو صعبة خاصة في الممارسة العملية ، فبالرغم من أننا ننساق عادة مع النظرة التي تميز بينهما باعتبارهما أسلوبين من الاستدلال .إلا أن هناك نظرة تبسيطية مثل الفيلسوف كارل بوبر الذي يرى إن العمل الاستقرائي العلمي يحتاج إلى استنباط منطقي ، يمكن من البحث عن الصورة المنطقية للنظرية ، ومقارنة نتائجها بالاتساق الداخلي وبغيرها من النظريات الأخرى .يقول بترا ند راسل: " إذا كان تفكير المجرب يتصرف عادة منطلقا من ملاحظة خاصة ، ليصعد شيئا فشيئا نحو مبادئ وقوانين عامة ، فهو يتصرف كذلك حتما منطلقا من نفس تلك القوانين العامة ، أو المبادئ ليتوجه نحو أحداث خاصة يستنتجها منطقيا من تلك المبادئ " وهذا يثبت التداخل الكبير بينهما باعتبار أن المقدمات هي في الأغلب أحكام استقرائية ويتجلى دور الاستدلال الصوري في عملية الاستدلال الاستقرائي في مرحلة وضع الفروض فبالاستدلال الصوري يكمل الاستدلال الاستقرائي في المراحل المتقدمة من عملية بناء المعرفة العلمية .
3 – حل المشكلة : إن العلاقة بين الاستدلال الصوري والاستقرائي هي علاقة تكامل إذ لا يمكن الفصل بينهما أو عزلهما عن بعضهما فالذهن ينتقل من الاستدلال الاستقرائي إلى الاستدلال الصوري و يرتد من الاستدلال الصوري إلى الاستدلال الاستقرائي بحثا عن المعرفة ويقو ل الدكتور محمود قاسم : " وهكذا يتبين لنا أن التفرقة بين هذين الأسلوبين من التفكير مصطنعة "ويقول بترا ند راسل " ويصعب كذلك الفصل بين الاستنتاج والاستقراء" و بناء على هذا فالفكر الاستدلالي يستند في طلبه للمعرفة إلى هذين الطريقين المتكاملين وبدونهما يتعذر بناء استدلال صحيح .
________________________________________
هل المنطق
هو عدم تناقض الفكر مع ذاته ؟
المقدمة: لما كان الإنسان يبحث للوصول إلى أحكام صادقة
,عليه أن يستخدم المنطق للوصول إلى الحقائق الصحيحة ,فالمنطق يبحث عن عدم تناقض
الفكر مع ذاته أي إتفاق شروط العقل السليم مع نفسه وهي شروط ضرورية للوصول إلى
الحقيقة وهنا نطرح التساؤل الآتي :كيف يمكن للعقل أن يصل إلى فكر صحيح ولا يقع في
الخطأ ؟
العرض: كان
لأرسطو الفضل في وضع قواعد المنطق واعتبره خير أداة للحصول على المعرفة الصحيحة
,وهو أول من بين ضرورة التمييز بين الكليات الخمس.
وحتى يصل
الإنسان إلى التفكير الصحيح عليه أن يكون ملما بالمنطق ويهتدي إلى قوانينه وحتى
لايقع في التناقض فلابد له من إحترام قواعد المنطق .
مثال : كل مخلوق فان .
وأنا مخلوق .
إذن أنا فان .
لذلك يرى
الفيلسوف الغزالي أنه من لم يكن منطقيا لايوثق في علمه .
فللمنطق
أهمية عظيمة لأن الإنسان هدفه هو الوصول إلى الحقائق دون الوقوع في التناقض .
فتعريف
الأشياء يجب أن يكون دقيقا واضحا ويكون بالماهية وليس بالأعراض .
فالمنطق
يضع لنا قوانين عامة ضرورية لايمكن الإستغناء عنها .
يقول إبن
سينا : صناعة المنطق لاغنى عنها للإنسان المكتسب للعلم بالنظر والروية .
حل المشكلة : يعد المنطق فعلا إتفاق الفكر مع نفسه
إذا إلتزمنا بقواعده وشروطه ,بدونه يعجز الإنسان عن كشف الحقائق ,وهنا تكمن أهمية
وفائدة المنطق .
هل للمنطق
الصوري (الأرسطي) قيمة ؟ (مقالة جدلية)
المقدمة:
إذا كان المنطق يعصم الذهن من الوقوع في الخطأ ويؤدي إلى تماسك الفكر مع نفسه فإن
البعض من العلماء والنقاد إنتقدوه ,ورأو أن لا أهمية له والبعض الآخر دافع عنه
لأهميته والتساؤل المطروح : هل للمنطق قيمة؟
العرض:
هناك من يدافع عن المنطق ويرى أن له قيمة فأرسطو وضع لنا شروط وقواعد إذا إلتزمنا
بها لانقع في الخطأ ثم إن المنطق يتميز بالدقة في التفكير والوضوح في المفاهيم .
لكن قد
يحصل إنطباق الفكر مع نفسه ولاتتفق العقول .وهذا مايراه المعارضين لأهمية المنطق
فقد نعبر عن قضايا تخص مجالات الحياة .
ولاتكفي
لغة المنطق العادية ,يقول بول فاليري:ليس للمنطق إلا مزايا جد متواضعة حينما
يستخدم لغة عادية .
يصلح
للمناقشة والجد ل ولايصلح للبحث عن الحقيقة والنتائج فيه تحصيل حاصل .
وسدا
للفراغ أدخلوا لغة الرياضيات بدلا من لغة المنطق وتحول المنطق إلى منطق رمزي إضافة
إلى أن العلماء يصيغون نضرياتهم صياغة رياضية .
لكن على
الرغم من المؤاخذات الموجهة إلى المنطق الأرسطي فإنه على جانب كبير من
الأهمية .
حل
المشكلة: نحن نستخدم المنطق في تفكيرنا العلمي واليومي وبدونه يفقد الخطاب الحقيقي
تماسكه ويصبح الكلام مجرد ثرثرة وجدل .