التصنيفات
معلومات و فوائد

علامات الساعة الصغرى والكبرى

علامات الساعة الصغرى والكبرى


الونشريس

قال عليه الصلاةُ والسلام: " واليَوْمِ الآخِرِ ": وهو يوم القيامة ويَجِبُ الإيمانُ بِهِ، اللهُ أَعَدهُ يجمع به الناس، متى يكون يوم القيامة؟ اللهُ ما أطْلَعَ أحد، جبريل سَأَلَ النبيِّ: متى الساعة؟ فقال: ما المسئولُ عنها بأعلَمَ مِنَ السَائِلِ، معناه نحن مشتركانِ في هذا الأمرِ وهو عدمُ المعرفةِ بميقاتِ الساعةِ. قال: فأخبرني عن إماراتها (أي عَلاَمَاتِها) فقالَ: «أن تَلِدَ الأمةُ رَبَّتَهَا – أي سَيّدَتَها – وأن تَرَى الحفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَاءِ يَتطاولونَ في البنيانِ» وهذا حصل. وهذه من العلامات الصغرى فإن الساعة لها علامات صُغرى وعلامات كبرى، فالذي ورد في الحديث المذكور هو من العلامات الصغرى وقد قال بعض العلماء أنها حصلت.

ومِنَ العَلامَاتِ الصُغرى أيضًا: زَوالُ جِبَالٍ عن مَراسيهَا وكَثرَةُ الزَّلازلِ وكثرةُ الأمراضِ التي ما كانَ يعرفها النّاسُ سَابِقًا, وكثرةُ الدَّجالينَ وخُطباءُ السُّوءِ وقد حَصَلَ ذلكَ. ومنهَا ادّعاءُ أُناسٍ النّبوةَ وقد حَصَلَ هذا أيضّا, وتَغيُّرُ أحوالِ الهواءِ في الصيفِ يَصيرُ كأنهُ في الشتاءِ وفي الشتاءِ يَصيرُ كأنهُ في الصَيفِ, وكذلك قِلَّةُ العِلم وكَثرَةُ الجَهلِ أي الجَهلِ بعِلمِ الدينِ وهذا قد حَصَلَ, وكَثرةُ القَتلِ والظُّلمِ, وتَقَارُبُ الزَّمانِ, وتقاربُ الأسواقِ, وتداعي الأُمَمِ عَلىَ أُمّةِ محمّدٍ كتداعيهِم على قَصعةِ الطَّعَامِ يُحيطونَ ِبِهم مِنْ كُلّ صوبٍ, وهذا كُلُّه حَصَلَ أيضّا.

ومنها ظُهورُ المَهديُ عليه السّلامُ, وهُوَ ثابتٌ في الحَديثِ الصّحيحِ الذي رواه ابن حبّانَ في صَحيحِهِ والَلفظُ لَهُ, وأبو دَاودَ في سُنِنهِ والترمذيُّ في جَامِعِه وِالحَاكِمُ في المُستدرَكِ مِنَ حَديثِ عَبدِ اللهِ بِنِ مسعودٍ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تقومُ السّاعَةُ حتى يَملِكَ النَاسَ رجلٌ من أهلِ بيتي يواطىءُ اسمُهُ اسمي واسمُ أبيهِ اسمَ أبي فيملؤها – أي الأرض- قِسطًا وعدلاً» فالمهديُّ عَليهِ السلامُ اسمُهُ محمّدُ بنُ عبد الله وهو حَسَنيٌّ أو حُسينيٌّ من ولدِ فاطمةَ رضي الله عنها, وقد وَرَدَ في الأثرِ أنه يَسيرُ مَعَهُ في أوّلِ أمرِهِ مَلَكٌ ينادي: «يّا أيها النّاسُ هذا خَليفةُ اللهِ المهديُّ فاتّبعوه», وَوَرَدَ في الأثرِ أيضًا أن المهديَّ أوّلُ ما يَخرُجُ يخرجُ من المَدينةِ ويخرجُ معه ألفٌ من الملائِكَةِ يمدُّونَهُ وينتظرهُ في مكةَ ثلاثمائةٍ من الأولياءِ هُمُ أوّلُ من يبايعهُ, ثم يخرجُ جيشٌ لغزوهِ فيَخسِفُ الله به الأرض فيما بينَ مكةَ والمدينة, بعدَ ذلك يأتي إلى بَرِّ الشَامِ. وفي أيّام المهديّ تَحصُلُ مجاعَةٌ, والـمُؤمنُ في ذلكَ الوقتِ يشبعُ بالتّسبيحِ والتّقديسِ أي بِذِكرِ الله وتعظيمِهِ, يعني المُؤمنَ الكَامِلَ.

«لا تقومُ السّاعَةُ حتى يَملِكَ النَاسَ رجلٌ من أهلِ بيتي يواطىءُ اسمُهُ اسمي واسمُ أبيهِ اسمَ أبي فيملؤها – أي الأرض- قِسطًا وعدلاً»

وأشراطُ السّاعَةِ الكُبرى عَشَرةٌ وهي: خُروجُ الدَّجَّالِ, ونُزُولُ المَسِيحِ, وخروجُ يأجوجُ ومأجَوجَ, وطُلوعُ الشَّمس من مغرِبها, وخروجُ دابَّةِ الأرضِ, ونُزولِ الدُّخَانُ, وثَلاثةُ خَسوفٍ وخُروجِ نارٌ من قَعرِ عدن باليمنِ.

ومن علامات الساعة الكبرى ظهور رجل يقال له المسيح الدجال يظهر يَدَّعي الألوهية ويقول للنَّاس: أَنا ربكم، فيتبعه بعض النَّاس ويكون معه من الفتن الشئ الكثير، أحيانًا يَجُرُ وراءه جبل من خبز؛ هذا عيسى يقتله ويُريحُ النَّاس منهم بعد أن يكون استفاض شره بين النَّاس، الرسول حَذَرنا مِنهُ في ما ورد عنه في الدعاء: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال", وَأَخبَرَ عَنهُ أَنَّهُ أعور العين كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربكم ليس بأعور".

"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال"

والأعورُ الدجالُ إنسانٌ من بني ءادمَ والظاهر أنه من بني إسرائيلَ, إحدى عينيهِ طافيةٌ كالعِنَبَةِ والأخرى مَمسوحةٌ فلذلك يقالُ لّهُ الأعورُ. وهو الآنَ مَحبوسٌ في جزيرةٍ في البَحرِ, المَلاَئكةُ حَبَسوهُ هُنَاكَ, وَهذِهِ الجَزيرةُ لَيسَت مَعروفَةً, رءاه واجتمعَ بِهِ الصَّحابيُّ تميمُ بن أوسٍ عِيَانًا, رَكِبَ ومَنْ مَعَهُ السّفينةَ فتاهَت بِهِمُ السَفينةُ شَهرًا وَبَعُدَت, ثمَّ وصلوا إِلى جزيرةٍ فاجتمعوا بِهِ مُكبَّلاً بالسّلاسِلِ, وهُوَ رجلٌ عظيمٌ جسدُهُ, كَلَّمَهم باللسانِ العربيّ قال: أَنا فُلان, وسأَلَهم عن أشياء, هل صارَ كذا, هل صارَ كذا, وسألهُم عَنْ رَسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم, هل ظهرَ النبيُّ العربيُّ, ثم نَزَلَ الوحيُ على رَسولِ اللهِ بِمثلِ ما رأى هذا الصحابي من الدَّجَّال. وهذا الأعورُ الدّجالُ اللهُ تعالى ابتلاءَ مِنهُ يُظهِرُ على يَديهِ خوارقَ, ومن عَجَائِبِهِ أنه يشقُّ رَجلاً من المؤمنينَ يُكذِّبُهُ في وجههِ نصفينِ ثم يُحييهِ بإذنِ الله فَيقولُ الرجلُ الذي فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ: لم أَزدَدْ بهذا إلا تكذيبًا لكَ, ويقولُ للسَّماءِ أمطري فتمطرُ, ويقول للأرضِ أخرجي زرعَكِ فَتُخرِجُهُ, مَعَهُ نهرانِ وَاحدٌ مِنْ نَارِ وهو بردٌ على المؤمنينَ وواحدٌ من ماءٍ وهو نارٌ عليهم. وأوّلُ ما يظهرُ الدّجال يكونُ يَومٌ كَسَنةٍ ويَومٌ كَشهرٍ ويَومٌ كأسبوعٍ, وقَبلَ ظُهورهِ بثلاثِ سنواتٍ تُمسِكُ السَمَاءُ ثُلُثَ مائها ثم بعدَ سنةٍ تمسِكُ ثُلُثَي مائها ثم قبلَ ظهورِهِ بِسَنَةٍ تمسِكُ كُلَّ مائها, ثم هذا الأعورُ الدّجّالُ يُصادِفُ نبيَّ اللهِ عيسى بِفِلَسطينَ فَيقتُلُهُ نبيُّ اللهِ عيسى هناكَ ببابِ اللُّدّ ويريحُ الناس من شره, والُّلدُّ قَريةٌ من قُرَى فلسطينَ.

ومنها نُزولُ عيسى عَلَيهِ السلام من السماء الثانيةِ إلى الأرضِ، لما ينزل يكون إشارةُ كُبرى لقيام الساعة، وفي ذلك يقولُ اللهُ تعالى: ***64831;وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ***64830; سورة الزخرف / 61. أَي أَنَّ نُزُولَهُ إِيذانٌ بِقُربِ السَّاعَةِ وهذا من العلامات الكبرى، جاء في حديثِ النَّبِيِّ أَنَّهُ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يهبط ابن مريم فيكم حكمًا مُقْسطًا ويحكم بالإسلام وينشره ويفيض الخير وتكثر البركة في أَيام عيسى. روى الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " لَيَهبِطَنَّ عيسَى بنُ مريم حَكَمًا مُقْسطًا، وَلَيسلُكَنَّ فَجًا حَاجًا أو معتمرًا، وليَأْتِيَنَّ قبري حتى يسلِّم عليَّ، ولأرُدَنَّ عَلَيهِ". رواه الحاكم.

ويمكث عيسى عليه السلام أربعين عامًا ثم يُتوفى فيصلّي عليه المسلمون كما جاء في الحديث.

وكذلك من علامات الساعة ظهور يأجوجَ ومأجوجَ وهم قومٌ من البشر يخرجون إلى النَّاس بأعدادٍ كثيرةٍ فيعيثون بالأرض فسادًا، وفي أيّامهم تحصُلُ مجاعةٌ يمرّونَ على بُحيرةِ طَبَريَّا التي في فِلَسطينَ فيشربونَها, فَيمرُّ ءاخرهم فيقولُ كانَ هنا ماءٌ, ثم لمَّا ينزلُ المسيحُ عيسى عَليهِ السّلام من السمّاءِ هم يَنبهِتونَ, فلا يتجرّأُ المُسلمونَ لحربهم, فيذهبُ سيّدُنا عيسى عليه السلام والمؤمنونَ إلى جبلِ الطُّورِ يدعون الله يستغيثونَ به منهم, ويتضرعونَ إلى اللهِ أن يُهلِكَهم, فيُنزِلُ الله عليهم دُودًا يدخلُ رقبةَ كُلِّ واحدٍ منهم فيرميهِ صريعًا ميّتًا, ثم الله تعالى يُرسِلُ طيورا فتحمِلُهم وترميهم في البحرِ ثم يُنزلُ مَطرا يَجرِفُ ءاثارهم إلى البحر, وهؤلاءِ بعد أن ينزلَ سيّدنا عيسى بمدّةٍ يظهرونَ.هَذهِ الأُمورُ الثلاثَةُ: خُروجُ الدَّجَّالِ, ونُزُولُ المَسِيحِ, وخروجُ يأجوجَ ومأجَوجَ هِيَ أَوَلُ أَشرَاطِ السّاعَةِ الكُبرى عَشَرةٌ وهي: خُروجُ الدَّجَّالِ, ونُزُولُ المَسِيحِ, وخروجُ يأجوجَ ومأجَوجَ. ثُم بَعدَ ذَلِكَ تَحصُلُ بَقيةُ العَشَرةِ وهي: طُلوعُ الشَّمس من مغرِبها, الشَمسُ كل يومٍ تستأذنُ من ربها بالشروق فيؤذنُ لها حتى يأتي ذلك اليومُ فتستأذن ربها فلا يؤذَنُ لَهَا فَتُشرِقُ من المغرِبِ وفي نَفسِ اليومِ تَخرُجُ دابَةُ الأرضِ، وَهذِهِ الدابَةُ تُكَلِمُ الناسّ وتميّزُ المؤمنَ من الكافرَ ولا أحد منهُم يَستطيعُ أن يَهرُبَ منها وقد ذكرها اللهُ تعالى في القرءان، قالَ تعالى: ***64831;وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِئَايَتِنَا لاَ يُوقِنُونَ***64830; النمل / 82.

فَطُلوعُ الشمس من مغرِبِها وخُروجُ دابَةُ الأرضِ تَحصُلانِ في يومٍ واحدٍ بين الصُّبحِ والضُّحى, بعد ذلك لا يقبلُ الله من أحدٍ توبةً، الكافرُ إن أسلَمَ بَعدَ ذَلِكَ لا يَقبَلُ اللهُ إسلامُهُ والمُسلمُ الفاجِرُ إن تَابَ لا يَقبَلُ اللهُ توبَتَهُ، فبَابُ التوبَةِ مفتوحٌ إلى اليومِ الذي تَطلُعُ فيهُ الشمس من مغربها ويحصل خروج الدابة فيه.

ثم الدُّخَانُ, ينزلُ دخانٌ ينتشرُ في الأرضِ فيكَادُ الكافرون يَموتونَ من شِدّةِ هذا الدُّخان, وأمّا المُسلمُ المؤمن يَصيرُ عَليهِ كالزُّكام, كالرشح لا يؤذيه كثيرًا إنما أثَرُ هذا الدُخانِ على المُسلِمِ كالرَّشحِ.

وثَلاثةُ خَسوفٍ خَسفٌ بالمشرقِ وخسفٌ بالمَغربِ وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ, وهذه الخُسوفُ لا تأتي إلا بَعدَ خُروجِ الدَّجَّالِ ونُزولِ المَسيحِ عيسى عليه السَلام وتقَعُ في أوقاتٍ متقاربةٍ, والخسوفُ معناهُ انشقاقُ الأرضِ وبَلعُ من عليها, ويحتملُ أن تقعَ هذه الخُسُوفُ في ءانٍ واحِدٍ, ونارٌ تخرُجُ من قَعرِ عدن فتسوقُ الناسَ إلى المغربِ, وعدن أرضٌ باليمنِ، وهذه النارُ لا تنقلهم عن الأرض وإنما تمشي بطيئة لا تهبُّ هبوبَ الريحِ، الناسُ خوفًا منها يهربون من مواطنهم، من بلادهم إلى جهة المغرب.

ثمّ إنَّهُ بعدَ حُصولِ أَشراطِ السّاعةِ الكُبرى العَشَرةِ تَقومُ القيامةُ على الكفَّارِ, وقبلَ ذلك بمائةِ عامٍ يأتي ريحٌ تَحتَ إبطِ كُلِّ مُسلِمٍ فَيموتُ كُلُّ المسلمينَ ويبقى الكفّارُ فتقومُ القيامَةُ عليهِم, يَنفُخُ إسرافيلُ عليه السلامُ في الصّورِ أي في البوقِ فيفزعونَ من هذا الصّوتِ, فإن صوتَ نفخةِ إسرافيلَ في البوقِ هَولُهُ عظيمٌ تتقطَّعُ منه قلوبُ الكفارِ حتَّى يموتوا من شدَّةِ هذا الصَّوتِ, وكذلك الجِنُّ الكفَّارُ يموتونَ تلك الساعةَ, فلا يَبقى بشرٌ ولا جنٌّ على وجهِ الأرضِ إلا وقَد مَاتَ, وأمّا الذين ماتوا قبلَ ذلكَ من المسلمينَ والكافرينَ فيُغشَى عليهم

تِلكَ الساعةَ أي يُغمَى عليهم تلك السَّاعةَ أي يُغمَى عليهم إلا الشُّهداء أي شُهداءَ المعركةِ فلا يُغشى عليهم، والمراد أن الأرواح يغشى عليها إذا كان بلي الجسد وكذلك الأجساد التي فيه أرواحها يُغشى عليها حتى الأنبياء يصعقون في ذلك الوقت ولكن لا يصيبهم ألمٌ، إلا الشُّهَدَاء أي شُهداءَ المعركَةِ فلا يُغشَى عليهم تلكَ السَّاعةَ، وليس معنى ذلك أن الشهداء أعلى مرتبة من الأنبياء بل جعل الله هذه المزية للشهداء ترغيبًا في الجهادِ في سبيلِ اللهِ.

ثم بَعدَ موتِ البِشَرِ يموتُ الملائِكَةُ, وءاخرهم موتًا عَزرائيلُ, قالَ بعضُ العلماءِ: يُستثنى خَزَنةُ الجنةَِ وخَزَنَةُ جهَّنَم وحَمََلةُ العرشِ والحُورُ والوِلدَان. ثمّ بعدَ ذلك يُحيي اللهُ إسرافيلَ الذي كانَ نَفَخَ في الصُّورِ المرّةَ الأولى, ثم يَنفُخُ مرّةً ثانيةً وذلكَ بعد أربعين عامًا فيقومُ الأمواتُ من قبورِهِم تنشق عنهم القبور ومن تلاشت جثته الله يجمعها وكذلك من أكلته السباع لا يُستثنى أحد وهذا يسيرٌ على اللهِ قال تعالى ***64831;وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ***64830; سورة يس / 51.

ثم الناس كلهم يحشرون، كلهم يجمعون في مكان واحد وكل واحد يكون بحسب حاله المؤمنون الله يجعل لهم نور ويكونوا سعداء والكفار تَسوَدُ وجوههم لأنهم ما كانوا يعتقدون بيوم القيامة، فلما يروا ذلك تكاد تتقطع قلوبهم من شدة الفزع.

ثم بعد ذلك يحاسب العباد على أعمالهم كل ما فعله الإنسان في هذه الدنيا يحاسب عليه إن كان خيرًا أو شرًا الملائكة تخرج كتابه، كل شئ مكتوب فيه، كذلك يوم القيامة شديدٌ إلا على من هَوَّنَ اللهُ عليه فالويلُ للذي لا يؤمِنُ بِهَذا اليوم والخسران لمن لا يعد لهذا اليوم لأن الله وصفه: يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى اللهُ بِقَلبٍ سَليم. لماذا ذَكَرَ اللهُ القَلبَ أي الذي يحمل يوم القيامة في قلبه عقيدة التوحيد خاليًا من التشبيه والتعطيل.

ثم الإنسان يوم القيامة لا يستطيع أن يفر مما فعل، الله يُشهِدُ عَليهِ أعضاؤه، يده تتكلم تنطق تقول: يا رب كفر بك، والرجلُ تتكلم تقول: يا ربُ عصى بي؛ ويقول الكافرون لجلودهم: لماذا شهدتم علينا؟ فيقولون: أنطقنا الذي أنطَقَ كُلَّ شَئ.

فويلٌ لمن لا يؤمن ويعد لذلك اليوم العظيم.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.