التصنيفات
النقاش الجاد و الحوار الهادف

طعم الهزيمة و النجاح!!!

طعم الهزيمة و النجاح!!!


الونشريس

بسم الله الرّحمن الرّحيم.

الحمد لله الحي القيوم أوضح لنا سبيل الهداية وأبعد عنا ظلمات الغواية وأشهد أن لا إله إلا الله تقدست أسماؤه وصفاته وعم كل شيء إحسانه …

و الصلاة و السلام على النبي المجتبى والحبيب المصطفى ماحي الخطايا جميل السجايا

الوافي بالعهود .صاحب المقام المحمود ، واللواء المعقود

أعزاءنا أعضاء و زوار مدونة بوابة الونشريس مرحبا بكم مع في هذا الفضاء الثقافي و أهلا و سهلا بالجميع.

الإنسان منذ طفولته إلى بلوغه من جهله إلى نبوغه، يمر بأمور كثيرة ملؤها نجاحات و عثرات

و من هذا المنطلق وددنا أن نضع بين أيديكم هذا الموضوع المتواضع

لنناقشه و نحلّله و نتبادل الآراء فيه

راجين من الله أن نكون قد وُفقنا فيه و في اختياره، فإليكموه …


كلنا طموح و الطموح يكبر معنا ليتحول إلى أهداف لابد من الوصول إليها،
و مع تحقيق أول هدف تفتح شهيتنا لهدف ثان و ثالث و أهداف كثيرة،
فنسعى و نكّد و نجد، و نلتقي بمن يساعدنا و يدفعنا و يزيدنا إصرارا على تحقيق رغباتنا التي لا تنتهي.
و كم هو جميل أن نجد من يأخذ بيدنا و إلى الطريق السليم يوجهنا و يصحح أخطاءنا و الأمل و الثقة يزرع فينا…
يعلمنا حتى نكبر و نتعلم منه حتى نتطور، و نمشي خطوة و اثنتين حتى نصل الميل و الميلين و أميال كثيرة،
تأخذ من حياتنا و وقتنا و قد تبعدنا في سبيل تحقيق المزيد عمن نحب و يحبنا،
لكن نواصل و لا نقبل بشيء يعيقنا لأن في لذة النجاح مذاق طعمه مميز
و لا نرغب حينها في تذوق شيء آخر غير طعم النجاح حتى ندمن عليه.

لكن هناك ذوق خاص و مر مذاقه كالعلقم لا نتمناه لا لأنفسنا و لا لغيرنا،
فتصور أنك تبني قصرا فوق شاطئ رمل و تأخذ فيه ساعات حتى تنسى نفسك ثم
و في لحظة وبين رمشة عين و أخرى، تأتي موجة لتبتلع ما قمت به و يصبح القصر العالي حبات رمل عادت إلى طبيعتها..
فما شعورك حينها؟
أكيد هو الإحساس بالفشل و طعم الهزيمة؛
أجل هو الفشل و الهزيمة…
كيف لا و نحن نرى أعمالنا و كل ما أنجزناه و تعبنا من أجله و ضحينا بالكثير في سبيل الوصول إليه بأنفسنا و أهلنا،
يتهاوى أمام أعيننا و نحن نتفرج و كأنه مشهد سينمائي درامي لا يمكن التدخل لتغييره بل علينا مشاهدته فقط في صمت دون حراك.
و هنا تُزرع الهزيمة فينا و يأخذ الندم مأخذه منا؛ لما و ليت و يا حسرتاه…لا قريب و لا حليف،
تأسرنا المآسي فتلك الأعمال و النجاحات كانت نتاج سنين و سنين من الكد و الجهد الذي ذهب مهب الريح
ليأخذ معه كل آمالنا و أحلامنا مخلّفا وراءه اليأس و الفشل و تساؤلات كثيرة؛
ألم نعمل؟ ألم نجتهد كفاية؟ ألم نتخذ القرارات السليمة؟
و نبقى نبحث عن الأسباب و قد نعلق سبب فشلنا على شماعة غيرنا أو على الظروف و قدرنا، و نبكي حظنا،
و تزيد معاناتنا عندما نرى إهمالنا لأهلنا و أحبابنا من أجل تحقيق أهدافنا و الفجوة التي خلفنا بينهم و بيننا،
فهل يغفروا لنا زلاتنا في حقهم و بعدنا عنهم؟؟
قفزنا فوق درجات السلالم بسرعة و تسرع سابقنا الزمن و سابقنا حتى نصل القمة،
فغافلنا و تلاعب بنا و سبقنا و ما أن وصلنا القمة حتى تعثرنا و وجدنا أنفسنا في الأسفل و من البداية،
فهل كان العيب فينا أم كانت السلالم هشة و هوت بنا؟

تعب، هزيمة، شقاء و فشل … و كلمات تهبط من عزيمتنا فهل نقبل بها في قاموسنا؟
نرجع لقصرنا الذي بنيناه فوق الرمل و هوى أمام أعيننا فهل سنتوقف عند هذا الحد و نترك قطرات ماء تهزمنا؟
أو نعاود بناء قصورنا أفضل مما كانت و نمتنها و نجعل من فشلنا هزيمة مؤقتة تصنع أمامنا فرصا حقيقية للنجاح الذي له طعم خاص
و مذاق رائع يؤثر فينا و في حاضرنا و مستقبلنا..

أجل لابد من المحاولة مرة ثانية و ثالثة حتى ننجح،
فالحياة محاولات و تجارب و في التجارب براهين و منها نتعلم
و نتدارك الأخطاء و نحاول بل علينا أن نصحّحها حتى لا نعاود الكرّة و نقع فيها..
و في لحظة اليأس و الهزيمة التي نحن فيها ينبثق من داخلنا ضوء أمل يدغدغ طموحنا،
الذي يحي فينا و بداخلنا و يستيقظ من جديد من أجلنا و من أجل كل من خذلناهم و أبعدناهم بجهلنا و إهمالنا عنا
ليشد من عزمنا و إرادتنا و بكل أمل و تفاؤل لمحاولات أخرى يدفعنا
و بكل إصرار و ثقة نجعل من الفشل سلالم نقفز
عليها لنصل لقمة النجاح من جديد،
لكن هذه المرة بخطى ثابتة للأمام نسير و بخطط مدروسة نطبق ما بدأنا
و على الله التوكل أولا و قبل كل شيء و منه التوفيق و رضاه عنا أول أهدافنا.

كما علينا أن نقتنع و نقنع أنفسنا بأن الحياة فشل و نجاح و علينا أن نحوّل الظروف لصالحنا في جميع الأحوال و نصنعها بأيدينا
رغم أننا نعمل و لا ندري إن كنا للنجاح سائرون أم للفشل مسايرون،
و مع ذلك علينا أن نخلص في العمل و نعطي ما لدينا حتى إذا فشلنا نكون قد أرحنا ضمائرنا و عرفنا أن في فشلنا خير و هو أعلم منا.

فماذا عنكم و أي مذاق و طعم لحياتكم تختارون و تفضلون؟
مساحة حرة لأقلامكم حتى لا نقيّد أفكاركم.

مع تحيات.
الأخصر.




رد: طعم الهزيمة و النجاح!!!

طعم النجاح طعم رائع خاصة اذا كان ثمرة لتعبنا وجهدنا ، اذا كان نجاح كبير بعد سقوط مستمر .
النجاح شيء جميل فما اجمل ان يسعى الواحد منا لنيله والنعوم به .
شكرا على الموضوع وفي انتظار الجديد منك
تقبل مروري




رد: طعم الهزيمة و النجاح!!!

ليس هناك اجمــــــــل من طعم النجاح خاصة ان كان من جهدنا الذي بذلناه .، وان واجهتنا عقابات في طريقنا لا يجب علينا الاستسلام ،لا، بل المحاولة مرة واخرى واخرى حتى نصل الى ما نسعى اليه . كما قلت في موضوعك عن القصر الذي يبنى ويتحطم في رمشة عين . من رايي هنا تزداد عزيمتنا واصرارنا لتحقيق الافضل .

طرح مميز ، بارك الله فيك اخي الاخضر
بانتضار جديدك
تقبل مروري




رد: طعم الهزيمة و النجاح!!!

بعد التحية و السلام :
و فيك بارك الله أختنا الفاضلة أزهار الربيع .
واصلي إبداعك و تألقك و كوني لؤلؤة مثل نجمة الليل المتلئلئة وسط السماء.
بارك الله فيك .
تقبلي تحياتي الخالصة.
إلى اللقاء.

الونشريس




رد: طعم الهزيمة و النجاح!!!

وفيك بارك الله اخي الاخضر
شكرااا على الكلمات الرائعة ، كروعة قلمك
تقبل مروري
الونشريس




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.