التصنيفات
النقاش الجاد و الحوار الهادف

زواج الأنترنت

زواج الأنترنت..


الونشريس

زواج الأنترنت
لا يخفى علينا جميعاً أبعاد الانترنت ونتائجه الإيجابية والسلبية أيضاً, ففي ظل تعدد استخداماته واتساع دائرته ودخول مشتركين يوم بعد يوم, تظهر أمامنا قضية هامة يراها البعض محسومة, والبعض الآخر قابلة للتفاوض.
دعونا نتفق أولاً حول قاعدة فعلناها وكتبناها, وهي أن كل مستحدث بالمجتمع يظهر كغريب تائه حتى نقنع به أنفسنا بمرور الوقت ليصبح من أهل الدار إن لم يكن صاحبه وفخر لأهله.
قضية لا تستحق أن تكون قضية فلا أعلم لماذا نرى كل جديد قضية, وإن كانت قضية فلتكن قضية إن كنا سنستطيع أن نتعاون مع الإيمان على مخاوفنا من عفريت أسمه العادات والتقاليد!!!
يختلف الكثير منا حول الزواج عبر الانترنت, وإن كان هذا الاختلاف بشكل كبير حوله كوسيلة للتعارف ومن ثم التقدم للارتباط, فبعض الناس يرونها كوسيلة ضئيلة الإيجابيات, كثيرة السلبيات لما فيها من بيئة تخاطب فيها العقول بعضها البعض, وهذا هو جوهر القضية, فالزواج بالطريقة التقليدية يأتي بإحدى الوسائل الثلاثة الآتية :
1- يرى الشخص فتاة فيتقدم لخطبتها.
2- الخاطبة بأن يكون هناك شخص وسيط بين الشاب والفتاة.
3- التعارف بغض النظر عن سلبياته لكنه قد يكون مقبولاً بشكل كبير سواء تعارف عن طريق العمل أو الجامعة أو أو.
طريقة مستحدثة: وهي
4-الانترنت.
حقيقة لا أجد أي فارق بين السبل الأربعة إلا طريقة التنفيذ, ولا أعلم لماذا نحكم قبل أن نرى, أليس من المحتمل أن يتقدم لخبطة فتاة شخص تظهر عليه ملامح التقوى والإيمان وهو مخادع غشاش؟
حقيقة احترت لأمرنا كأمة أصبحنا لا نعلم لماذا نعارض ولأي طريق سنصل بمعارضتنا تلك؟

وجدت الرفض يأتي مصاحباً لأحد الآراء التالية :
1- العيب وأقوال الناس التي قد تمس سمعة الفتاه بسبب تحدثها إلى شباب.
2- إن المتقدم عن طريق الانترنت قد يكون مختلف كلياً عن الوصف الذي قدمه.
3- النسب وعدم معرفة الكثير عن المتقدم.
4- عدم الجدية والشفافية.
حقيقة أمور لا أعرف هل هي محاولة للإقناع أما أنها الأسباب الحقيقية, لكنني سأجيب بأنها الآراء الثلاثة بداية من الرأي الثاني إلا الرابع هي آراء قد تتحقق سواء كان الزواج من قريب أو من غريب, والفيصل فيها إيمان الشخص وتقواه ليس ماله وجاهه أو من خلال أي السبل تقدم بنية صالحة.
أما الرأي الأول وهو الرأي الذي أراه رئيسياً حتى وإن كان رأي المعارض غيره لكنني أثق تماماً أنه الرأي الأول بين آراء المعارضين بشكل كبير, أراه أتى من منطلق نقطة صنعناها بأنفسنا, نقطة تطاردنا كمجتمع عربي ألا وهي الخوف من كل مستحدث, حالنا كحال إنسان يخشى أن يخرج من كوخه خشية ضوء المصباح بالرغم من أن المصباح يضيء كما تضيء النيران, لكنه يخشى المصباح, دون مبرر أو سبب فقط لأنه جديد بالنسبة له !!!
لا أعلم ما الغريب بأن يتقدم شخص لخطبة فتاة تعرف إليها عبر الانترنت, يراه أهلها ومن ثم يقبلونه أو يرفضونه؟!
أليست الوسيلة حالها كحال باقي الوسائل؟ أم أن الرفض يأتي نابعاً من عدم اقتناعنا بأن الانترنت بيئة جدية؟
أم أن جهلنا بأن الانترنت أصبح بيئة اقتصادية وسياسية وعملية ودينية وثقافية طاغي على عقولنا؟
ليس لكون استخدامات نسبة قد تكون كبيرة من مستخدمين الانترنت العرب لا تخرج عن الشات أو تنزيل الأفلام والألعاب والمسلسلات و الدخول للمواقع الإباحية, ليس لكون هذا حال البعض فتُحرم كل إيجابيات تلك البيئة, ونرى كل من يأتنا منها باطلا يفتقد المصداقية!!

لا أبرر ولا أبيح علاقات تُبنى دون أساسات, كعلاقات الحب والغرام, كثيراً ما أرى أمور بشعة, علاقات مخلة بالعقل والقيم إن لم تكن بالآداب.

ليست دعوى لحرام والعياذ بالله, لكنها دعوة للتمرد على الفكر الذي أوصلنا لبئر من الجهل والتخلف جعلنا كمن يخشى عبور جسر خشية السقوط, لكنه سيعبر فقط إن عبره أحد قبله.

فالانترنت بريء من كل ملوث, هو لم يلوث لكننا من نلوث, دعونا نقف وقفة واحدة نقول فيها لكل حائل بيننا وبين سبيل ترفضه العادات والتقاليد دون مبرر أو سبب لا.
وأخيراً أخشى أن يصبح حالنا كحال القردة!!, نعم أخشى..
لا تستغربون فلقد قرأت قصة تتمثل في أن بعض الأشخاص أتوا بقفص يحوي قردة, لا أتذكر عدد القردة لكن لنقول أن عددهم 6 قردة, بدأت التجربة بوضع منفذي التجربة موزة أعلى القفص, وبدأت الأحداث بمحاولة أحد القردة إعتلاء القفص ليتناول الموزة فكان جزاءه وجزاء باقي القردة رشهم بالمياه الباردة جميعاً من قبل المشرفين على التجربة, بعد يوم أخرجوا أحد أفراد مجموعة القردة ووضعوا مكانه قرداً جديداً, بعد دقائق حاول القرد الجديد أن يعتلي القفص ليتناول الموزة فهاجموه القردة وانهالوا عليه ضرباً خشية أن تلامس المياه الباردة جلودهم من جديد, لكن لم يعرف القرد المظلوم المسكين أسباب ضربه من قبل القردة الآخرون فهو لم يرى عقاب الرش بالمياه الباردة و إلا لما حاول الوصول للموزة!!..
تكرر أمر التبديل قرداً قديما بقردا جديداً, وفي تلك الفترة كلما حاول قرداً من القردة الجدد أن يصل للموزة انهالت القردة عليه بالضرب, بمرور الوقت بدلوا جميع القردة, أصبح بالقفص 6 قردة جدد, مع العلم أن القردة لم يروا عقاب الرش بالمياه الباردة إطلاقاً لكن كلما حاول قرداً اعتلاء القمة لأخذ الموزة انهالت عليه القردة بالضرب بالرغم من جهلهم لسبب ضربهم له لكنهم رأوا ذلك وتوارثوه وضُربوا بدون مبرر, فأصبح الضارب لا يعرف لماذا يَضرب ولا يعرف المضروب لماذا يُضرب!!!!
ويتشابه حال المتمسكين بالعادات والتقاليد التي لا تضيف لقيمنا بل تقلل منها بتمسكنا بتلك العادات ومخالفة سنة المصطفى, بحال أصحاب القفص الذي أرى أنه من الظلم مقارنة القردة بأصحاب العادات والتقاليد السيئة فهو ظلم للقردة!
وفي الختام يبقى الاختيار لنا, يبقى الاختبار بنا, وتبقى النهاية هي الأبقى كذكرى وطريق يسلكه السالكون من بعدنا, فلنجعله طريق يقول لا للعادات والتقاليد التي تقول لا بدون مبرر أو سبب بين.




رد: زواج الأنترنت..


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يمكن اعتباره موضوع الساعة

الحدث و الحديث

إنه زواج الأنترنات الذي ذكرته حسام

و من أهم الأسباب التي تدعو إلى رفضه أكيد هي العادات و التقاليد

فكيف تأتي الفتاة و تقول لأهلها هذا شاب تعرفت عليه من خلال الأنترنات و سيأتي ليخطبني؟

أكيد ستقع الكارثة عليها

و خصوصاً إذا كان الأهل أميين جاهلين بالتطور الحاصل

و كيف لشاب أن يقول لأهله هذه فتاة تعرفت عليها من خلال الأنترنات أريد خطبتها؟

فقد أخذ بعض الناس نظرة سيئة عن الأنترنات

أغلبهم يرى فيها المواقع الإباحية

و السهر و السمر عبر السكاي بي أو الماسنجر

من المستحيل أن يقبل بأن تكون أم أحفاده " خريجة أنترنات "

للأسف الجهل أعمى الكثيرين

و لكن من جهة أخرى أنا أعذرهم، فليس كل من يتصفح الأنترنات نواياه حسنة

و قد تكون هذه هي الفئة الغالبة

كثيراً ما قرأنا عن علاقات وهمية تكونت من خلال النات

و كثيراً ما تهدمت بيوت بسبب هذه العلاقات

لكن كما هناك الطالح هنالك الصالح

و الطيبون للطيبات و الخبيثون للخبيثات

و حتى يكون الواحد منا على ثقة بأي خطوة هو مقدم عليها

عليه باستخارة من لا تغفل عينه و لا تخفى عنه خافية

أكيد إذا كان هذا الشريك فيه صلاح سيكون هناك قبول و تُذلل كل الصعاب

و يبقى الموضوع قيد الدراسة و التحليل دائماً

مشكور حسام على الموضوع الساخن و الكثير الأبعاد




رد: زواج الأنترنت..

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أختي أم كلثوم جزاكي الله كل خير, لمداخلتك التي أنارت ما كتبت.

حقيقة كما تفضلتي بالذكر واشرتي لسبب رفض الامر الواقع بسبب الجهل بأبعاد الانترنت, في ظل الاقتصار على النظر اليه كوسيلة للفساد ليس غير ذلك, هذا ما ولدنا نحن بسبب سوء الاستخدام والاستغلال, اضافة ان كل جديد مٌستغرب ومرفوض بشكل كبير.

سأتحدث عن امر انني سأرحب بالارتباط بالانسانة التي أرى فيها الصفات الحميدة سواء رأيتها عبر الانترنت من حيث الفكر والاخلاق, او بالوسائل الاخرى, بغض النظر عن اي شيئ آخر كالجنسية, فالدين لله والارض والوطن للجميع.

وادعو الله ان نصلح ما افسده الاخرون, من شوهوا صور التكنولوجيا وأحد افرادها الابرار الا وهو الانترنت, فتخيلوا الحياة بدون انترنت؟!

جزاكي الله كل خير
وسعدت حقاً بمداخلتك الكريمة.
أخوكي
حسام




رد: زواج الأنترنت..

موضوع مهم اخي حسام انه حقا كما قالت ام كثوم حديث الساعة شكرا لك موضوع رائع




رد: زواج الأنترنت..

أشكرك أخي حسام كفيت وأوفيت وفعلا موضوع شمال وكامل ..وكما قلت الكل راجع للنية وكذا للتوافق وما المانع أصلا من الزواج عبر النت
إذا وجد المرء نصفه الثاني وربما يكون اصدق زواج وعلاقة طيبة تكلل بالعلاقة الشرعية فلا هي توقع في المعصية ولا هي تغضب الله إذا كانت المقاصد حسنة .

وفي الختام يبقى الاختيار لنا, يبقى الاختبار بنا, وتبقى النهاية هي الأبقى كذكرى وطريق يسلكه السالكون من بعدنا, فلنجعله طريق يقول لا للعادات والتقاليد التي تقول لا بدون مبرر أو سبب بين.




رد: زواج الأنترنت..

مشكوور اخي حسام حقا انه موضوع الساعة
بارك الله فيك




رد: زواج الأنترنت..

زاكي16 أخي الكريم, جزاك الله كل خير وسعدت بمداخلتك.
وادعو الله ان يوفقنا كأمة لما يحبه ويرضاه وما فيه الخير لنا.
أخوك




رد: زواج الأنترنت..

marouan أخي العزيز مثلما ذكرت طالما النية والهدف صادقان بكل ما تحويه الكلمة من معنى فلا يوجد مانع من ان نرفضه فط لانه مخالف لعاداتنا التي تحرم مالم يحرمه الدين.
جزاك الله كل خير وارى الموضوع اجمل بمداخلتك عزيزي.
أخوك
حسام




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.