هكذا هي الدنيا يوم لك ويوم عليك ،يوم فرح ويوم تعاسة ، وهكذا أنت كل أيامك ليل دامس ، تستيقظين على الدمار وتنامين عليه ،وفي لياليك كوابيس لا تنتهي …. أما نحن البعيدين عنك والقريبين أيضا نحترق بالنار ليل نهار والغربة غربتان غربة الأهل وغربة الأحاسيس
أتعلمين أنه من بعدك أنا لا أساوي شيئا ، من بعدك لا طاب لي عيش ولا مشرب ، من بعد دموعك وأشجانك لا عيد لي ، من بعد هدم منازلك لا مقام لي هنا …. من بعد دموع رجالك لي منا ، من بعد موت أطفالك لا طفل لي هنا … منذ سنين خوالي نسجت حولي خيوطك طوقتيني وما عدت أقدر على الحراك ، سكنت هذا القلب ، ترعرعت بداخله عشت مع أوجاعه مع حركاته وسكناته ، أقفلتعلى كل حب قادم ،من بعدك لا حبيب لي ،حتى أن وجدت في قلبي ركنا صغيرا منسيا فلن يكون لأحد غيرك سأجدد فيه عهدي الذي قطعته منذ سنين خلت ، بعدها أرميه في سراب عميق لا يجده أحد أغلق عليه في صندوق منسي لا يفتح عليه أحد وتسكن من حوله عناكب الزمن وغبار الأيام القادمة ، الأيام المرة والنكبة … تعلمين ، أخاف عليك من أن يحبك الناس فيؤذونك أو أن ينقلبوا في حبك لأنه لا خطر على المحب إلا من محبه ، وحتى أحمل على الأكتاف أنا مستعدة لفعل أي شيئ يرد البسمة إليكم ، وإن كان ذلك آخر نبض في عروقي … إن العالم الذي يعيشه النائمون من حولنا لهو العار الذي أهرب منه دائما واليقين أن الحجارة تتشقق ويخرج منها الماء ونحن أقسى منها ، هكذا أنا لا أستطيع انأغير في نفسي ونفس شعبي شيئا وإن قضيت يوما فلأجلك
لأجل كل بشر من أرضك فداك كل دمــــاء شعبــــي
الجزائر حياتي ولا أحد غيرها في حياتي أحبها
فلسطين لن تخرج أبدا من قلوبنا
شكرا جزيلا لك عل الموضوع الرائع والمتميز