الجميع.
فسألوه عمّا إذا كان يريد شيئا؟
فقال: إن شئتم ان تتركوني أركع ركعتين قبل مصرعي فافعلوا؟
ووقف خبيب وصلّى ركعتين ثمّ اقبل على زعماء القوم وهو يقول: واللّه لولا أن تظنّوا أنّي أطلت الصّلاة خوفا من الموت، لاستكثرت من الصّلاة.
عندها سألوه إن كان يريد الرّجوع عن دينه مقابل العفو عنه.
وما لبثوا أن صلبوه وقطّعوا من جسده القطعة تلو القطعة، وهم يقولون له: أتحبّ أن يكون محمّدا مكانك وأنت ناج؟
فيقول والدّماء تنزف منه: واللّه ما أحبّ أن أكون آمنا وادعا في أهلي وولدي، ومحمّد يوخز بشوكة.
فتعالت الأصوات: أن اقتلوه ، أقتلوه فانهالوا عليه ضربا بالسّيوف يمزّقون بها جسده ، وخبيب رافع بصره إلى السّماء ويقول:اللّهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا
تغادر منهم أحدا، ثمّ لفظ أنفاسه الأخيرة شهيدا في سبيل اللّه، وبه ما لا يستطاع حصره من ضربات السّيوف وطعنات الرّماح.