التصنيفات
قضايا المرأة و الأسرة و الطفل

المعاكسة بين الاهانة والغزل

المعاكسة بين الاهانة والغزل


الونشريس

باسم الله الرحمان الرحيم

المعاكسة.. التلطيش..التشبيح ..التطبيق .. المغازلة كلها تعابير متنوعة لظاهرة اجتماعية واحدة تجتاح المجتمعات كافة وان كانت أكثر وضوحا وأثرا في مجتمعاتنا العربية ولا سيما تلك التي تكثر فيها الحواجز بين الجنسين وتسير أهلها عادات وتقاليد أكل عليها الدهر وشرب. يكاد لا يوجد فتاة واحدة تنجو من السيل الهائج من المغازلة المتدرجة من كلمات محببة لطيفة وصولا إلى أكثر الكلمات إباحية التي أشبه ما تكون بالتحرش الجنسي.

كل الطرق تؤدي إلى قلبها

المعاكسة … ظاهرة قديمة تطورت بتطور الزمن واتخذت اشكالا مختلفة مع ظهور الوسائل التقنية المتطورة التي تحاصرنا من كل حدب وصوب سواء رسائل الموبايل أو رناته وكاميراته أو حتى المكالمات، حيث ينتشر هذا الجهاز بشكل كبير بين الشباب الذين لا حاجة للبعض منهم له إلا لممارسة هوايتهم في غواية "بنات حواء" واصطياد عقولهن وقلوبهن ومن ثم أجسادهن ..ليس الموبيل هو الأداة الوحيدة لممارسة لعبة المعاكسة فهناك الإنترنت وما يتضمن من شات(دردشة) ومايل (بريد الكتروني) .. وطبعا هناك معاكسات أرض الواقع تعتمد على سيارة الـ"واووو" و زمور(بوق السيارة) ذو النغم الجميل .وفي الحقيقة تعتبر معاكاسات السيارة من أسهل طرق التلطيش .فكل ما على المعاكس القيام به هو اطلاق بوق سيارته مرارا أو تشغيل وتوقيف مساحات الزجاج والتغميز بالأنوار . وطبعا لا يمكننا أن ننسى المغازلة التقليدية المتعارف عليها منذ القدم والتي تقوم على الكلام المعسول أو المثير .وفي الواقع فان كل هذه الامور مثيرة للمرأة سواء أثارت أنوثتها أو داعبت مشاعرها أو حركت شهوتها الجنسية، وكل تلك الأساليب موجودة وستستمر طالما لا يوجد قانون واضح وصريح في معظم البلدان العربية وغيرها يجرم المعاكس ما لم تلحق معاكسته ضررا جسديا بضحيته مع ضرورة إثبات الضحية لوقوع ذلك " الجرم " عليها.

الغزل جنون .. ولـ " الهاي كلاس " فنون

تتعدد المعاكسات حسب طبيعة المكان ، أي الساحة التي تحصل فيها المعاكسة ، وذلك بحكم البيئة والتركيبة الاجتماعية حيث نلاحظ أنه في الأماكن الشعبية يعاكس الشباب البنات بـ " بس بس أنت يا " أو " بصراحة أحلى واحدة اللي لابسه أحمر" ..ويقبوش … ويا حلو ..تدلع يا واد وغيرها ..
أما في أماكن " الهاي كلاس " كما يسمونها "طبعا " هاي " من ناحية الفلوس والمظهر الخارجي وليس من ناحية التصرف والسلوك ..فتتغير الممارسات وتصبح أكثر مباشرة في التعبير وأكثر جرأة .فقد يقترب الشاب من الفتاة ويقول لها كلمات الغزل مباشرة دون مواربة ..أي أن يركن سيارته على جنب الطريق ويترجل منها متوجها مباشرة اليها ليسير بجانبها ويفتح معها أي حوار وكأنه على معرفة سابقة بها، وفي النهاية يتلو رقم موبايله بصوت عال أو يحاول ان يفهمها أنه لا يعاكسها بل يسال فعلا عن عنوان معين أو عن الوقت وإذا تملك ساعة وكلها حجج مصطنعة لمحاولة لتفريغ الطاقات المكبوتة وتحدي كل الموانع .وفي احيان كثيرة تكون كل هذه الممارسات لمجرد التسلية وإثبات الشاب "لجغليته" أمام نفسه ورفاقه ..وبنفس الوقت تثبت المعاكسات للفتاة أنوثتها وترفع من وتيرة شعورها بأنها مرغوبة من الجنس الآخر، وإن أظهرن معظمهن امتعاضهن من تلك التصرفات الصبيانية إلا أنهن من دون ريب تغمرهن السعادة من جراء ذلك وهذا أمر طبيعي كونهن مخلوقات عاطفيات ويحتجن إلى عذب الكلام والحنان . وهنا نجد أنفسنا في مشكلة مغازلة البنات أمام تساؤل: من هو الملام، هل هو الشاب أم الفتاة؟ أهو الشاب الذي يشعر امام زملائه بضعف قدرته على استمالة الفتيات ما يشعره بنوع من الاحراج امامهم والاحباط امام نفسه. ام هي الفتاة التي ترتدي ثيابا مثيرة وتقوم بتصرفات وحركات لافتة، فهل هي مسؤولة عن تصرفات الشباب وتلطيشاتهم ؟لعلها تتحمل جزءا من المسؤولية ولا سيما إذا مارست لعبة الإغواء أمامهم وحركت ذكورتهم المكبوتة ولكن مما لا شك فيه إن الشهوة الغرائزية التي تسيطر على عقول بعض الشباب هي الدافع الأبرز للمغازلة فكل واحد من هؤلاء يظن أن كل بنت في الشارع هي عرضة للغزل ويوهمه عقله المريض إنها تريده وكأنها لم تخرج من بيتها هذا اليوم إلا من أجله – مع أنها لم تراه أو تسمع منه أو به من قبل .

حتى الحجاب لا يحميهن من التلطيش

"هن السبب".. بهذه العبارة يرد علينا عبد المجيد العتيبي بعد أن شاهدناه يعاكس الفتيات في أحد المولات التجارية في الرياض، وأضاف قائلا : الفتيات جميلات يتبرجن ويخرجن ثم يطلبن ألا نعاكسهن؟ أيعقل؟… هذا مستحيل!! ويرى عبد المجيد نفسه أنه شخص غير مزعج وذلك على حد تعبيره وهو يقول : أنا بصراحة أحب الفتيات وأغازلهن بكلام جميل ومهذب!!
ومن جهتها تؤكد سميرة ( لبنانية متزوجة ) : أن إعجاب الشاب بجمال الفتاة لا يمكن أن يكون مبررًا لمعاكستها" مشيرة إلى صدمتها لما تعرضت له من معاكسات من شبان كثيرين لا تعرفهم، وأحيانًا من رجال في الأربعين من عمرهم، وتكون المغازلة بألفاظ بسيطة، وأخرى جارحة قد تصل إلى الفجور، وتقول : " رغم فترة إقامتي القصيرة في السعودية التي لا تزيد عن خمسة أشهر ، إلا أنني تعرضت في هذه الفترة إلى معاكسات أكثر مما تعرضت له كل عمري" .ولم تحاول سميرة سوى الهرولة والعودة إلى منزلها واتخاذها قرار عدم الخروج من منزلها إلا برفقة زوجها ، قبل أن تستدرك وتقول : " أحيانا كثيرة أخاف أن يفقد زوجي أعصابه وتقع المشكلة ..الله يستر " . أما إبراهيم الحربي فيؤكد أن المسألة ليست بسيطة، وإنما تشير إلى خلل اجتماعي كبير، وتحتاج إلى دراسة ومتابعة واهتمام ، خاصة من الأمن العام. وعلى جانب آخر يرى عبدالله ( ملك المعاكسين )– كما يصف نفسه- أن المسألة بسيطة ولا تستحق كل هذا القلق ، وأن المعاكسة أمر جميل إذا ما بقيت في حدود الأدب، واستخدام الكلام المهذب، وأضاف : إنها متعة لي ولغيري ..ما دمنا لا نؤذي أحد ولا نفرض نفسنا إلا على التي تشجعنا وترغب بنا وتدفعنا للاستمرار".
و هنا تجدر الإشارة إلى الانتشار الواسع لظاهرة المعاكسة في السعودية رغم وجود الرقيب الديني في معظم الأماكن التي تكثر فيها التجمعات وبالتالي المعاكسات ، واللافت ايضا هو ندرة وجود اي فتاة غير محجبة هنا، ولكن ذلك الرداء والحجاب لم يق الفتاة شر المعاكسات حيث يبدو أن المعاكسين لا يفرقون بين محجبة أو غير محجبة ، كبيرة أو صغيرة ، المهم أن تكون فتاة وخلاص .

المعاكسة بين فكي علم النفس والاجتماع

مما لا شك فيه أن المعاكسة في الشوارع ظاهرة تستحق الدراسة والعناية والاهتمام الأمني والقانوني ، فمعظم الفتيات لا يعرفن ما هو رد الفعل الصحيح الذي عليهن أن يسلكنه تجاه هذه المضايقات، وعدم معرفة السلوك الصحيح قد يساهم في زيادة هذه الظاهرة. كما يلاحظ أن بعض الشبان يشعرون بمتعة نفسية عندما ترد الفتاة وتدافع عن نفسها. وحول صفات الأشخاص المعاكسين، يشير علم النفس إلى أن هؤلاء الأشخاص هم في الغالب غير ناضجين عمريًا، ولا يمتلكون أساليب التعبير عن مشاعرهم، وهم غير ناجحين في عمل علاقات صحيحة مع الجنس الآخر، وكثير منهم يتميز بالانحراف العام ، وهم يجدون صعوبة في عملية التكيف بالرغم من نضوجهم الجسدي والنظرة إليهم باعتبارهم كبارًا، ولكنهم لا يزالون يعانون من طفولة الذات الاجتماعية، وهم نرجسيون، ويكرهون الالتزام بالقيم الأخلاقية والنواميس الاجتماعية.
أما علم الاجتماع فيشير إلى أن للقضية علاقة بالطبيعة الصارمة المحافظة للمجتمع ، والداعية إلى الفصل الحاد بين الجنسين؛ حيث تظهر في مثل هذه الحالات الرغبة الشديدة لدى الشباب لمحاولة كسر هذا الحاجز والاحتكاك بالفتيات. وهي مرتبطة بتزايد معدلات البطالة لدى الشباب، وكذلك الإحباط الناتج عن عدم قدرة الأفراد على الوفاء بتكاليف الحياة المادية، وخاصة فيما يتعلق بالأسر الشابة

انقلاب الأدوار في الليل

وعلى جانب آخر أكدت إحدى الدراسات العلمية التي أجرها الدكتور محمد بيومي، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة الزقازيق بمصر ، على أن المعاكسات الهاتفية هي الوسيلة المفضلة للإناث لملء وقت الفراغ بدرجة تفوق الذكر، ولعل هذا يعود إلى الضغوط الاجتماعية التي تفرض الكثير من القيود حول تعبير الأنثى عن مشاعرها وعواطفها، ما يضطرها إلى التعبير السري، فيكن الهاتف هو مكان هذه الأسرار في المقابل يقل اعتماد الذكور على المعاكسات الهاتفية ويميلون للمعاكسات الصريحة. وعن أفضل أوقات المعاكسات الهاتفية اليومية تشير الدراسة إلى أن الأوقات المتأخرة من الليل احتلت المرتبة الأولى في قائمة تفضيل أوقات المعاكسات، وذلك تسترا تحت جناح الظلام حيث يزداد القلق والشعور بالوحدة والانعزال في الساعات المتأخرة من الليل.وأشارت الدارسة أيضاً إلى أساليب المعاكسات وترتيبها، ففي المرتبة الأولى بين أساليب المعاكسات أسلوب فتح الخط، ثم الصمت وإذاعة الأغاني والموسيقى والملاطفة والتعبيرات العاطفية أو الخارجة عن الآداب ، كما تستخدم الإناث التسجيلات الصوتية الغنائية أو الموسيقية، بينما يقل استخدام هذا الأسلوب لدى الذكور. ولا تستخدم الإناث الألفاظ البذيئة نظراً لأساليب تربية الإناث، بينما الطبيعة الذكرية تدعم التعبيرات العنيفة لدى الذكور. وتلجأ المرأة لأسلوب إشاعة الأخبار الكاذبة بدرجة تفوق الرجال. كما أوضحت الدراسة أن أفضل أوقات المعاكسات للإناث هي الأوقات المبكرة من الصبح؛ لأن الإناث يَتَحَيَّنَّ أوقات نوم الأهل، بعكس معاكسات الذكور وسط النهار دون خوف. وأفضل الأوقات لمعاكسة الإناث تكون في الأوقات المتأخرة من الليل بعد أن يستغرق أولو الأمر في نوم عميق والتحرر من الرقابة الأسرية وممارسة المعاكسات بحرية.
وتبقى المعاكسات ، ومهما كانت وجهات النظر المختلفة حول هذا النمط السلوكي ، تبقى انتهاكا صارخا لحق الآخر في ممارسة حياة " طبيعية " دون أن يضع " شكوكا " حول سلوكه تدعو لاستثمارها. وتبقى تلك التصرفات مجرد انعكاس لأفراد يخطئون في كيفية التعبير عن رغباتهم أو حرياتهم التي تنتهك رغبات وحريات الآخرين مهما كانوا.

منقول
تحياتي

</SPAN>




رد: المعاكسة بين الاهانة والغزل

بارك الله فيكي اختي جزاك الله خيرا دائما متالقة.




رد: المعاكسة بين الاهانة والغزل

بعد التحية و السلام :
موضوع جد حساس خصوصا أنه من أرض الواقع ….. فهي بالفعل ظاهرة تفتك بالمجتمعات العربية فتكا .
و ما عسانا القول إلا ." اللهم يا ربي إهدي شباب و شابات الإسلام و المسلمين .
لكن ألا يقود إلى هذا الإشكال إلى طرح إشكال آخر هو :
ترى من المتسبب في ظاهرة المعاكسة ( الأسباب أو العوامل المؤدية إلى المعاكسه) هل هو الشاب الرجل أم الفتاة المرأة ؟
ننتظر منكم على الأقل جوابا مختصر عن الإشكال.
تقبلي تحياتي و مروري ..
إلى اللقاء.
الونشريس




رد: المعاكسة بين الاهانة والغزل

أولا أود ان أشكر الأخت أزهار على التوضيح من كل الجوانب
دمتِ متـــــــــــــألقة…

سأجيب على سؤالك الأخ الأخضر
ترى من المتسبب في ظاهرة المعاكسة ( الأسباب أو العوامل المؤدية إلى المعاكسه) هل هو الشاب الرجل أم الفتاة المرأة ؟
و الله لا أستطيع أن أقول الشاب أو الفتاة
سأذهب بكم إلى موقف يعني لو اغتُصِبت فتاة متبرجة و غير محترمة في لبسها و..و…و…من الطبيعي لنا أن نقول هي المتسببة في ذلك و هي التي ألحقت ذلك لنفسها
و لكن إذا حدث ذلك إلى فتاة متحجبة و ساترة لنفسها و مطيعة لله سبحانه و تعالى فلا نستطيع أن نقول نفس الكلام الاول
و نقول أن ذلك هو قدر الله لهذه الفتاة
يعني الخلاصة أنه يجب علينا فعل كل ما بوسعنا لتجنب الفتنة و قدر الله و ما شاء فعل
أرجو أن أكون أوصلت لكم الفكرة




رد: المعاكسة بين الاهانة والغزل

تحية طيبة
شكرا جزيلا على هذا الموضوع
أنا من رأيي أن المتسبب في كل هذا الأنثى لأن لولا تبرجها وإفراطها في الزينة لما طارت عقول الشباب.




رد: المعاكسة بين الاهانة والغزل

بارك الله فيكم اخواني اخواتي على اراءكم البناءة
دمتتم بالف خير
سررت بردودكم الطيبة
والسلام عليكم