التصنيفات
العلوم الإقتصادية

ملخص في التجارة دولية

ملخص في التجارة دولية


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اليوم جئتكم بملخص كامل للتجارة الدولية
ان شاء الله بالفائدة للكل وخاصة شعبة التجارة الدولية


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
تجارة دولية.doc‏  244.0 كيلوبايت المشاهدات 314


رد: ملخص في التجارة دولية

شكرا لادارة المنتدي ع الموضوع الشيق
واذا امكن ملخص لادارة الشراء والتخزين


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
تجارة دولية.doc‏  244.0 كيلوبايت المشاهدات 314


رد: ملخص في التجارة دولية

شكرا لكم و ارجو تزويدنا بالمحاضرات في مقاييس عقود الاعمال و قانون التجارة الدولية و قانون المنافسة و الاسعار والقانون البنكي


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
تجارة دولية.doc‏  244.0 كيلوبايت المشاهدات 314


التصنيفات
العلوم الإقتصادية

النظرية الكينزية

النظرية الكينزية


الونشريس

النظرية الكينزية
نصب تحليل كينز على تفضيل السيولة باعتبارها عامل من عوامل الطلب المباشر أو الطلب الذاتي على النقود حيث تخطى كينز أفكار أساتذته بكامبردج فيما يختص بتحليل تفضيل السيولة حيث اعتقد كينز أن تفصيل السيولة إنما يرتبط ارتباطا عكسيا بالتغير في مستوى أسعار الفائدة مستندا في ذلك على الواقع العملي لقد أرجع كينز تفضيل السيولة .(الطلب على النقود لذاتها إلى 3عوامل نفسية :
– الطلب على النقود لغرض المعاملات
– الطلب على النقود لغرض الاحتياط
– الطلب على النقود لغرض المضاربة
و بشكل عام فان الطلب على النقود غرض الاحتياط لا يعتبر مستقلا عن الطلب على النقود لغرض المعاملات بل هو مكملا له أن ناتجا منه ذلك أن الطلب على النقود لغرض الاحتياط يقصد منه التأكد من إتمام المعاملات الطارئة
1- الطلب على النقود لغرض المعاملات : يستمد دافع المعاملات وجوده من وظيفة النقود كوسيلة للتبادل حيث يتم استخدام النقود ني تسوية المبادلات و دافع المعاملات يقصد به رغبة المتعاملين الاقتصاديين سواء كانوا أفراد أو مؤسسات في الاحتفاظ بقدر معين من النقود في شكلها السائل بغية مواجهة نفقاتهم الجارية و يعتبر هدا الدافع من أهم و أكثر الدوافع انتشارا لطلب على النقود و يتعلق هدا الدافع بحاجة كل من القطاع العائلي و قطاع الأعمال للنقود سواء لتحقيق المعاملات الجارية أو التجارية ولذا أرجع كينز هذا الدافع إلى سببين :
أ- دافع الدخل: فمن المعروف أن الأفراد يتسلمون دخولهم في نهاية فترة زمنية معينة و لذا نجد أن هناك فترة تقضى ما بين سلم هؤلاء الأفراد لدخولهم و بين إشباعهم لحاجيتهم أي أن هناك فاصل زمني ما بين استلام الدخل و إنفاقه في صورة إنفاق جاري
في خلال هذا الفاصل الزمني لابد للأفراد أن يحتفظوا بمقدار معين من النقود في صورة سائلة لتحقيق طلباتهم العاجلة
ب- دافع المشروع: و هدا الدافع يتعلق بسيولة المشروع فمن المعروف أن هناك حد أدنى من السيولة لابد أن يحتفظ به المشروع لكي يستطيع مواجهة طلباته العاجلة و إلا فقد سيولته و من تم فان جميع المشروعات تحتفظ بجزء من أموالها في صورة سائلة كهامش أمان تستطيع أن تحقق به توازن هياكلها المالية
و نلخص من ذلك أن الطلب على النقود لهدا الغرض يتوقف على مستوى الدخل القومي بمعنى إن زيادة مستوى الدخل القومي سوف يسمح بتحقيق مستوى مرتفع من العمالة و هذا يؤدي إلى زيادة الإنتاج و من تم زيادة دخول الأفراد و تولد دخول جديدة مم يؤدي إلى زيادة الطلب الكلي الفعال و هذا معناه زيادة الطلب على النقود بغرض المعاملات الجارية و التجارية
و عليه يمكن استنتاج أهم العوامل المساهمة قي تحديد الطلب على النقود لغرض المعاملات هي:
فترة الدفع (سرعة التداول ) :كلما كانت فترة الدفع كبيرة تؤدي إلى ازدياد الطلب على النقود لغرض المعاملات
درجة التكامل بين المشروعات: كلما ازدادت كلما قل الطلب على النقود لإجراء المعاملات فيما بين تلك المشروعات و العكس
حجم المعاملات: بحيث كلما ازداد حجم المعاملات ازداد الطلب على النقود لاتمام هذه المعاملات

2/ الطلب على النقود لغرض الاحتياط : يرجع أساسا إلى ظاهرة عدم التأكد إلى تلازم الحياة الاقتصادية و هذه الظاهرة تكون على مستويين :
المستوى الأول : تتعلق بلحظة الإنفاق فالاحتياطات النقدية تسمح بمواجهة المصروفات الغير المنظورة و اهتمام المشروع بلحظة الإنفاق هو ما يفسر ضرورة الاحتفاظ بمبالغ نقدية في الصندوق و يعتمد الطلب على النقود بدافع الاحتياط على مستوى الدخل شأنه في ذلك شأن الطلب على النقود بدافع المعاملات وجود علاقة طردية و يمكن القول أن الطلب على النقود بدافع الاحتياط يعتمد على الدخل و سعر الفائدة

3 / الطلب على النقود لغرض المضاربة :إن هدا العامل ينبع من الشعور بعدم التأكد شأنه في ذلك شأن دافع الاحتياط إلا أنه بالنسبة لعامل المضاربة فان عدم التأكد ينصب أساسا على التغيرات في أسعار الفائدة السائدة و منه نجد أن تفضيل السيولة من أجل المضاربة ارتباطا عكسيا بمستوى أسعار الفائدة السائد
إن توقع ارتفاع الأسعار يدفعه لتخلي عن السيولة و توقع زيادة سعر الفائدة يجعله تحتفظ بقدر من السيولة يتحقق التوقع
نلخص من أن تفضيل السيولة من أجل المضاربة إنما يرتبط أساسا بعامل عدم التأكد و توقع حدوث تغيرات في أسعار الأوراق المالية و أسعار الفائدة السائدة

التوازن النقدي عند كينز: يقرر كينز في هذا المجال أن التغيرات في مستوى النشاط الاقتصادي ينشأ نتيجة لقيام رجال الأعمال بتعديل خططهم الاستثمارية فيرتفع مستوى النشاط الاقتصادي إذا قرروا زيادة الاستثمار و العكس صحيح
و لمعرفة التأثيرات التي يتعرض لها الدخل من جراء التغيرات في كمية النقود
1- ثبات دالة التفضيل النقدي
2-تبات الكفاية الحدية لرأس المال
3-تقرير السلطات النقدية زيادة كمية النقود المتداولة
بناءا على هذه الافتراضات يمكن تباين أثار زيادة كمية النقود وفقا لما يلي :
أ-انخفاض سعر القائدة نتيجة لزيادة عرض النقود المخصصة لغرض المضاربة
ب-إن انخفاض سعر الفائدة يؤدي إلى زيادة الإنفاق الاستثماري على اعتبار أن سعر الفائدة يعتبر تكلفة للاستثمار و بتالي بانخفاض هذه التكلفة يزداد الإنفاق الاستثماري
ج – يترتب عن زيادة الإنفاق الاستثماري زيادة في الدخل (بفعل مضاعف الاستثمار) إلى أن يصل إلى المستوى بتوازني و هو ذلك المستوى الذي تتحقق فيه زيادة في المدخرات تعادل الزيادة الأولية في الاستثمار
ولقد حاول (هيكس) تحديد الشروط اللازم توقرها في المستوى بتوازني للدخل عن طريق إيجاد علاقة بين سعر الفائدة والدخل النقدي و هذه العلاقة تنشأ في نوعين من الأسواق:
1-السوق النقدي
2-السوق السلعي
وشرط التوازن العام هو تمتع كل من هذين السوقين بالتوازن على اعتبار أنه لو حدث اختلال في أحد السوقين لا بد و أن ينعكس ذلك في السوق الثاني
حيث أن شرط التوازن في السوق النقدي هو التعادل بين كمية النقود والتفضيل النقدي أما شرط التوازن في السوق السلعي فهو التعادل بين الادخار و الاستثمار وبذلك فان المستوى التوازني للدخل النقدي يتحدد عندما يتوفر الشرطان معا:
أ/ التعادل بين التفضيل النقدي وكمية النقود المتداولة
ب/التعادل بين الادخار و الاستثمار

التوازن العام : لابد أن يتوفر الشرطان معا لكي يتحقق هذا التوازن

1-التوازن في الأجل القصير: و هو التعادل بين التفصيل النقدي و كمية النقود المتداولة ( أي تعادل بين الطلب على النقود و عرض النقود ) .
2-التوازن في الأجل الطويل : و هو التعادل بين الادخار و الاستثمار




رد: النظرية الكينزية

بارك الله فيك




التصنيفات
العلوم الإقتصادية

مفاهيم أساسية في الأقتصاد الدولي

مفاهيم أساسية في الأقتصاد الدولي


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إليكم بعض المفاهيم الاساسية في الإقتصاد الدولي

الاتحاد الجمركي

هو تنظيم اقتصادي تتفق عليه عدة دول لتحرير التجارة والمبادلات بينها ولتكوّن منطقة جمركية واحدة في مواجهة العالم الخارجي.

ويتم ذلك بتحقيق ثلاثة شروط:

1-تحرير التجارة بين الدول الأعضاء عن طريق إلغاء الرسوم الجمركية فيما بينها.
2-وضع تعريفة جمركية موحدة تطبقها كل الدول الأعضاء على التجارة مع الدول الأجنبية عن الاتحاد .

3-توزع الحصص المشتركة للرسوم الجمركية التي تجنى في الاتحاد بينها طبقا لقاعدة يتم الاتفاق عليها.

الاحتكارات الأجنبية

هي ظاهرة من مظاهر الاستعمار السياسي والاقتصادي تتّبعه الدول الكبرى والغنية تجاه الدول الصغرى والفقيرة. وهي نوع من الامتياز المطلق بتصنيع أو بيع أو تصريف بعض المنتجات أو استثمار بعض الخدمات أو احتلال بعض المناصب والوظائف؛ مما يجعل للمحتكر حق السيطرة والسيادة الاقتصادية.

استثمار رأس المال الأجنبي:

هو جلب الرأسمال الأجنبي إلى البلاد وخصوصا البلاد الناشئة منها، وتشجيعها على الاستقرار والبقاء لتوظيفها في القطاعات الإنتاجية، ولاستثمارها في عمليات اقتصادية ومالية تؤمن لها مردودا عالياً.

ومن أسباب تدفق الرأسمال الأجنبي وجود نظام سياسي متين، ونظام اقتصادي حر مفتوح. بالإضافة إلى ظروف دولية تساعد على ذلك .

– مازالت الأسواق العربية من أفقر أسواق العالم جذباً للاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث لم تتجاوز قيمتها 8.6 مليار دولار في عام 2022م، بحصة تشكل نحو 1.54% من إجمالي قيمة الاستثمارات الداخلة لكل بلدان العالم عن نفس العام"، رغم ما يؤخذ على الاستثمار الأجنبي من أنه لا يأخذ بعين الاعتبار تحقيق تنمية اقتصادية في الدولة التي يدخلها، ويهتم فقط بالأرباح والعوائد التي يمكنه تحقيقها ولو على حساب الاستقرار والتوازن الاقتصادي.

صندوق النقد الدولي والبنك الدولي:

تمخضت اتفاقية بريتون وودز عام 1944م عن موافقة معظم دول العالم غير الشيوعي في ذلك الوقت إلى إنشاء مؤسستين ماليتين هما صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي للإنشاء والتعمير. وكانت أهم أهداف الصندوق مايلي:

1-تشجيع التعاون والتشاور الدولي في المسائل المالية والنقدية.

2-تيسير التوسع والنمو المتوازن في التجارة الدولية.

3-العمل على تحقيق الاستقرار في أسعار الصرف والمحافظة على حرية نظم الصرف بين الدول الأعضاء.

وتسهم كل دولة عضو في رأسماله بنسبة دخلها القومي وحجم تجارتها الدولية.

البنك الدولي:

يقوم البنك الدولي بتمويل المشروعات التنموية ويعمل على مساعدة الدول النامية على الإصلاحات الاقتصادية طويلة المدى والتي يطلق عليها الإصلاحات الهيكلية.

حرية التجارة Freedom of Trade

أي نظام التعريفة الجمركية لا يفرق في المعاملة بين السلع المنتَجة في الخارج وبين السلع المماثلة المنتجة محلياً، بمعنى أن معاملة كلا النوعين من السلع تكون على أساس واحد، فإما أن تُفرض عليها الضريبة الجمركية على قدم المساواة (سعر موحّد للضريبة على السلع المستوردة والسلع المماثلة المنتجة محلياً) وإما أنها تُعفى من الضريبة كلية. وعلى ذلك فإن المنتجين المحليين لا يتمتعون بأية حماية مصطنعة من المنافسة الأجنبية، غير أن اتباع مبدأ حرية التجارة لا يحول دون أن تفرض الدولة الضرائب الجمركية على بعض الواردات لأغراض إيرادية، وإنما شريطة أن تفرض الدولة ضريبة إنتاج مناظرة على السلع المماثلة المنتَجة محلياً.
الإغـراق:

ظاهرة معروفة في الأسواق العالمية، تتضمن بيع أية سلعة في دولة أجنبية بسعر يقل عن تكاليف إنتاجها. وعادة ما يصحب ظاهرة الإغراق "تمييز سعري" Price discrimination بين السوق المحلية للسلعة والسوق العالمية لها. إذ عندما تكون السوق المحلية احتكارية، يحدد المنتِج سعراً أعلى من تكاليف الإنتاج، وتكون السوق العالمية تنافسية، يتحدَّد السعر عند مستوى أقل من تكاليف الإنتاج، ومن ثم تعوِّض الأرباح الاحتكارية المحققة في السوق المحلية الخسارة الناجمة عن البيع بأقل من التكلفة في السوق العالمية. كما أن ظاهرة الإغراق تكون مصحوبة، بطبيعة الحال، بالتوسع في الإنتاج، تجاوباً مع الطلب العالمي فضلاً عن الطلب المحلي على السلعة. وهنا يحقق المنتجون في الدولة المغرِقة وفوراً داخلية وخارجية نتيجة للتوسع في الصناعة، وهي ما تسمى "بوفور الإنتاج الكبير" وما كانت هذه الوفور لتتحقق، لو أن الطلب العالمي لم يدْعَم الطلب المحلي على السلعة. ولنجاح ظاهرة الإغراق، إذن، لابد من أن تكون الصناعة المعنية خاضعة لقانون تزايد الغلة أو تناقص التكاليف، وأن يتعذر إعادة تصدير السلعة إلى الدول المغرِقة، وإلا تلاشى التمييز السعري بين السوقين، وتلاشت تبعاً لذلك الفائدة المرتقبة من الإغراق. ومع ذلك فإن هذا المصطلح قد أصبح يُستخدم، في أغلب الأحيان، في التعبير عن أي وضع منطو على قيام المنافس الأجنبي بخفض أسعار منتجاته عن أسعار المنتجات المحلية.

لاقتصاد الإسلامي :هو السلوك الإسلامي نحو استخدام الموارد المادية في إشباع الحاجات الإنسانية.

والسلوك الإسلامي ينبثق من العقيدة الإسلامية والأخلاق الإسلامية العامة التي تحكم سلوك المسلم في الحياة كلها.

والذي يميز الاقتصاد الإسلامي عن فقه المعاملات أن فقه المعاملات هو الإطار الشرعي للاقتصاد الإسلامي . ويتناول الاقتصاد الإسلامي بالدراسة طبيعة النشاط الإنساني الذي يتصل بالإنتاج والتوزيع والاستهلاك.

الملكية في الإسلام:

للمسلم أن يملك ما يشاء مما أباح الله تملكه إن كان تملكه بطريق مشروع ، وتنقسم الملكية في الإسلام إلى أربعة أقسام:

أ-الملكية الفردية.

ب- الملكية العامة.

ج-الملكية المزدوجة.

د- ملكية الدولة

الحرية الاقتصادية في الإسلام:

الحرية الاقتصادية في الإسلام تقوم على أساس من الحرية الإنسانية ، لأن الإنسان إذا لم يمتلك حريته فهو لا يستطيع أن يملك حرية التصرف الاقتصادي. والحرية بهذه الصفة حق يكتسبه الإنسان بدخوله الإسلام

لكن الحرية الإنسانية ليست مطلقة؛ لأنها إنسانية محدودة بوجود الإنسان الجسمي وتركيبه العقلي، وهذا يعني أن الإنسان لا يستطيع أن يمارس وجوده وحريته إلا في هذا الإطار المحدود لوجوده الإنساني، وداخل هذه الحدود يقوم النشاط الاقتصادي الإسلامي بالوفاء بحاجات الإنسان المختلفة من الطيبات المباحة التي خلقها الله للانتفاع بها.

منقول للأمانة
ويتبع إن شاء الله بتعاريف للمنظمات الإقتصادية العالمية




رد: مفاهيم أساسية في الأقتصاد الدولي

شكرا لك اخي

بارك الله فيك




رد: مفاهيم أساسية في الأقتصاد الدولي

إذا تناولنا التبادل التجاري الإقليمي أو الدولي، سنجد أنه يتطلب بصفة عامة ضرورة وجود قواعد منظمة وواضحة تحكم هذا التبادل سواء كانت هذه القواعد عرفية أو مكتوبة أو قانونية. كما يمكن أيضاً أن تكون مثل هذه القواعد ثنائية تحكم العلاقة بين طرفي التعاقد أو قواعد جماعية يتفق عليها معظم دول العالم.

ولذلك فقبل أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها، دعت الولايات المتحدة حلفاءها إلى مؤتمر عقد في مدينة (بريتون وودز) عام 1944 للتفكير في الأسس التي سيدار على أساسها النظام الاقتصادي العالمي. وقد سيطرت على سير أعمال المؤتمر توازنات القوى التي نتجت عن الحرب، فكان من البديهي أن تصوغ أمريكا للعالم هذا النظام بما يحقق مصالحها. وقد تمخض هذا المؤتمر عن ميلاد عدد من المؤسسات تشكل في مجملها الركائز التي يقوم عليها النظام الاقتصادي الدولي وهي:

صندوق النقد :
صندوق النقد الدولي ويقوم بدور الحارس على نظام النقد الدولي. وبدأ نشاطه بالفعل عام 1947م، وقد ساهمت في رأس ماله الدول التي وافقت على إنشائه بنسب مختلفة حسب وضعها المالي. وقد انضم إلى الصندوق تباعاً معظم دول العالم بما في ذلك الدول الإسلامية. ويهدف الصندوق إلى تشجيع التعاون الدولي في الشؤون الاقتصادية والنقدية وتحقيق ثبات نسبي لأسعار الصرف لعملات العالم، ومساعدة الدول الأعضاء في حل مشكلة الاختلال في موازين المدفوعات عن طريق توفير الموارد المالية اللازمة للأعضاء، والمساهمة في حل مشكلة السيولة الدولية.

البنك الدولي:
البنك الدولي للإنشاء والتعمير: ويعمل على تخطيط التدفقات المالية طويلة المدى. وهو يعتبر المؤسسة الثانية التي أنشئت بموجب اتفاقية (بريتون وودز) لمساعدة الدول التي دمرتها الحرب في إعادة البناء أو التنمية الاقتصادية، وعضوية البنك مشتقة من عضوية صندوق النقد الدولي. أي أن عضوية الصندوق شرط أساسي لعضوية البنك، ومن أهم أغراضه:

– مساعدة الدول الأعضاء في مشروعات التنمية الاقتصادية، وتشجيع تدفق الاستثمارات الحكومية والخاصة، ويضع البنك العديد من الشروط والإجراءات الواجب استيفاؤها لحصول العضو على قروض منه.

الجات :
الاتفاقيات العامة للتعريفات والتجارة والتي تعرف اختصاراً باسم (الجات) وهي مشتقة من الحروف الأولى باللغة الإنجليزية لمعنى الاتفاقية العامة على الرسوم الجمركية والتجارة التي تم إنشاؤها عام 1947 بحضور 23 دولة للنظر في تحرير التجارة الدولية، وتهدف إلى حث الأعضاء على تحرير التجارة للسلع الزراعية والصناعية بتخفيف القيود الجمركية، وتحرير عمليات الحقوق الملكية والفردية، وتحرير التدفقات النقدية بين الأعضاء من قيود الرقابة على سعر الصرف، والتوسع في تطبيق المبدأ التجاري المعروف باسم شرط الدولة الأولى بالرعاية.

المنظمة العالمية للتجارة :
وهي تعتبر امتداداً لاتفاقية «الجات»، فقد تم إدخال تعديلات وإضافات على الاتفاقية القديمة وهي سارية حتى عام 2022 ومن أغراضها: التخفيض التدريجي للرسوم الجمركية، وحرية التداول للسلع الصناعية والزراعية وحقوق الملكية الفكرية، وتسوية الخدمات بين الأعضاء والاستمرار في تطبيق مبدأ الدولة الأولى بالرعاية.

المنظمات الاقتصادية الإقليمية

الاتحاد الأوروبي :
بموجب معاهدة روما في 5 مارس 1957، وقعت هذه الاتفاقية 6دول هي: ألمانيا، وفرنسا، وهولندا، وبلجيكا، ولكسمبورج. وبمقتضاها شرعت هذه الدول في إنشاء السوق الأوروبية المشتركة وانتهت بقيام الاتحاد الأوروبي واستخدام العملة الموحدة (اليورو) في عام 1999، وذلك إيذاناً بالوحدة النقدية.

منظمة التجارة للأمريكتين :
تم الاتفاق على إنشاء منظمة تجارة حرة لدول الأمريكتين بحلول عام 2022م وهو ميعاد تنفيذ اتفاقية الجات الجديدة

منظمة النافتا :
وهي منظمة لتسهيل التبادل التجاري لدول أمريكا الشمالية وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، والمكسيك.
تعريف البورصة و لمحة تاريخية عنها
إن فكرة تعددية النقد أدت إلى ولادة مهنة جديدة هي الصرافة وقد تركز ظهورها في عام (550) في الجمهوريات الإيطالية كجنوة و فينسيا حتى كانت رؤوس الأموال تصل إليها بكثافة نتيجة تجارتها مع الشرق و استدعى ذلك وجود أشخاص لقّبوا بالمصرفين .

ثم احتلت مدينة ( بروج ) في بداية القرن الرابع عشر المركز الأول فيما يتعلق بالسوق النقدية حيث كانت تجمع أكبر ستة عائلات تعمل في مجال الصرافة في منزل (( فاندر بورز )) لدراسة عملية بيع و شراء السلع و من ثم كتابة بوالص التأمين إضافة إلى كل ما يمت بصلة لعمليات بيع و شراء النقود،

وهكذا و نسبة لاسم السيد بورز أتت كلمة بورص بالفرنسية أي سوق الأوراق النقدية .

ويعتبر المؤرخون عام 1339بمثابة العام الذي ولد فيه مفهوم البورصة حيث كان السيد ( بورز ) يستقبل رجال الأعمال و خاصة ممثلي رجال المصارف الإيطالية الذين انحصرت مسئوليتهم بقبول الإيداعات و بمنح القروض إلا أن مؤرخو علم الاقتصاد اعتبروا مدينة آنفرس الفرنسية بأنها أول سوق نقدية بكل معنى الكلمة حيث ينسبون لها موضوع الحسم، وقد كانت تعتبر بمثابة المركز الرئيسي لكافة أنواع التجارة الدولية وخاصة تجارة التوابل بين شرق العالم و غربه .

إلا أن تاريخ البورصة الحديث يعود إلى القرن السابع عشر، وذلك عندما أنشئت بورصة أمستردام وطرحت الاكتتاب العام من قبل الجمهور (( أسهم الشركة العالمية للهند الشرقية )) ونجحت الفكرة واستطاع عدد كبير من المدخرين الصغار أن يساهموا في مشروع كبير وهام كهذا المشروع و فيما بعد أصبحت الأسهم و السندات سلع كبقية السلع يتجر فيها التجار و قد كان هؤلاء يعقدون اجتماعاتهم في البداية على أرصفة الشوارع أو المقاهي ثم انتقلوا بعد ذلك إلى أبنية خاصة بهم يلتقون داخلها لتبادل عملية البيع و الشراء لعقد الصفقات بينهم وقد أطلق على هذه المباني اسم البورصة .

فالبورصة هي من الأسواق المنظمة و التي تفتح و تغلق في ساعات محددة من النهار ويتعامل البائعون و المشترون فيها في الصكوك المالية الطويلة الأجل حيث يتم فيها مبادلة تلك الصكوك برؤوس الأموال المراد استثمارها فيها فهي عبارة عن سوق تجري فيه الصفقات و عمليات البيع و الشراء للأوراق المالية .

و تعتبر البورصة بمثابة مقياس لدرجة حرارة الاقتصاد فحالة سوق البورصة تشير بشكل عام إلى التطور و إلى حالة قطاع الإنتاج في الاقتصاد المعني .

فقد أصبح من غير الممكن التفكير بموضوع التنمية الصناعية خاصة و الاقتصاد عامة دون وجود شركات مساهمة و نظام خاص بالبورصة .

إذاً إن المرور عن طريق البورصة بات أمراً ضرورياً لا يمكن تفاديه لعديد من المنشآت و الشركات لجمع رؤوس الأموال اللازمة للاستثمار المطلوب أو لتوسيع عملية استثمارية قائمة أصلاً .

خصوصية سوق البورصة بالمقارنة مع الأسواق الأخرى

البورصة هي سوق من نوع خاص يمكننا أن نعرفها بأنها سوق جملة لسلع غائبة ( غير موجودة ) مادياً، إذ أنه يكفي أن يتفق الأشخاص على السعر لعقد الصفقة مباشرة فيما بينهم .

حيث يتم في البورصة تداول سلع لا نراها و الأهم الصفقة المعقودة ذاتها المحكومة بالعرض و الطلب اللذان يتغيران باستمرار أثناء الدوام المقرر للبورصة و من الطبيعي أن تتأثر البورصة خلافاً للأسواق الأخرى بالتصريحات السياسية و التحولات الحاصلة في الآراء و بالمعلومات و المعطيات المستجدة ، و ينتهي يوم العمل في البورصة بوجود سعر محدد لذلك فان للتنبؤات السعرية آثاراً مباشرة على تحديد السعر النهائي ، كما أن هذا الأمر يؤثر على الأسواق الأخرى .

و هكذا فإن حركة وتغير المؤشر تنبئ عن إمكانية التطور الحاصل في الاقتصاد أو طبيعته خلال الشهر القادمة مع بعض الفوارق و الاختلافات عن الواقع .

ومن الخصوصيات الأخرى للبورصة الصفقات التي يتم عقدها لأجل ( على المدى البعيد ) … إذ أنه من الممكن لنا أن نبيع في البورصة سلعاً لا نملكها و إنما يترتب علنا شراؤها لاحقاً، قبل موعد التسليم ، وفي مثل هذه الحالة يمكن للبائع أو الشاري إما أن يلغي أو يسلم الأسهم موضوع الصفقة، أو حتى أن ينسحب من العملية نهائياً مقابل دفع غرامة محددة .

ولهذا، تعتبر البورصة عبارة عن أرض خصبة لعمليات المضاربة من كافة القياسات و الأحجام، إلا أنه يتم تحديدها لتبقى في الحدود المسموح بها .

جوانب الشبه بين البورصة و الأسواق التقليدية :

تمثل جوانب الشبه بين البورصة و الأسواق التقليدية في أن البورصة سوق، كباقي الأسواق، يتقابل فيها الراغبون في بيع الأوراق النقدية مع الراغبين في شرائها، بحيث ينشأ عن هذا التلاقي سعر محدد للورقة النقدية، يسمى بثمن التوازن أو ثمن السوق كما يعبر عنه أحياناً .

و إذا كان ثمن التوازن في السوق التقليدية لا يبقى على حاله دائماً، و إنما يتغير من وقت إلى آخر عندما تتغير الأوضاع التي تكون في ظلها، أي عندما تتغير دالة الطلب نتيجة تغير ظروف الطلب: كتغير أذواق المستهلكين أو دخولهم أو أثمان السلع المرتبطة، أو تغير دالة العرض نتيجة تغير ظروف العرض: كتغير نفقة إنتاج السلعة أو الفن الإنتاجي أو أهداف المنتجين، أو كلتيهما فإن ثمن التوازن الذي يتكون في سوق بورصة الأوراق المالية تطرأ عليه أيضاً تغيرات إذا حدث تغير في دالة الطلب على الورقة المالية أو دالة عرضها أو كلتيهما.

جوانب الاختلاف بين البورصة وبين الأسواق التقليدية :

يمكن تلخيص أهم جوانب الاختلاف بين البورصة وبين الأسواق التقليدية فيما يلي :

1) اختلاف وعاء التعامل:

يتمثل وعاء التعامل في بورصة الأوراق المالية في أوراق مالية ـ كالأسهم و السندات ـ، بينما هو في الأسواق التقليدية جد مختلف، فقد يكون سلعاً أو عقارات مثلاً .

2) اختلاف حجم الصفقات:

ففي بورصة الأوراق المالية الصفقات ضخمة و متكررة ومركزة بعكس المعتاد في صفقات الأسواق التقليدية، لذا فإن لها تأثيراً كبيراً على سعر الصك الذي يجري عليه التعامل .

3) ضرورة الوساطة في التعامل:

يلزم في بورصة الأوراق المالية أن يتدخل السمسار ( أو شركات السمسرة ) في التعامل حتى يكون صحيحاً، بعكس الحال في الأسواق التقليدية.

4) تنفيذ التعاقد:

في الأسواق التقليدية يتم غالباً تسليم السلعة ودفع ثمنها حال التعاقد،بينما في بورصة الأوراق المالية يتراخى تسليم و دفع الثمن إلى تاريخ لاحق لعقد الصفقة.

5) التواجد المادي للسلع في السوق:

تعقد الصفقات في الأسواق التقليدية بخصوص سلع موجودة و منظورة، أما في بورصة الأوراق المالية فلا حاجة للتواجد المادي للصكوك فيها.

وبصفة عامة، تعتبر البورصة أكثر الأسواق اقترابا من النموذج الفكري لسوق المنافسة الكاملة، فهي أشد الأسواق اتحادا في العالم، وتتوافر لها وسائل اتصال فورية بينها وبين المراكز الرئيسية وتتعامل في سلع متجانسة، و لا تكاد تهتم بنفقات النقل




التصنيفات
العلوم الإقتصادية

الاتصال الالكتروني

الاتصال الالكتروني


الونشريس

افيدوني ب مذكرات ‘و كتب ‘الاتصال الالكتروني




التصنيفات
العلوم الإقتصادية

ديناصورات العصر…الشركات المتعددة الجنسيات

ديناصورات العصر…الشركات المتعددة الجنسيات


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والله أعجبني هذا البحث كثيرا لذا قمت بنقله وهذا لأهميته
ان شاء الله بالفائدة للجميع ولا تنسو صاحب البحث بالدعاء فعلا أفادنا كثيرا ان شاء الله يجازيه خير الجزاء

– توطئة : لقد صارت الشركات المتعددة الجنسيات منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي إلى الآن، القوة الاقتصادية الرئيسية الأولى في العالم ، و باتت تصنع الأحداث السياسية و تغير الخرائط و الحقائق التاريخية في كثير من مناطق الكرة الأرضية و تعاظم دورها و زادت قوتها بزيادة استغلالها لخيرات الشعوب الفقيرة أو ما يعرف في الأدبيات السياسية و الاقتصادية المعاصرة بدول الجنوب أو دول المحيط ، هذه القوة العظمى دفعت بفقهاء القانون الدولي إلى الاختلاف حول طبيعتها و خصوصيَّاتها ، و من الأسئلة التي تطرح حولها:
أيمكن اعتبارها شركات تنتج سلعا من أجل الربح فقط؟ أم يمكن اعتبارها شخصا دوليا له فاعلتيه في العلاقات الدولية كسائر الأشخاص الدوليين مثل الدولة و المنظمات البيحكومية و القارية و المنظمات الإقليمية و نظيرتها المتخصصة ؟ ما هي حدود تأثيرها السياسي و الاقتصادي و حتى العسكري في العلاقات الدولية المعاصرة؟
إن منطق قوة هذه الشركات ، يدعو بلا مواربة ، إلى القول باعتبارها شخصا دوليا تفوق فاعليته كل واحدة منها فاعلية دول بأكملها و ذلك بالاستناد إلى أبحاث العديد من فقهاء القانون الدولي ، بيد أن الملامح القانونية لهذه الشركات العملاقة لا تزال غامضة ، كما أن دورها السياسي لا يزال مستترا و يصعب رصده بدقة ، على أن الدكتور “منصور عسو” يعرفها بكونها كل شركة يتجاوز رأس مالها 100 مليون دولار و لها فروع في ست دول على الأقل أما “ميشال كرتمان ” فيعتبر بـأن الشركة المتعددة الجنسيات هي كل شركة تستمد أكثر من 10% من رقم أعمالها في الخارج غير أن هذين التعريفين المبسطين يجران إلى طرح أسئلة أخرى تتعلق مثلا بتعريف جنسيتها، أهو البلد المنشإ؟ أم هو البلد الذي سجلت فيه أوراق الشركة القانونية ؟ غير أن السؤال الرئيس يبقى هو : أي دور تلعبه هذه الشركات في محيطها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ؟
قبل ذلك، لابد أن نشير إلى تعدد أسماء هذه الشركات،ذلك أنها أحيانا، تسمى بالشركات العالمية “les sociétés internationales ” و تدعى أيضا بالشركات عبر الوطنية أو عبر قومية “les sociétés transnationales ” أو الشركات فوق القومية les sociétés multinationales ” و غالبا ما تدعى بالشركات الاحتكارية .

إن ظاهرة الشركات الكبرى ، مرتبطة بتطور نمط الإنتاج الرأسمالي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر و كانت بداية ظهورها في دول أروبية صغيرة سوقها الوطني ضيق اضطر معه بعض الشركات إلى التوسع خارج الحدود الوطنية و منها شركة نيستلي ( Nestlé ) السويسرية و فيليبس الهولندية (Philips)(2) و شركة رولكس rolexe لصناعة الساعات بسويسرا ، ثم تلتها شركات أمريكية توسعت خارج الحدود بفضل تصاعد وثيرة التركيز ، و بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت شركات أوربية و يابانية عملاقة و أخرى من دول نامية كالبرازيل و كوريا الجنوبية و الكويت و ماليزيا .
إن ظهور الشركات العملاقة يعود إلى مرحلة من مراحل تطور النظام الرأسمالي في أواخر القرن التاسع عشر التي تًعرف بظهور ما يسمى بالرأسمال المالي، حيث أدت المنافسة إلى ابتلاع الشركات الصغرى من طرف الشركات الكبرى و حيث اندمجت الشركات التي تنتج منتوجا واحدا أو التي تتكامل في إنتاجه و ذلك نتج عن تفاوت معدلات الربح بين الدول الأوربية المصنعة و الولايات المتحدة و باقي دول المعمور، و قد أدت نضالات الطبقة العمالية في أواخر القرن 19 التي انتزعت مكاسب كثيرة منها تحديد ساعات العمل اليومية في 8 و الزيادة في الأجور إلى نزوع معدل الربح لدى هذه الشركات إلى الهبوط و هذا ما جعل من الضروري تصدير رأس المال من أجل تحقيق أرباح أكثر في بلدان ذات يد عاملة رخيصة ، و قد نزعت الشركات الكبرى فيما بين الحربين إلى السيطرة(3) على الموارد الأولية الكامنة في أراضي المستعمرات و منها المطاط الطبيعي و النفط و النحاس ، ثم إن نهب المستعمرات قد أدى إلى تراكم الثروة في الدول الإمبريالية و كان تصدير رأس المال بوساطة شركات كبرى أمرا حتميا بحكم التضخم الحاصل في بلدانها الأصليَّة و بحكم ضرورة امتصاص الأزمات الاجتماعية التي تهدد بالانفجار و يرى أنصار التحليل الماركسي و منهم سمير أمين و كورو و فيتوردو و فرانك في إطار ما يسمى بنظرية التبعية dépendance theory أن المصارف في القرن التاسع عشر لم تعد مجرد وسيط في المدفوعات ، بل كانت تحتفظ بالمال لأجل الاستثمار في الصناعة و تحول الرأسمال النقدي إلى رأسمال صناعي سمي رأس المال المالي و قد نهجت الدول الإمبريالية سياسة حمائية صارمة مكنت من تصدير المنتوجات الصناعية بسعر الكلفة وهو ما يًعرف بالإغراق أو dimping مما مكن حسب بوخارين bokharin من تصريف فيض الإنتاج و زيادة أرباح الاحتكارات العملاقة.
بعد العام 1950 أخذت الشركات المتعددة الجنسيات تتوسع ، و كان من أهدافها مقاومة مزاحمة الصناعات الناشئة بعدد من بلاد العالم الثالث التي نالت استقلالها ، و كانت الدول الإمبريالية تخشى المد الشيوعي و اشتعال فتيل الثورات الشعبية الاشتراكية في البلاد الأخرى، و لمقاومة هذا المد لجأت هذه الدول إلى الرفع من أجور العمال على حساب الشركات الكبرى التي لجأت إلى التوسع في الخارج ، لهذا فإن ظاهرة تصدير رأس المال هو في عمقه من أجل وقف نزوع معدل الربح إلى الهبوط في الخارج ، أي تحقيق معدلات ربح أعلى كما الحفظ على السلم الاجتماعي الدَّاخلي بإعادة تدوير الأرباح المحققة في الخارج داخل البلد المنشإ في مشاريع اقتصادية و تمويل سياسة الرعاية الاجتماعية التي كانت تنهجها جًل الدول الغربية.
و يكفي أن نشير إلى أن الولايات المتحدة قد صدرت خلال عشر سنوات ، بين 1951و 1961 حوالي 31 مليار دولار إلى الخارج ، (4)11.5 مليار دولار إلى العالم الثالث ، 85% منها عاد إلى الولايات المتحدة أي 9.30 مليار دولار بينما أعيد توظيف 2.2 مليار دولار فقط ، و قد كان رأس المال المصدر يذهب إلى شرق آسيا على شكل استثمارات لمكافحة المد الشيوعي.
لقد أدى تطور البحث العلمي إلى انخفاض تكلفة الانتاج خصوصا مع ظهور الأَتمَتَة automatisation في سبعينيات القرن الماضي ، كما أن تطور الالكترونيات خلال الثمانينيات جعل العالم يعيش الثورة الصناعية الثانية التي أدت إلى زيادة مثيرة في أرباح الشركات العملاقة نتيجة الاعتماد المتزايد على الآلة على حساب الإنسان ، وليس غريبا إذن أن نسجل ذلك الرباط المقدس الذي يجمع بين أرباب الصناعة و أرباب المصارف .

تتعدد مظاهر القوة عند الاحتكارات الكبرى و يكفي أن نًشير إلى حجمها الاقتصادي و المالي لنقف عند حجمها الحقيقي ، فشركة كوبي ستيل copy stell اليابانية التي استثمرت 300 مليون دولار لبناء مجمع للحديد و الصلب بالناظور قد بلغ رأسمالها عام 1997 أكثر من 12 مليار دولار، (5)أما شركة موبيل mobil النفطية فقد بلغ رأسمالها 241.91 مليار دولار عام 1997 و يمثل ذلك 45% من الناتج الداخلي الخام لدولة مصنعة في حجم إسبانيا ، مع العلم أن الناتج الداخلي الخام للدول العربية مجتمعة لا يتجاوز 300 مليار دولار سنويا ، و سيبين هذا الجدول مبلغ قوة هذه الشركات حتى بالنسبة إلى الدول المتقدمة(6) :
إسم الشركة البلد الاصلي رقم اعمالها بالمليار دولار
و من مظاهر قوة هذه الشركات العملاقة ، أن شركة TOTAL النفطية الفرنسية استثمرت عام 1998 حوالي ملياري دولار لتطوير حقول إقليم خوزستان الايراني متحدية الكونغرس الأمريكي الذي سبق له أن أصدر في تسعينيات القرن الماضي قانونا يعرف بقانون داماتو نسبة إلى واضعه السيناتور “داماتو” ينزل عقوبات على كل شركة قامت باستثمار أكثر من 40 مليون دولار بكل من ليبيا و إيران ، وقد حذت حذوها شركة سيتروين الفرنسية لصناعة السيارات و التي استثمرت في قطاع السيارات بإيران التي تنتج كل سنة 300.000 سيارة .
إن عمل هذه الشركات قد تطور كثيرا بفضل عقلانية التسيير التي تنهجها مجالسًها الإداريّة، إنها تعيش حاليا أطوار تطورها في ظل اندماج الاقتصاد العالمي ، و يتجسد ذلك في حركة الاندماج القوية التي شهدها العالم في نهاية تسعينيات القرن الماضي ، و حركة الاندماج هاته تعبر في الحقيقة عن السعي الحثيث إلى إيجاد موقع قدم في القرن الحالي من قبل هذه الديناصورات ، فقد كان مبلغ اندماج شركتي MobiL و Axxon (7) يصل إلى 80 مليار دولار و صارت الشركة الجديدة تعرف ب Exxon Mobil Crup و باتت تراقب احتياطيا من النفط يقدر ب 20 (8) مليار برميل ، و كان مبلغ اندماج شركتي مرسيدس (Mercedes ) الألمانية لصناعة السيارات و شركة كرايزلر الأمريكية يصل إلى 98.2 مليار دولار، و في نفس السنة أي 1998 اشترت شركة ترافلركروب Travler crup شركة cuty crup بمبلغ 72.6 مليار دولار ، أما شركة بريتش بترليوم النفطية فقد اشترت شركة أموكو بمبلغ 55 مليار دولار و أصبحت الشركة الجديدة تعرف ب بترليوم أموكو كما اندمجت شيل shell الهولندية و تيكساسو الأمريكية و كلاهما يشتغل في تصنيع النفط ، و في سنة 2000 اشترت شركة ديفون انرجي كروبdivon enerjé crup شركة ميتشل إنرجي اند دبليو بمنتmitshel and wpmint crup كروب مقابل 3.1 مليار دولار في صورة نقد و أسهم لتصبح ثاني أكبر منتج للغاز في الولايات المتحدة حيث تولت شركة ديفون سداد 400 مليون دولار من ديون ميتشيل ، و هذه الاندماجات تعبر عن رغبة الاحتكارات الكبرى في تقوية موقعها في عالم شديد التنافسية لا موقع فيه إلا للأقوياء كما تعبر عن مظهر من مظاهر قوتها الاقتصادية الجبارة .
لقد كان العالم حتى سنة 1988، منقسما إلى معسكرين متنافرين اشتراكي و رأسمالي ، وكانت الشركات العملاقة تسيطر على 40% من المردود الصناعي و 80 % من الإنجازات التكنولوجية الحديثة و قد استثمرت الاحتكارات الكبرى عام 1973 في العالم الثالث 11.57 مليار دولار و في نفس السنة أعادت إلى بلادها الأصلية 7 مليارات دولار ، قوة هذه الشركات تبرز أكثر في علاقتها بالدول أو المنظمات العالمية ، خصوصا إذا علمنا مثلا، أن شركة(9) Nestlé نيستلي السويسرية قد هددت منظمة الصحة العالمية بوقف ما تحصل عليه من إمدادات إذا استمرت في حملتها التحسيسية بأهمية الإرضاع بحليب الأم ، و قد أجبرت الشركات الكبرى الحكومة السويدية في مطلع التسعينيات من القرن الماضي على خفض الضرائب و هددت بنقل أنشطتها إلى الخارج إذا لم تحقق مطالبها ، وهذا ما أدى فعلا إلى وقف الحكومة لكثير من مشاريعها الاجتماعية ، و من مظاهر قوة هذه الشركات تأثيرها المتنامي على اقتصاديات الدول المستقبلة، ذلك أنَّ فإن شركة كوكا كولا coca cola مثلا التي تستثمر في أكثر من 100 بلد أنعشت سوق الدراجات بالمغرب في العام 1998 عندما اشترت 5000 دراجة نارية ووزعتها على الزبناء الذين نجحوا في المسابقة التي نظمتها الشركة و كان مجمل قيمة الدارجات الموزة قد تجاوزت 2.5 مليون دولار، بل إن الاحتكارات الكبرى ، النفطية منها و الصناعية تحرص كل الحرص على بقاء الكيان الصهيوني قويا و متفوقا على جيرانه، و تدفع للدّول العبرية العنصريَّة، 10% من قيمة أرباحها المتحققة من نشاطها في الخليج العربيَّ ومصر ، مقابل منع أيّ دولة عربية في محيطها من تحقيق أي نهضة علميَّة و اقتصادية.

في الولايات المتحدة ، حيث تتواجد كبريات الشركات العملاقة ، تساهم الاحتكارات الكبرى بقوة في الانتخابات الرئاسية و التشريعية ، فشركة أونرون قدمت مساهمات مالية قدرت ب 1.9 مليار دولار بين عام 1999 و 2001 لتمويل انتخاب أعضاء في الكونغرس و قد ذهب النصيب الأوفر من هذه الأموال إلى الحزب الجمهوري ، و تجدر الإشارة إلى أن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني قد دعم سنة 2001 مقترحات بتشجيع الهند على استهلاك المزيد من الطاقة لان ذلك يصب في مصلحة أونرون للطاقة التي كان عضوا في مجلس إداراتها، حتى إن البيت الأبيض اعد سنة 2001 مخطط قوميا للطاقة اعتبره النائب هندري واكسمان من كاليفورنيا من وحي مجموعة أونرون التي بلغ رقم معاملاتها في نفس السنة 101 مليار دولار ، و لن نستغرب حين نعلم أن هذه الشركة ساهمت في الحملات الانتخابية لجورج بوش الأب و جورج بوش الابن و مولت أيضا الحملة الانتخابية بمبلغ 54 ألف دولار لإعادة انتخاب جون اشكفورت حاكما على ولاية ميسوري عام 2000 بل إن أونرون، و في نفس السنة مولت الحملات الانتخابية ل 71 عضوا داخل مجلس الشيوخ الذي يضم بين أعضائه 100 عضو.
يذكر الملك الراحل الحسن الثاني ، أنه كان في حوار مع جورج بومبيدو حين كان نائبا للرئيس الفرنسي الراحل دوغول حول القضية الجزائرية ، وقد صرح بومبيدو للملك الراحل بأن الحرب الجزائرية مفيدة للصناعة العسكرية الفرنسية كما هي مفيدة لصناعات النسيج و الغذاء و الصلب(10) ، و هذا يدل على العروة الوثقى التي تربط الاحتكارات الكبرى برجال السياسة و تصريح بومييدو بما تحمله كلماته من براءة الأطفال ليس إلا شهادة صريحة عن ذلك الرباط المقدس ، هذا يعني أن هناك تداخلا و تطابقا بين مصالح الشركات و الدول التي تحمل جنسيتها ، و لتوضيح الأمر أكثر نستطيع أن ننبش في أغوار التاريخ القريب لنقف عند حجم ذلك التطابق ، ففي سنة 1971 وصل سلفادور أليندي إلى السلطة في الشيلي عن طريق صناديق الاقتراع ، و كان هذا الأخير اشتراكيا قاد تحالفا واسعا يضم البرولتاريا و الفلاحين و البرجوازية الصغيرة بعد أن هزم ممثلي البرجوازية الشيليَّة الكبيرة و حلفاءهم من الملاكين الزراعيّين الكبار ، لكن شركة ITT الأمريكية العملاقة للاتصالات دبرت انقلابا عسكريا بتنسيق مع وكالة المخابرات الأمريكية CIA و شرائح من البرجوازية الكبيرة الشيلية التي يمثلها الجيش تحت قيادة الجنرال بنوتشي في 11 سبتمبر 1973، ومنذ ذلك التاريخ وهذا الجنرال يحكم البلاد إلى غاية تنحيه عن السلطة عام 1990 مخلفا وراءه 30.000 ألف ضحية بما فيهم الرئيس أليندي الذي حوصر في القصر الرئاسي و اغتيل و هو يحمل كلاشينكوف كان الرئيس الكوبي فيديل كاسترو قد أهداه إليه أثناء زيارته لسانتياغو ، و تعتمد الاحتكارات الكبرى على تحالفات مع القوى المحلية المهيمنة اقتصاديا وسياسيا والتابعة للغرب ، إنها تعتمد على البرجوازيات التابعة أو ما يعرف في الأدبيات الماركسية بالكمبرادور ،و كمثال على ذلك وقبل العام 1952 ، كان الشاه رضا فهلوي يحكم إيران، و كان قد منح امتيازات التنقيب عن النفط و استخراجه لشركتي أرامكو و موبيل الأمريكيتين ، وكان الدكتور محمد مصدق قد وصل إلى منصب الوزير الأول و أطاح بالإمبراطور و قام بتأميم النفط و الأبناك و الغاز الطبيعي ، هكذا ، تحالفت الشركتان الآنفتا الذكر مع جهاز المخابرات الأمريكية CIA ودبرتا انقلابا عسكريا أعاد الشاه إلى السلطة و أودع الوزير الأول الوطني السجن إلى أن مات فيه، فطالت حملات القمع الوطنيين الشرفاء والمناضلين من الأقلية الكردية (و من الأمثلة التي يًمكن الاستشهاد بها أن الرئيس إزنهاور كان قبيل مغادرته البيت الأبيض قد أشار إلى الأهمية المتزايدة لاحتكارات كبرى سماها المجمع الصناعي العسكري ،و كان يعني به ذلك التحالف القائم بين أرباب الصناعات العسكرية و المدنية الكبرى ، و لم تكن نبوءة إزنهاور خاطئة ، فسبع سنوات بعد رحيله عن السلطة ، بالضبط في سنة 1963 ، تم اغتيال الرئيس الأمريكي الديمقراطي جون كينيدي ، و لا يزال اغتياله يشكل لغزا مًخيرا حتَّى آلآن باعتبار وجود ثغرات متعددة في تحقيقات البوليس الفدرالي FBI و باعتبار اغتيال كل شهود القضية في ظروف غامضة بمن فيهم القاتل ، غير أن تحقيقات أخرى أثبتت أن اغتيال جون كينيدي قد تم عن قرب و بأن هناك قاتلان آخران و ليس هناك قاتل واحد حسب الرواية الرسمية وهو ما عالجه المخرج الهوليودي الشهير أولفير ستون في فيلمه J.F.K ، و ظهرت فرضيات تقول بتواطؤ الرئيس الكوبي كاسترو مع المافيا الأمريكية لاغتياله لكن هذه الفرضية تهاوت لغياب الدليل الملموس، و بالمقابل قامت شكوك كبرى حول جهاز CIA ذلك أن الرئيس الأمريكي كان قد دشن مع نظيره السوفياتي نيكيتا خروتشوف مرحلة جديدة في العلاقات بين العملاقين قوامها التعايش السلمي بين الاشتراكية و الرأسمالية ، و قد اجتمع الرئيس السوفياتي الراحل خروشوف مع كينيدي و تعهد الرجلان بخفض الإنفاق على التسلح و التعاون في بعض المناحي الاجتماعية و العلمية ، و هذا الاتفاق ، مس بشكل مباشر مصالح الشركات العملاقة و خصوصا شركات السلاح التي كانت ستتضرر من إحجام الحكومة الأمريكية عن شراء مزيد من السلاح منها ، و يذهب الكثيرون إلى أن تصفية كينيدي قد جاءت على يد أرباب الصناعات العسكرية بتعاون مع جهاز CIA و المافيا الأمريكية ، خصوصا و أن الأمريكيين كانوا في ذلك الحين ينفقون 10% (11) من القوة الإنتاجية الأمريكية على الموازنة العسكرية و هو ما يؤدي إلى القول بوجود تحالفات ضخمة بين شركات تؤيد الزيادة في التسلح و في مقدمتها شركتا بوينغ ولوكهيد و الشركات الأخرى المرتبطة بصناعة السلاح كشركات صناعة الكومبيوتر و الزجاج و كذلك النسيج ، لذلك تشجع الدولة الرأسمالية دعم قطاعات غير منتجة كصناعة السلاح لكنها تتميز بربح كبير.

إن الربح ، هو الغاية الأسمى ، و لا تهم بعد ذلك الوسيلة ، فشركة لاروش للأدوية كانت تستفيد كثيرا من تصدير عقار نيلفينافير المضاد للسيدا ، و لم تذعن لمطالب الحكومة البرازيلية بتخفيض سعر العقار من 1.07 دولار إلى 0.64 دولار ، إلا بعد أن أعلن وزير الصحة البرازيلي في بحر سنة 2000 أن بلاده ستسمح بإنتاج دواء بديل لعقار نيلفينافير وهو الدواء الذي تمنحه السلطات الصحية البرازيلية ل 25.000 مريض بالسيدا في إطار برنامج مجاني كانت ترعاه وزارة الصحة البرازيلية .
عام 1991 ، لما اجتاح العراق الكويت ، كانت الدبلوماسية الفرنسية نشيطة كي لا يشتعل فتيل الحرب نظرا لأهمية مصالحها بالعراق و حتى لا تنفرد أمريكا بقيادة العالم بعد نهاية الحرب ، لكن صناع السلاح بفرنسا دفعوا الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران إلى خوض الحرب إلى جانب بريطانيا و أمريكا ، كما أن الشركات النفطية الأمريكية ، و كذا البريطانية كانت لها اليد الطولى في تمديد الحصار الظالم المضروب على شعب العراق منذ منتصف العام 1990 إلى غاية أبريل 2022، فقد كانت فهي تنظر إليه من حيث احتياطه النفطي الهائل ، لذلك ضغطت بقوة عن طريق البيت الأبيض الأمريكي من أجل إسقاط النظام الوطني العراقي و فرض نظام رجعي بديل يسهل لها وضع اليد على 20% من الاحتياطي النفطي العالمي الذي يقدر ب 1121 مليار برميل خصوصا أن الاحتياطي العراقي المعلن عنه من النفط يتجاوز 120 مليار برميل، إضافة 140 مليار برميل أخرى غير معلن عنها في المنطقة الغربية من البلاد ، إضافة إلى تصريف المنتوجات الأمريكية في السوق العراقية ، أما السفير الأمريكي بالرباط ، فقد تدخل شخصيا في العام 1998 لصالح شركة TID بعد نزاعها مع إحدى شركات الصابون المحلية بل و لمح إلى احتمال توتر العلاقات السياسية بين واشنطن و الرباط بالمسألة(12) .
لقد صارت إفريقيا مسرحا للمنافسة بين الشركات الكبرى التي التجأت دوما إلى السلاح من أجل الحفاظ على مكاسبها أو الحصول على أخرى ، و سنذكر القارئ الكريم، بأن الاحتكارات العالمية في العام 1962 كانت لها مصالح ضخمة في زائير-الكونغو الديمقراطية حاليا – و كانت هذه المستعمرة قد حصلت على استقلالها من بلجيكا في العام 1960 ، و الزائير بها ثروات هائلة من النحاس و النيكل و الكوبالت ، و بعد استقلالها تولى السلطة الوزير الأول الاشتراكي باتريس لوموبا ، الذي كان ينادي بالوحدة بين شعوب إفريقيا و كان أحد مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية ، لذلك تحالفت الشركات المستفيدة مع بعض ضباط الجيش و في مقدمتهم المارشال موبوتوسيسيكو الذي أعدم الوزير الأول و قاد البلاد بالحديد و الدم نحو الخراب حيث استنزف أموال الشعب الفقير إلى حين سقوطه عام 1996، وقد قدمت الحكومة البلجيكية اعتذارا رسميا للشعب الكونغولي و ذلك يوم الثلاثاء 5 فبراير من عام 2022 عن طريق وزير خارجيتها لويس ميشيل في خطوة منافقة ، حيث عبرت الحكومة البلجيكية عن اعتذارها و خالص أسفها للشعب الكونغولي عن الدور الذي قامت به في عملية اغتيال رئيس الحكومة الكونغولية في 17 يناير 1961.
و غذت الكارتيلات العالمية كثيرا من التوترات بالقارة السمراء في تسعينيات القرن العشرين، ذلك من أجل إعادة تشكيل خارطة السياسة من جديد وفق مصالحها ، فشركة Total النفطية الفرنسية العملاقة كانت تمد أحد الفرقاء الكابونيين بالسلاح ، و قد أشارت تقارير صحفية إلى ضلوع عدد من ضباط الجيش الفرنسي في المذابح الشهيرة التي وقعت عام 1994م في رواندا بين قبيلتي توتسي و الهوتو ، و مصالح الشركات الفرنسية كانت حاضرة في العملية كما كانت حاضرة في دعم فرنسا عن طريق أوغندا و انغولا ورواندا لجبهة الموليا مولينغي التي حاربت الراحل لوران ديزيري كابيلا في جمهورية الكونغو الديمقراطية و معلوم أن الماركسي السابق الذي حارب المارشال موبوتو في الستينيات من القرن الماضي قد تحول إلى حليف لأمريكا قبل أن يتم اغتياله ليرث ابنه الحكم من بعده، أمريكا نفسها التي تنظر بنهم إلى خيرات البلد لصالح شركاتها العملاقة .
و لابد أن نشير إلى أن أرباب الاحتكارات الكبرى يصنعون القرار السياسي ببلدانهم و يكون ممثلوها حاضرين في البرلمانات و الحكومات و عند لقاءات رؤساء الدول ، فجورج بوش الأب لما زار اليابان في العام 1992م ، اصطحب معه وفدا يضم عددا من رؤساء الشركات و منهم رئيس شركة فورد لصناعة السيارات ، و كان قد أصيب بنوبة قلبية بعد فشل المفاوضات بين الولايات المتحدة و اليابان بشأن تضرر صناعة السيارات الأمريكية من زميلتها اليابانية ، و لفهم الأمر أكثر تمكن الإشارة إلى أن ترشيح جيمي كارتر(13) للرئاسة الأمريكية قد تم من طرف رجال يمثلون الشركات الكبرى مثل بنك “تشاز منهاتن بنك ” و “بنك أوف أمريكا ” و “كوكاكولا ” التي دعمت أيضا نائب الرئيس الذي كان رئيسا لنقابة عمال مزارع الكوكا التابعة لشركة كوكا كولا طبعا ، و كان عمال المزارع الكوكا قد دخلوا في إضراب عن العمل قبل العام 1976 لكن رئيس نقابتهم خانهم ة ارتمى في أحضان المشغلين، و في هذا الصدد ، منحت شركات المعلوميات مبلغ 24 مليون دولار للحزبين المتنافسين على رئاسة الولايات المتحدة في انتخابات سنة 2000.
في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وضع وزير الثقافة التونسي برنامجا من أجل تطوير السينما التونسية و الوصول بها إلى مستويات أرقى ، و هذا لم يكن طبعا في صالح صناعة السينما الأمريكية ، وقد تدخل السفير الأمريكي في تونس شخصيا لأجل وقف تنفيذ المشروع و مورست ضغوطات على وزير الثقافة من أجل وقف المشروع مما أدى به إلى تقديم استقالته دون أن يطأطئ رأسه و لنا أن نعلم أن حجم صادرات السينما الأمريكية إلى الخارج بما فيها أفلام الكرتون قد بلغ عام 1999 حوالي 80 مليار دولار وهو ما يفوق الناتج الداخلي الخام لدولة متقدمة كالبرتغال أو لوكسمبورغ ، علما أن المنتوج الإعلامي الأمريكي يرسخ مقولة تفوق البطل الأمريكي الذي لا يقهر كما ترسخ قيم المجتمع الاستهلاكي الأمريكي و النزعة الفردية و السلوك الأناني، إن المنتوج الإعلامي الأمريكي يروج بكل بساطة للقيم الأمريكية في عمقها الاستهلاكي.
بحر قزوين ، يشهد صراعا حادا بين قوى محلية و عالمية ، وقد وقعت الولايات المتحدة اتفاقيات لبناء أنابيب لنقل النفط و الغاز الطبيعي عبر تراب جمهوريات تركمنستان و أذربدجان و جيورجيا إلى تركيا حيث سيتم نقل النفط من باكو إلى ميناء شيحان التركي وهو ما يمنع إيران من تقوية نفوذها بالمنطقة ، و الشركات الكبرى فرضت مرور نفط بحر قزوين بتركيا على مروره بإيران على الرغم من أن تكاليف مرور الأنبوب بإيران أرخص من تكاليف مروره بتركيا حيث تبلغ تكاليف الأول 1.5 و الثاني 4.3 مليار دولار(14)، و ذلك يتفق طبعا مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة .
و يذكر الدكتور حسن عنبري في كتابه محاضرات في العلاقات الدولية بأن أحدهم علق قائلا : (ماهو جيد لأمريكا جيد لجنرال موتورز)(15)،بحيث غالبا ما تتطابق مصالح الدول مع مصالح الشركات الكبرى إذ يقدم كلاهما للأخر خدمات كبرى ، ففروع الشركات الكبرى مصدر هام للمعلومات بالنسبة لأجهزة المخابرات الأمريكية التي كثيرا ما يعمل رجالاتها المتقاعدون بالشركات الكبرى ، فالمصالح … وراء الأزمات دائما،و للتدليل على ذلك، ضمت إحدى الشركات النفطية الكبرى في تسعينيات القرن الماضي حوالي 30 من العملاء الخاصين الذين سبق لهم العمل في CIA أو في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ، و هذه العلاقات العضوية القديمة القائمة بين الوكالات الاستخباراتية و الشركات البترولية الأمريكية أعيد تنظيمها(16) في إطار شركات خاصة لم تعد تخضع الآن للمراقبة السياسية للكونغرس ، و كانت الولايات المتحدة قد أسست نظاما للتجسس عبر الأقمار الصناعية يسمح لمراقبة كل الاتصالات الهاتفية في العالم و بمراقبة البريد الالكتروني أيضا ، و هذا النظام شاركت فيه الولايات المتحدة و أستراليا و بريطانيا و قد استغل من أجل التجسس على صفقات الشركات العملاقة التي تنافس المقاولات الأمريكية و البريطانية ، و على سبيل المثال : استطاعت شركة بوينغ الأمريكية أن تفوز بصفقة تزويد البرازيل بطائرات مدنية جديدة علما أن الخطوط الجوية كانت على وشك توقيع اتفاقية لشراء طائرات مدنية من شركة إيرباص الأوروبية غير أن الأمريكيين ، و بفضل نظام أخيليون للتجسس كانوا على علم بتفاصيل الصفقة فحولوها لصالحهم و في نفس السياق تدخلت الإدارة الأمريكية لطرد شركة بريداس الأرجنتينية العاملة في ميدان مد أنابيب الغاز من آسيا الوسطى لصالح شركة يونوكال الأمريكية التي أعلنت في بيان لها بعيد هجمات 11 سبتمبر 2001 أن مشروعها المجمد لمد خط أنابيب الغاز بأفغانستان سيبقى مجمدا و أنها ترفض التعاون مع حركة الطالبان قبل سقوطها(17) ، بل إن حميد قرظاي، الرئيس الحالي للحكومة الأفغانية التي حلت محل حركة طالبان كان مستشارا لدى شركة يونوكال و يحمل الجنسية الأمريكية .

الشركات العالمية ، هي في الواقع شيطان خطير ، و هذا الشيطان ، يخرب كل شئ ، فمن اغتيال القيم الإنسانية و تخريب الثقافات الوطنية و تدجين الشعوب إلى تشويه الحقائق و تكريس الفوارق بين الشعوب و بين الطبقات ، و لهذا الغرض تستخدم الشركات العالمية المنظمات الدولية كوسيلة من الوسائل التي تتيح لها استغلال بلاد العالم الثالث و بعبارة أخرى فإن المنظمات الدولية تقع في خدمة المصالح الجماعية الرابطة بين برجوازيات العالم التي تسير الشركات العملاقة، و من بينها صندوق النقد الدولي FMI – البنك الدولي BIRD ، المجلس الاقتصادي العالمي وهيئة التنمية الدولية AID(18)، و تستغل هذه الشركات المؤسسات المالية الدولية لحسابها، فالمصارف الكبرى لا تمنح القروض للدول الممنوحة إلا بعد موافقة صندوق النقد الدولي الذي يًهيكل اقتصاديات دول الجنوب و يقدم لها قروضا بشروط تقتضي تحقيق توازنات ماكرو اقتصادية مثل تخفيض نسب التضخم إلى أقل من 3% وهو ما ينعكس سلبا على السياسات الاجتماعية للدول المقترضة التي تلجأ – بناء على توصيات صندوق النقد الدولي- إلى تخفيض عدد الموظفين و تقليص الميزانيات المخصصة للتعليم و الصحة و التجهيز في إطار ما يعرف بسياسة التقشف و ترشيد النفقات(19) و تلك إجراءات يهدف منها الدائنون إلى أن يجد المدينون ما يؤدونه كديون للأبناك و للجهات الدائنة و قد بلغ حجم ديون العالم الثالث سنة 1992 حوالي 1300 مليار دولار ، و في نهاية عام 2000 ارتفعت قيمة الديون إلى 2100 مليار دولار منها فوائد بقيمة 343 مليار دولار .
فالمغاربة مثلا كانوا يخصصون إلى حدود سنة 2000 ، 50% من الميزانية للتسيير و 17% للتجهيز، و 33% لخدمة الدين الخارجي ، وكان المغرب عام 1983 قد خفض مناصب الشغل المخصصة للتعليم من 17000 سنة 1982 إلى 8000 فقط و بذلك تقدم الدول المستدينة ديونها للمصاريف العالمية التي تراقبها شركات كبرى و ذلك لمنعها من تركيز الفائض في حدودها الوطنية ، بل إن ذلك الفائض يعود إلى الدول المتقدمة ، علما أن فوائد الديون المستخلصة من الدول الفقيرة استخدمت طيلة ثمانينيات القرن الماضي للحفاظ على التضخم في مستويات دنيا تتراوح بين 3% و 4% كما استخدمت في الرفع من قيمة الاستثمار في الرأسمال العالمي الذي ترعاه طبعا الشركات العملاقة ، و تجدر الإشارة إلى أن أثرياء الخليج العربي قد اندمجوا في الاقتصاد الرأسمالي العالمي و صارت لهم أسهم في كبريات الشركات العملاقة، فقبيل حرب الخليج الثانية كان الكويتيون يراقبون 50 % من أسهم شركة ميرسيدس بنز الألمانية.
وهكذا لا تستطيع الدول المستدينة خدمة أهدافها التنموية ، فالمؤسسات المالية الدولية أداة في يد الشركات الكبرى لمراقبة المحيط الاقتصادي العالمي ، و أهم أداة هي صندوق النقد الدولي الذي استوعب فائض الدول الخليجية من الأموال المترتبة عن صدمة 1973 البترولية خصوصا و أن هذه الدول لم تكن تتوفر على البنيات اللازمة لاستثمار ذلك الفائض الهام من الأموال ، و لهذا أعاد صندوق النقد الدولي و غيره من المؤسسات المالية الدولية تدوير هذه الأموال كما جرى توظيف قسم كبير من هذه الفوائض في سندات صندوق النقد الدولي و البنك العالمي IB ، هذه المؤسسات ساعدت الدول الأعضاء المتضررة من ارتفاع أسعار النفط – بما تجمع لديها من فائض مالي معظمه قدم من دول الخليج- على تمويل العجز في موازين مدفوعاتها من الاموال المقترضة من دول الأوبيك(20) ، و ما أن حلت نهاية السبعينيات من القرن الماضي حتى حصلت بأوروبا و أمريكا و اليابان و فرة كبيرة في رؤوس الأموال القابلة للتنقل بفضل الأموال الخليجية دائما و صار صندوق النقد الدولي هيئة استشارية منذ بداية ثمانينيات القرن العشرين ، التي تلجأ إليها البنوك الأوربية الدائنة الكبرى المنضوية تحت لواء نادي باريس و نادي لندن ، هذه البنوك أحجمت عن تقديم القروض للبلدان النامية من دون توصية من صندوق النقد الدولي أو من البنك العالمي الذين تعتبرهما ضمانة لإمكان تسديد القروض بل إن نادي باريس للدائنين الحكوميين الغربيين ينتظر دوما إذنا رسميا من إدارة الصندوق بمنح القرض لبلد ما قبل اتخاذ قراره النهائي لكن المشكلة تكمن في أن الطبقة الحاكمة في الدول المقترضة و القوى المرتبطة بها من وزراء و كبار الضباط في الجيش و الرؤساء و أقرباؤهم يحولون هذه القروض إلى حسابتهم الخاصة ، و على سبيل المثال حول الرئيس السابق للزائير موبُوتو سيسيسيكو (الكونغو الديمقراطية حاليا) مئات الملايين من الدولارات إلى أبناك في الخارج اكتشف منها 500 مليون دولار ، بعض هذه المبالغ حصل على جزء منها من تحويل الديون الخارجية إلى جيبه أودعها ببنوك سويسرية بحسابات سرية ثم إن الرئيس الإندنوسي السابق استولى هو و بعض أولاده و عائلته على أكثر من 4 ملايير دولار و من أموال الشعب الإندنوسي و قاموا بتأسيس شركات لها مصالح مهمة مع الاحتكارات الأجنبية الكبرى ، و في نفس السياق ، أعادت الابناك السويسرية جزءا من أموال الدكتاتور الفليبيني السابق الراحل فيروناند ماركوس و دكتاتور هاديتي السابق جون كلود دوقاليي ، كما أعادت جزءا من ودائع ديكتاتور بيكاراغوا السابق سالازار و تشاو سيسكو دكتاتور رومانيا كما هو الشأن بالنسبة إلى موسى ضراوري الرئيس المالي السابق .
لقد استعانت الولايات المتحدة و أوروبا بالجنرالات أمريكا اللاتينية خصوصا بعدما قام الرئيس الأمريكي هاري ترومان عام 1947 بالإعلان عن محاصرة الخطر الشيوعي في العالم أينما كان وهو المبدأ المعروف بمبدأ ترومان ، و لهذا منح الجنرالات في البرازيل كما في الأرجنتين أو نيكاراغوا امتيازات كبيرة للشركات الأمريكية و كذا الفئات الاجتماعية التي ستشكل القاعدة الاجتماعية للأنظمة العسكرية الديكتاتورية فأغرق الجنرالات بلدانهم في ديون أجنبية هائلة، فالحكومات العسكرية التي تعاقبت على حكم أغلب بلدان أمريكا الجنوبية نهجت طريق الليبرالية المتوحشة و ذلك بالتقليص من النفقات الاجتماعية كالتعليم و الصحة و توسيع عملية الخوصصة لتشمل القطاعات الإستراتيجية في الدولة كقطاع الطاقة و المعادن و النقل الجوي و امتدت إلى تحرير الاقتصاد و المبادلات التجارية مع الخارج و رفع معدلات سعر الفائدة ، هكذا بين سنتي 1976و1989 و هي المدة التي حكم خلالها الجنرالات بالأرجنتين المدعومين من قبل الولايات المتحدة ارتفع الدين الخارجي من 7.6 مليار دولار إلى 132 مليار دولار في نهاية عام 2001 حيث وجد الأرجنتينيون أنفسهم غارقين في حجم من المديونية قدره خبراء آخرون ب 155 مليار دولار(21) ،والطامة الكبرى تكمن في أن الرساميل التي تمر بها الزعماء السياسيون و النقابيون و أرباب العمل بلغ 120مليار دولار كما أن الارجنتينين اصطدموا بواقع مر ، فهم لا يملكون في الأرجنتين شيئا :

و بالمقابل ترعى منظمة التجارة العالمية OMC الاتفاقيات التجارية العالمية و اتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة و التعرفة الجمركية عبر جولة الارغواي 1986 ودورة مراكش 1994 في إطار اتفاقيات Gatt التي تقضي بنودها بإلغاء الحواجز الجمركية و تحرير بعض القطاعات التي كانت إلى عهد قريب قطاعات استراتيجية في يد الدولة مثل قطاع الاتصالات و البريد ، و قد حرر المغرب مثلا قطاع الاتصالات لصالح شركات أجنبية تستثمر في المغرب و تنقل أرباحها إلى الخارج و ذلك لا يؤدي طبعا إلى خلق فائض يبقى داخل الوطن من أجل تجهيزه بالبنيات الصناعية اللازمة التي تمكنه من التقدم ، و إلغاء الحواجز الجمركية هو إجراء في صالح الاحتكارات التي تتطلع إلى السيطرة حتى على المعادن في باطن الأرض ، و يمكن في هذا الصدد أن نشبه دول الجنوب بالإله الإغريقي سيزيف وهو يحمل الصخرة إلى أعلى الجبل ثم يعود أدراجه بعد أن تتدحرج الصخرة إلى الأسفل ليحملها من جديد إلى القمة في حركة دؤوبة لا تنقطع.
حاليا ، تسعى إلى تحقيق أرباح أعلى بتكاليف أقل ، و التشريعات الحالية لا تضمن حقوق العمال الذين يتم تسريحهم، فشركة ليديك التي تقوم بتوزيع الكهرباء بالدار البيضاء سرحت عددا من العمال لزيادة هامش الربح ، و الأكثر من ذلك فقد احتج المواطنون المغاربة على الزيادة المهولة التي عرفتها أسعار الماء و الكهرباء أواخر العام 1999 و المسؤول طبعا … ليديك الفرنسية(22).
إن الشركات العملاقة تستفيد حاليا من إعادة جدولة ديون البلاد المستدينة فتشتري منها المؤسسات الصناعية و الاقتصادية بصفة عامة وتقوم بتسريح العمال ، و داخل البلاد المصنعة نفسها ، صارت الدولة تخفض الإنفاق الحكومي و الأجور و المساعدات الاجتماعية بسبب إلحاح الشركات العملاقة على ضرورة التخفيض من الضرائب المفروضة عليها ، لأن إجراءات كهاته ، تدعم موقفها المالي في البورصات و أسواق القيم، و هذا يقلص من مداخيل الحكومات و يساهم في زيادة نسبة البطالة ، خصوصا بعد تحرير تنقل رؤوس الأموال، و قد صارت أسواق المال في استقلال عن رقابة الحكومات و المؤسسات الدولية ، و لسوف نصاب بالدهشة عندما نعلم بأن حجم قيمة المعاملات بالبورصات العالمية يفوق 50 مرة حجم قيمة المبادلات التجارية الدولية.
إن العلاقة(23) وطيدة بين المال و النفط ، فتخفيض سعر النفط من طرف الدول المنتجة يأتي بعد ضغوط الدولة الغنية المستوردة و ذلك حتى يتأتى تخفيض سعر الفائدة المصرفية وهو ما يعتبر في صالح الاحتكارات الكبرى من أجل الحصول على أموال تستثمر ، و كان تحرير سوق المال بفرنسا و ايطاليا قد تم عام 1990 بعد ضغوط الشركات العملاقة و في مقدمتها F.I.A.T و بوجو ، و لهذا بات المال أحد الأنشطة الرئيسة لكثير منها ، خصوصا و أن الاستثمار في المال أضمن من الاستثمار في السلع المادية و الخدماتية ، فالمال يسهل نقله – مهما كان حجمه – من بورصة إلى أخرى خصوصا و أن الاقتصاد العالمي يدار بواسطة رموز و مؤشرات ، و بفضل توفرها على سيولة نقدية مهمة فإنها تتحكم في اقتصاديات الكثير من الدول التي تعرف نسبا متدنية من الادخار الداخلي وفي نهاية المطاف ، انهارت البورصات عام 1998 في اندونيسيا و ماليزيا و كوريا الجنوبية و سنغافورة و توقفت بالتالي عجلة النمو العادية ، لهذا فالشركات الكبرى تتحكم في أسواق المال و صرف سعر الفائدة ، ذلك أن ” بتر فلنبرج peter waleniberg ” أحد كبار صُناع الشاحنات بألمانيا هدد عام 94 بنقل مركز مؤسسته إلى الخارج في حالة عجز حكومة الائتلاف عن خفض العجز في الموازنة الحكومية(24) .
و لنا أن نعلم بأن شركة Toyota تنتج من السيارات خارج اليابان أكثر مما تنتجه داخل الحدود الوطنية بعد تسريح عدد كبير من العمال اليابانيّين ، ثم إن شركة فولس فاكن الرائدة الأوروبية في صناعة السيارات تأتي بنصف المعدات من الخارج : المكسيك و جمهورية التشيك و إيطاليا و إسبانيا و الجارة فرنسا ، و الملاحظ أن الصناعات المصدرة هي صناعات ملوثة مع العلم أن صناعية السيارات بألمانيا استغنت عن 300 ألف منصب شغل بين سنتي 1991 و 1995 مع أن عدد السيارات المنتجة سنويا ظل ثابتا(25) ، كما أن كثيرا من هذه الشركات تلحق الأذى بالشعوب الفقيرة ، فشركتا “كاسل ” و ” كوك” كانتا قد جلبتا إلى دول عديدة مركبات كيماوية هي عبارة عن مبيدات حشرية ممنوعة بأمريكا و ألحقت هذه المبيدات أضرارا خطيرة بالصحة و المزروعات ، أما شركة ستريو الفرنسية فقد صدرت إلى العراق عام 1986 كميات دم ملوثة أصابت 133 شخصا بالإيدز و هذه الشركة حملت منذ 1999 اسم أفونتيس ياستور بعد اندماج الشركة الفرنسية “رون بولنك” بالألمانية “هوكست” ، و عام 1992 اعترف معهد سيتريو بإرسال شحنات دم لم تخضع لفحوص الدم مما أدى بوزارة الصحة العراقية إلى رفع دعوى قضائية ضدها لدى المحاكم الفرنسية .
السلاح ، أحد مصادر الأذى ، إذ أن عددا من مراكز صناعة السلاح و في مقدمتها شركة بوينغ و لوكهيد سعت إلى تصنيع الأسلحة بعدد من دول الجنوب كمصر و الأرجنتين و البرازيل و الفلبين ، فرخصت لها بتصنيع كثير من الأسلحة دون أن يتم المساس بالتفوق الغربي الكاسح في صناعة الأسلحة، و هي استراتيجية تهدف إلى تحويل أموال هذه الدول من أهداف التنمية إلى التسليح لتشكل سوقا للمنتجات الغربية ، و هكذا ، فشركة ميراج الفرنسية لصناعة الطائرات الحربية رخصت لمصر بصناعة مقاتلات من طراز 2000 Mirages .
7 – المال و الإعلام :
لقد تطورت صناعة الإشهار كثيرا منذ اختراع التلفزة و السينما و اكتشاف البث الفضائي المباشر ، علما أن الإشهار نشاط مارسه الإنسان منذ القدم ، غير أنه تجدد في العصر الحالي و تطورت و سائله بشكل لم يسبق له مثيل من قبل حتى غدا في الوقت الراهن صناعة قائمة بذاتها تنافس الصناعات التقليدية ، وقد مكَّن اختراع التلفزيون و البث المباشر من تبوأ الإشهار مكانة هامة في حياتنا المعاصرة لأنه أنجح الوسائل في التأثير على ملايين بل مئات الملايين من المستهلكين في وقت واحد، وقد مكن اليوم البث الفضائي منذ بداية تسعينيات القرن الماضي من ازدهار الإشهار الذي بفضله أصبح تمويل القنوات التلفزية أرضية كانت أم فضائية لا يطرح مشكلا عويصا.
يعتمد الإشهار على التلفزي على عنصرين أساسيين الصوت ، و الصورة ، غير أن الصورة أهم عناصر الإشهار الذي يعتمد على بث الصورة السريعة المبسطة التي لا تتيح للمتلقي وقتا للتفكير في مضمون خطابها و القصد من ذلك أن تكون أكثر فعالية لجلب انتباه مشاهدين أكثر ، فالصورة رسالة يوجهها المرسل إلى الجمهور ، هذه الرسالة تستخدم لتثبيت آراء حول موضوعات محددة –استهلاكية بطبيعتها – سرعان ما تتحول إلى حقيقة راسخة في ذهن المتلقي، فعدم تناول الحليب يصيب الإنسان بتفكك العضلات حسب إحدى الوصلات الإشهارية و الحل يمكن- حسب هذه الوصلة – في شرب نوع معين من الحليب ، بل إن الإشهار بات يتحكم في ذوق المشاهدين و يغير أنماط سلوكهم بوساطة تأثير الصورة التي تلتقطها العين و تمر عن طريقها إلى الدماغ حيث يتم تخزينها دون تفكيك رموزها أو التفكير في دلالاتها.
إن الصورة ، باتت تحمل مع الإشهار إيديولوجيا و ثقافة المرسل ، بمعنى آخر ، إنها تقدم قيما أخرى تعود إلى مجتمعات متقدمة صار فيها تحقيق الربح غاية أساسا في الحياة ، إنها بتعبير أوضح تقدم رؤية للكون و الحياة هي ذاتها رؤية أرباب المقاولات الكبرى بحيث غدا الاستهلاك قيمة أخلاقية كما غدا تسليع المرأة و تشييؤها أمرا مسلما به بعد أن انتزعت منها صفتها الإنسانية، فالإعلان عن منتوج جديد يتم بوساطة بث صور عبر وسائط مختلفة : الجرائد – الإنترنيت – القنوات التلفزية ، و استغلال المكبوت الجنسي عند المستهلك صار أمرا واقعا و لتلبية رغبته الوهمية ، يعمد خبراء الإشهار إلى اختيار وجوه نسائية شابة و جميلة تمتلك قواما رشيقا فتتم تعرية غالبية جسد الأنثى لتحقيق رغبات وهمية عند المستهلكين و بحكم تكرار الوصلات الإشهارية ، غدا استهلاك المنتوجات الصناعية مسألة مفروغا منها مادامت الوصلات الإشهارية تحقق هذه الرغبات على مستوى اللاوعي الذي يتجسد في الإصرار على تعرية جسم المرأة و إبراز مفاتنها الجسدية .
لقد باتت السلع تملك عمرا افتراضيا قصيرا لأن فلسفة الإشهار هي الإقناع الذي يولد الرغبة في الشراء لإشباع حاجات وهمية خلقها الإشهار، وعلى سبيل المثال، تجتهد شركات صناعة النسيج في تطوير نماذج جديدة من الألبسة في مدة زمنية لا تزيد عن سنة حتى يتسنى للمستهلك التخلص من القديمة و شراء ألبسة أخرى ليس في حاجة إليها ، و قد نجح الإشهار في ترسيخ مؤسسة الموضة في كيان أغلب المجتمعات المعاصرة.
فالإذعان للموضة دلالة على سيادة ثقافة الاغتراب مادامت الموضة تشبع الحاجات المنفلتة من إشباع الفرد لها ، إنها تؤسس وعيا لا ينتمي إلى الواقع الذي يعيشه بكل تناقضاته لأن الموضة توحد بين الفقير و الغني ، و من مظاهر ذلك اللباس و أدوات التزيين التي توحي خطأ بعدم وجود فوارق في المجتمع مادام الجميع يستهلك نفس النوع من الأزياء ، وهذه العملية تستر الفوارق بين طبقات المجتمع بغطاء شفاف لتأكيد اندماج اجتماعي وهمي بين طبقات المجتمع و فئاته المتنافرة في إطار عملية تدجين واسعة يكون ضحاياها الفقراء الذين لا يتمتعون بحصانة ثقافية ضد مظاهر التدجين و الاستيلاب على أن الإشهار لا يشتغل وحده في الميدان إذ تعمل إلى جانبه السينما حيث تمرر الأفلام ، خصوصا الأمريكية منها ، قيما استهلاكية أمريكية و معايير أخلاقية تشجع على التفسخ الخلقي و الميل إلى الاستهلاك لدى الفرد و الاغتناء بطرق غير مشروعة ، فكانت النتيجة أن تلفزيونات العالم تبث أكثر من 75% من الإنتاج الذي تصدره الولايات المتحدة كما تفيد إحصاءات أخرى أن 80% من إيرادات صناديق التذاكر في دور السينما البريطانية تأتي من عرض أشرطة أمريكية، أما دور السينما الفرنسية فتعرض 60% من الأفلام الأمريكية و في دول أروبية شرقية كالتشيك و بولونيا و هنغاريا فإن النسبة تبلغ 90%(26) من مجمل الأفلام المعروضة حتى غدت أمريكا تصدر ثقافتها الاستهلاكية إلى باقي دول العالم كآلية من آليات ترسيخ مفهوم الإنسان الاقتصادي ذي البعد الواحد : الاستهلاك ، و كل ذلك بفضل مجموعة من شركات ضغط تتكون من شركات سينمائية عملاقة هيمنت على الانتاج السينمائي الأمريكي و من ثم العالمي ابتدءا من ثلاثينيات القرن الماضي ، و من أشهر الشركات الأمريكية العاملة في الميدان : mgmpranamout – waaner brother-rkdradio-20th centry fox و بعدها تأسست شركات أخرى فرضت نفسها على الساحة مثل united artistes – colombia و walt disny إضافة إلى شركتي NBC و برودكوستينغ و CBS ، هذه الشركات استقطبت كبار الممثلين و المخرجين من مختلف أقطار المعمور و صنعت منهم نجوما كما استقطبت أبطالا رياضيين عالميين في فنون القتال و كمال الأجسام، ، وقد اشتغل في هوليود الممثل المصري الشهير “عمر الشريف” و المكسيكي الأصل ” انطوني كوين” و الممثلة الكولومبية العربية الأصل “سلمى الصائغ” و الفرنسي آلان دولون و البطل الياباني جاكي شان jakie chan، كما أخرج المخرج الإيطالي لصالح هوليود روائع أفلام لويسترن و قام صديقه الإيطالي إينيوموريكون بوضع الموسيقى التصويرية للعديد من أفلام هوليود و تم كذلك استقطاب البطل البلجيكي في فنون القتالjean cleaud van-dam .
و تراقب هذه الشركات مجموعة من دور السينما على التراب الأمريكي حتى لا تسمع بعرض أفلام تنتمي إلى بلدان أخرى تؤسس رؤية جديدة إبداعية قد تزاحم منتوجها السينمائي ، ثم إن هذه الشركات لم تعد تنتج أفلامها بهوليود فقط ، بل راحت تنتقل إلى أماكن أخرى من العالم لتصوير أعمالها الضخمة كالمغرب الذي يوفر للأفلام التاريخية مجموعة كبيرة من الممثلين الكومبارس بأجور زهيدة.
هناك علاقة وثيقة بين الصناعة و الإعلام و الفن ، لهذا تلجأ هذه الاحتكارات إلى الإشهار و الاستثمار في الرياضة لدرجة أن “روبر مردوخ” إمبراطور الإعلام اشترى نادي منشستر يونايتد لكرة القدم بمبلغ مليار دولار عام 1999 و كان يفكر في تشييد ملعب لكرة القدم يتسع ل 10000 متفرج و مركب للتنس بمدينة طنجة المغربية قبل أن يغير رأيه و كان قبل ذلك في العام 93 قد اشترى محطة star و هي أكبر محطة بث فضائية في العالم ، كما أن تيدتيرنر اشترى شركة Time wirner للإعلام عام 1999 ب3.5 مليار دولار و تيدترنر الذي وكل سنة 2000 ملياري دولار خلال عشر سنوات لتمويل ميزانية منظمة الأمم المتحدة ، وهو مؤسس شبكة CNN الفضائية للأخبار التي احتكرت الخبر من ميادين القتال إبان حرب الخليج الثانية و نجحت في ضرب طوق من التعتيم حول أهداف الحرب و دعم التدمير الذي لحق بالعراق و حتى حجم خسائر قوات التحالف بإيعاز من قادة واشنطن قصد تشويه الحقائق أو التستر عليها لتبرير الجريمة البشعة المرتكبة في حق شعب العراق و حضارته .
إن السباق على الربح ، يلغي كل قيمة إنسانية نبيلة ، و إذا كانت صناعة الإشهار مزدهرة فلأن نشاط الشركات الكبرى توسع لمزيد من تحقيق الربح ، و ليتم ترويج المنتوج ، تخاطب المادة الإشهارية غرائز المستهلك ، إذ أنَّ ما يحدث في الحقيقة، هو تخدير عقول الناس بمؤثرات صوتية و بصرية مدروسة بدقة من طرف علماء النفس الإكلينيكي كما يتم تكريس النزعة الفردية و العدوانية لدى الأفراد الذين يستهلكون المنتوج الإعلامي بحيث تستقبل منطقة اللاشعور أفكارا استلابية و تؤثر بالتالي في سلوكهم ، فثقافة الاستهلاك هي الرائجة بما فيها انتشار الخرافة في ثوبها المعاصر كازدياد الاهتمام بالأبراج التي صارت تباع في أرصفة شوارع فاس والرباط ، ثم إن صناعة الإعلام يبلغ رقم معاملتها ملايير الدولارات ، و غالبا ما تشتري الشركات العملاقة مباريات كرة القدم لتمرير الإعلان عن منتجاتها بمبالغ خيالية ،وصارت تتحكم في نتائج مباريات كأس العالم لصالح المنتخبات التي تتمتع بصيت عالمي أو التي تنتمي إلى بلدان متقدمة لها جمهور يتمتع بطاقة شرائية مرتفعة.
تساند هذه الدينصورات التطرف الديني و السياسي طبقا لمصالحها ، فشركة آركو و يونوكال الأمريكيتان للنفط و شريكتها السعودية دلتا أويلdelta owel و بتعاون مع جهاز الاستخبارات الأمريكي CIA مولت حركة الطالبان بالسلاح للسيطرة على أفغانستان قصد بناء خط أنابيب للنفط يربط آسيا الوسطى بباكستان(27) و في كثير من الأحيان تعمل هذه الاحتكارات ضد مصالح الوطن الأم إذا كان ذلك يخدمها بالطبع.
كما أن شركة آركو النفطية الأمريكية ساهمت في تأسيس رابطة علماء العالم الإسلامي التي تتخذ مكة منبرا لها عام 1963 حيث يقوم علماء الرابطة بمحاربة كل تيار عقلاني في العالم العربي و إصدار فتاوى تخدم المصالح الأمريكية مثلما حصل مع الشيخ عبد العزيز بن باز الذي أصدر فتوى سوريالية عام 1991 تجيز استعانة المسلمين بكفار لمحاربة مسلم هو صدام حسين.
إن الأرباح التي تجنيها من دول الجنوب ، دفعت بالعديد من الأصوات و منها الديبلوماسي الكوبي الفين فونتين أورتيز إلى التصريح بأن الشركات الكبرى تربح 7 دولارات مقابل كل دولار تستثمره في البلاد النامية تُحَوَّل كُلُّها إلى الدول الإمبريالية ، ليتجمع الفائض في يد قلة على حساب مئات الملايين من المحرومين ، ففي العالم إلى حدود 98 كان يتواجد 800 مليون جائع ، و مليار يعيشون بأقل من دولارين في اليوم و رقم 6.7 مليار دولار التي حققتها هذه الاحتكارات في مصر وحدها عام 85 (28) يوضح البؤس الذي يعيشه ضحايا هذا الاستغلال.

لقد قام سكان حي يعقوب المنصور بمدينة الرباط المغربية بوقفات احتجاجية أمام المجالس البلدية و مقر شركة ريضالRidal نتيجة الارتفاع الصاروخي في فواتير الماء و الكهرباء من قبل نفس الشركة ، و قد شكَّل ذلك الرفض إدانة جماعية للتلاعبات في تسعير الخدمات ( الماء –الكهرباء – التطهير السائل)(29) وهو وضع أبان عن لامبالاة المجلس البلدي ووزارة الداخلية باعتبارها سلطة الوصاية أمام عدم التزام شركة ريضال الفرنسية بدفتر التحملات ما يكشف عن تواطؤ مكشوف بين هذه الشركة و المسؤولين ضد المواطنين المغاربة .
و مساء يوم الخميس 16 ماي 2022 ، تدخلت قوات الأمن في مدينة تطوان المغربية و قامت بعسكرة المدينة بدءا من الساعة الثانية بعد الزوال و قطعت جميع الطرق المؤدية إلى وسط المدينة مما أجبر عددا من المقاهي و العيادات الطبية و إحدى دور السينما على إقفال أبوابها مما سبب لأصحاب هذه المرافق خسارات مادية مهمة إضافة إلى منع المواطنين الغاضبين من الوصول إلى بعض المصالح الحيوية مثل مقر المجموعة الحضرية و المحكمة و مقر البلدية، و كان السكان قد شكلوا لجنة محلية لمواجهة الزيادات الصاروخية في الماء و الكهرباء حيث ضمت اللجنة إطارات جمعوية و رجال قانون، و قد تعرض ممثلو السكان الذين ينتمون إلى المجتمع المدني للضرب و الجرح من طرف قوات الأمن خلفت ستة جرحى وتَمَّ منعهم من الالتحاق بمقر البلديتين لمطالبهم بإعادة النظر أو تجميد عملية تفويت الماء و الكهرباء لشركة أمانديس الفرنسية التابعة لشركة فيفاندي العالمية للاتصالات ، و قد تم تفويت الماء و الكهرباء و تطهير السائل إليها في بداية القرن الحالي، و لمواجهة الوضع ، هدد رئيس المجموعة الحضرية لتطوان بتقديم استقالته إذا لم يتم احترام القدرة الشرائية للمواطن .
و من جهة أخرى فقد غدت الاحتكارات مسؤولية عن هجرة الأدمغة من البلدان السائرة في طريق النمو ، ذلك أن شركة ميديتيل للاتصالات مثلا ، افتتحت مدرسة لتكوين الأطر في مدينة البيضاء المغربية أما شركة سيسكو الأمريكية للاتصالات الأولى عالميا في مجال شبكات الانترنيت و بالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية ابتداءا من النصف الثاني من سنة 2000 بادرت إلى إنشاء مراكز إعداد في بنين و في تسعة بلدان إفريقية أخرى من أجل إعداد الخبرات المؤهلة مما يؤدي إلى استنتاج مَفادُهُ تخَلِّْْي السلطات العامة عن الإشراف على التعليم في القطاعات الرئيسة الإستراتيجيَّة لصالح الشركات العملاقة .
من جهة أخرى،و إلى حدود منتصف سنة 2001 منحت السلطات الفدرالية الألمانية البطاقات الخضراء ل 8556 شخص، معظمهم من الهنود متخصِّصِين في صناعة الإعلاميات، و حسب غرف الصناعة و التجارة في تقرير صدر لها في بداية عام 2001 ، فإن الصناعة الإعلامية الألمانية في حاجة إلى 150 ألف خبير لا يمكن أن يغطيها النظام التعليمي المحلي، بل أدمغة هاربة من الفقر و التهميش و الغُبنِ.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، ذلك أن مبلغ ثروة بيل غيتس يفوق 65 مليار دولار ، و يعتبر حاليا ، أغنى رجل في العالم ، ثروته يفوق حجمها الناتج الداخلي الخام لدولة كمصر- يُعمِّرُها 80مليون شخص-، وهو الذي دفع سنة 2000 مبلغ 400 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية ، و عمل الشركات الكبرى قد أدى إلى سيطرة 20% من دول العالم هي أكثر الدول ثراءا على 84% من الناتج الإجمالي و على 84.2% بالمائة من التجارة العالمية و لها 85.5% من مجموع مدخرات العالم(30)، و هناك في العالم 358 مليار ديرا يمتلكون ثروة تضاهي ما يملكه 2.5 مليار من سكان المعمور(31) كما أن ثلاثة من الأغنياء وهم مليارديرات عرب هم غالبا من الأسر الحاكمة في الخليج كانوا يمتلكون عام 1991 ثروة بمقدار 200 مليار دولار وهو ما يفوق مجمل ديون العالم العربي تجاه الخارجية الإمبريالية علما أن هؤلاء الأثرياء لهم أسهم في كثير من الشركات العالمية الكبرى وهو ما يحرم بلدانهم من رؤوس أموال هامة.
إن الانعكاسات الخطيرة لتوسيع حجم الاحتكارات الكبرى ، لا تخطر على بال ، إن على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي ، فكثيرا ما أوصى صندوق النقد الدولي ، و كثيرا ما أوعزت الشركات الكبرى للحكومات المستدينة بتخفيض قيمة عملاتها بدعوى التشجيع على التصدير ، و من أمثلة ذلك ما حدث مع وزير المالية المغربي “فتح الله ولعلو سنة 2001 عندما قام بتخفيض الدرهم المغربي بنسبة 5% وهو إجراء كان في صالح الشركات الكبرى التي كانت تستثمر في المغرب لأن تخفيض قيمة الدرهم حقق لها أرباحا أعلى عند تصدير منتجاتها المصنعة في المغرب إلى الأسواق العالمية دون أي مبالاة بالقدرة الشرائية للمواطنين المغاربة التي تضررت بسبب ارتفاع أثمنة المنتجات المستوردة من خارج البلاد.
و سنشير إلى أن المؤسسات الصناعية الأمريكية ، العاملة في حقل صناعة الكهرباء قد عرقلت تطوير الصناعة الكهربائية البرازيلية التي شهدت تطورا كبيرا بين عامي 1950و1960 و باتت الاحتكارات الأمريكية تراقب 90% من هذا القطاع (32) و لا بد أن نشير إلى التهرب الضريبي ، فالاحتكارات الكبرى تجني أرباحا خيالية من نشاطاتها وفي العالم مصارف تستقبل الفائض دون أن يدفع أصحابه سنتيما واحدا كضرائب و تتواجد هذه المصارف في نقط مختلفة من العالم و تسمى هذه الأماكن جنات ضريبية لأنها أماكن تجري فيها المعاملات المالية في سرية تامة و من دون جباية ضريبية مرتفعة(33) :
و أول ملاحظة حول هذه الجنات يكمن في أنها تقع في مناطق إما تابعة للعرش البريطاني أو كانت تدور في فلكها ، كما سميت بذلك الاسم لأن الرساميل تنعم فيها بالاستقرار و الأمان لأنها لا تصرح بقيمة الودائع و تتستر بالتالي على عائدات نشاطات المافيا العالمية التي بلغت سنة 98 حجم 500 مليار دولار أي 3% من الناتج الإجمالي العالمي الخام وحسب صندوق النقد الدولي هناك 2000 مليار دولار إلى حدود عام 1996 تقبع في الجنات الضريبية دون احتساب قيمة تبييض الاموال و الجميع يعلم الأخطار الناجمة عن تجارة المخدرات و المواد الغذائية المهربة التي مر وقت صلاحيتها.
إن الجنات الضريبية تكتفي فقط بالمعلومات التي يزودها بها الزبون ، و غالبا ما يرمز للحسابات بأرقام توفر كل ضمانات السر البنكي بحيث تستوعب هذه الأبناك الأموال المحصلة من تجارة المخدرات و تهريب الأموال المنهوبة من طرف الرؤساء و المسؤولين الكبار في بلدانهم ، رؤوس الأموال هاته يتم تدويرها في الاقتصاد الرأسمالي العالمي مع عدم استثناء اقتصاد الجريمة المنظمة الذي تمثل عائداته 3%من الناتج الداخلي الخام لبلد في حجم ايطاليا ، و رؤوس الأموال الوسخة هاته تندمج في الاقتصاد العالمي عن طريق تبيضها في الأبناك التي تساهم في رساميل الشركات الكبرى و تنميها، و هذا هو السر في احتضان سويسرا لكل هذه الأموال التي تساهم في الميزانية الفدرالية بنصيب مهم حيث يصطدم رفع السر البنكي بسويسرا بعقبات قانونية متعددة خوفا من هروب الأموال من الأبناك السويسرية إلى أماكن أخرى بضربة إبهام على زر و ذلك على الرغم من انضمام سويسرا سنة 1997 إلى المعاهدة الأوروبية للتعاون القضائي في المجال الجنائي و التي تمكن القاضي السويسري من مساعدة في تحقيق جنائي مفتوح من طرف قضاة أجانب(34).
وفي دراسة أجرتها مجموعة ميديل لينتسMidel lents المتخصصة في الثروات المالية في العالم ، كان عدد الأثرياء الذين يملكون أكثر من مليون دولار عام 2000 هو 72 مليون شخص ، 220 ألف منهم يعيشون في الشرق العربي ، ذلك أن اللبانيين المغتربين كان لهم 40 مليار دولار أما العرب الآخرون – من غير الخليجيين- فكان عددهم يبلغ 15 ألف ثري بلغ مجموع ثرواتهم 50 مليار دولار بينما بلغ عدد المليونيرات الخليجيين 48 ألف ثري 36 ألف منهم ينتمون إلى السعودية ب 421 مليار دولار والإمارات ب 160 مليار دولار والكويت ب 98 مليار دولار أما البحرينيون والقطريون والعمانيون فقد بلغ عدد أثريائهم 12 ألف يتقاسمون 39 مليار دولار، وتعود أغلب هذه الأموال إلى الأمراء والوزراء وكبار ضباط الجيش، وهي الأموال التي يُعاد تدويرُها في الاقتصاد الغربي الرأسمالي، وحسب جريدة الواشنطن بوست، فإن 40 ألف سعودي يستثمرون بالولايات المتحدة ، ثمانية آلاف منهم ينتمون إلى الأسرة الحاكمة يفتتحون حسابات بسويسرا حيث يتراوح حجم الاستثمارات السعودية بالخارج بين 500 مليار و 1100 مليار دولار، وقدرت سنة 2000 ب 700 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها، هذا يعني، حسب نفس الصحيفة، أن السعوديين يضعون ثلاثة أرباع أرصدتهم في الولايات المتحدة والباقي في أوروبا وآسيا، ومن أشهر المؤسَّسات التي تتلقَّى الأموال السعودية مجموعة كارلايل carlaiel التي كسب فيها المسؤولون الإداريُّون أموالا طائلة وأبرزهم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب الذي يُعَدُّ أكبر مُستشَارِيها، في حين أن إدارتها لا تملُّ من القول بأن ما يُستَثمِرُ من أموال سعودية لا يتعدى 1% من رأسمالها المقدر ب 12.5 مليار دولار في العام 2001، هذه الأموال المهربَّة حرمت الدول النفطية المصدرة للرساميل من بناء قاعدة اقتصادية صلبة، فهي تستورد كل شيء تقريبا : الألبسة والسيارات ومواد التجهيز إضافة إلى المياه الافتراضية التي تأتي من الخارج على شكل حبوب وفواكه، وقد انعكس هذا الوضع على البنية الاجتماعية، ذلك أن مليوني سعودي يعيشون تحت عتبة الفقر 75% من خريجي الجامعات معطَّلون عن العمل، بل إن هذه الكيانات النفطية، تعتمد في تسلُّحها بالكامل على بريطانيا وأمريكا وبدرجة أقل فرنسا، مما يعني أنها تعيش تبعيَّة أمنية وثقافية واقتصادية مطلقة للخارج.
الحـــــــــصيلة :
لهذا ، نستطيع أن نخرج بخلاصات حول النتائج المباشرة لعمل الشركات العملاقة في الدول السائرة في طريق النمو كما يلي:
تراجع سيادة الدولة أمام الطموح المتزايد للاحتكارات من أجل تحقيق ربح أقصى بتكلفة أقل سلاحها في ذلك تكنولوجيا متطورة وتسريح للعمال.
نهب العالم الثالث وعرقلة تطوره عن طريق تمويل النزاعات المسلحة أو عن طريق مراقبة بوساطة المؤسسات الاقتصادية الدولية ، فالمعدل الوسطي لمكافأة رؤوس الاموال يتراوح بين 25% إلى 30% (35) و الأرباح تعود للمركز مما يترك الدول الفقيرة ترزح تحت نير الفقير ونير المؤسسات الدولية التي أدت بزمبابوي مثلا إلى خدمة دينها الخارجي وبالمقابل غادر التلاميذ المدارس وأحجمت الأمهات عن الذهاب إلى المستشفيات نظرا لخفض الإنفاق الحكومي كما باعت الفتيات أجسادهن(36).
الإضرار بالبيئة بتصديرها الصناعات الملوثة كصناعة السيارات بالعالم الثالث.
جلب فائض رأي المال إلى الدول المصنعة على حساب الأمم الفقيرة ، خصوصا إذا علمنا أن اقتصاد الشركات كان ينمو طيلة تسعينيات القرن الماضي بمعدل 10% سنويا فيما الدول الصناعية ينمو اقتصادها ب 4%.
التحكم في الاقتصاد العالمي وفي أسعار المادة الخام لتلافي ارتفاع سعر الفائدة ، فارتفاع إنتاج النفط مثلا يؤدي إلى انخفاض أسعاره و بالتالي تخفيض سعر الفائدة المصرفية ، وكمثال على ذلك ، هدد الرئيس الأمريكي كلينتون الدول المنتجة للنفط باستخدام الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي في أواخر شهر فبراير من العام 2000 لما بلغ سعر البرميل 30 دولارا وقد قررت السعودية والمكسيك و فنزويلا الزيادة في الإنتاج لأن الشركات العملاقة تضررت من رفع سعر الفائدة الذي يؤدي إلى درء خطر التضخم ، لكنه بالمقابل يعيق نمو الاستثمار وقد كلفت إحدى أزمات النفط غانا خسائر بمقدار 280 مليون دولار بينما خسرت دول الخليج خلال 7 أشهر من العام 1998 حوالي 15 مليار دولار إثر انخفاض الأسعار بارتفاع الإنتاج و ذلك حسب أسبوعية المستقل الأسبوعي في عددها الذي يحمل رقم 248، علما أن انخفاض الأسعار كان نتيجة لتدخل الاحتكارات الكبرى في سياسة إنتاج و توزيع النفط على المستوى العالمي.
الاستلاب الثقافي أو الاغتراب ، فالبشر صاروا تحت تخدير وسائل الإعلام التي تنقل القيم الغربية على حساب القيم الوطنية و تدمر الأخلاق عن طريق استعراض جسد المرأة في الإشهار و استغلال المكبوتات الجنسية و المادية و ذلك يؤدي بالإنسان إلى أن يعيش غريبا عن واقعه و مشاكله الحقيقية معتقدا أن الجميع في الغرب يحيون حياة كيرك دوغلاس أو حياة أبطال مسلسل دلاس.
السيطرة على مراكز القرار السياسي ، فرؤساء الدول الصناعية الكبرى يجتمعون سنويا للتباحث حول المشاكل الاقتصادية و يدافعون عن مصالح الشركات الكبرى و غالبا ما يصبحون معهم مدراء الأبناك المركزية قصد اتخاذ الإجراءات الملائمة للحد من المشاكل الاقتصادية و درءا للصراع بين الاحتكارات العملاقة في إطار قمة الدول السبع المصنعة.
إن العالم تحكمه في حقيقة الأمر ديناصورات عملاقة، يجب أن تنقرض.

الهوامـــــــــــــــــش:

3– مظاهر القوة : EXXON و . م . أ 86.6 B.P بريطانيا 50 IRI ايطاليا 50 ONRON و . م . أ 101 5 – الغاية تبرر الوسيلة : 6- الشرور الكبرى : 90% من مصاريفها و 40% من مصانعها تقع في ملك الرساميل الأجنبية ، لهذا علينا ألا نستغرب عندما نعلم أن الدول الغنية لا تفرض قيودا صارمة على الحسابات السرية في أبناكها أو تفرض شفافية الأرصدة المالية لأن القروض المهربة من دول الجنوب تعود لتدور في فلك الاقتصاد الرأسمالي و تزيد هذه العملية الدول المقترضة فقرا إلى أن تضطر إلى بيع مؤسساتها الاقتصادية إلى شركات أجنبية عملاقة بأثمان بخسة، و النتيجة أن 90% من الاستثمارات الخارجية المباشرة في الدول النامية هي نتيجة لاندماج المقاولات الوطنية في الشركات الكبرى و كمثال على ذلك ، اشترت شركة فيفاندي الفرنسية 35% من أسهم المؤسسة اتصالات المغرب ب11 مليار درهم (1.1 مليار أورو) و هي الصفقة التي اعتبرها خبراء مغاربة مجحفة في حق شركة اتصالات المغرب التي يملك فيها الجنرال حسني بن سليمان ، قائد الدرك الملكي أسهما بقيمة 50 مليون أورو، ومما يساعد الحكام في دول الجنوب على نهب ثروات بلدانهم عدم استقلالية القضاء و فساده حيث لا يساعد هذا الواقع على محاسبة المرتشين و الناهبين للأموال العمومية لتنقض الذئاب الأجنبية بكل شراهة على المؤسسات الاقتصادية بأثمان تقل عن سعرها الحقيقي ، و في سنة 2022 اشترط صندوق النقد الدولي على إندنوسيا التخلي عن برنامجها الخاص لدعم و تطوير صناعة الطائرات المدنية مقابل منحها القروض التي تحتاج إليها ، و السبب بسيط وواضح ، فإندنوسيا بلد شاسع يمتد على مساحة 2 مليون كيلو2 مربع و يضم هذا الأرخبيل 13000 جزيرة معظمها غير مأهول، و يبلغ طول هذا الأرخبيل 2500 كلم ، و هذا ما يجعل البلد في حاجة ماسة إلى النقل الجوي للربط بين أجزائه المترامية و تطوير صناعة الطائرات الصغيرة و المتوسطة و هذا ما يهدد شركتي بوينغ لوكهد الأمريكية و إيرباص الأوروبية في المنظور الاستراتيجي، لأن من شأن تطور صناعة الطائرات المدنية الإندنوسية أن يزاحم هذين العملاقتين في الأسواق العالمية الخاصة بصناعة الطائرات المدنية. 8 – انعكاسات … خطيرة … كارثية: 1- جزيرة ألمان و تقع في بحر إيرلندة تابعة للتاج البريطاني مساحتها 570 كلم2 و سكانها 66 ألف نسمة . 2 – الجزرالأنكولونورمادية marnnel island تقع في بحر المانش تابعة للتاج البريطاني . 3 – إمارتا موناكو لنشنتاين –أندرو. 4 – الكاريبي باهاماس. 5 – دبي . 1 – د حسن عنبري ، محاضرات في العلاقات الدولية ص 81 ، الموسم الجامعي 96-97. 2 – الإمبريالية pierre de serraglans – Philippe baraillard ص 13 ترجمة عيسى عصفور ، سلسلة زدني علما ، منشورات عويدات ، طبعة 1982 بيروت. 4 – المرجع السابق ص 100. 5 – إنها ثالث مجموعة لصناعة الصلب باليابان ، المستقل الأسبوعي عدد 248. 6 – محاضرات في العلاقات الدولية ، ص 51. 7 – المستقبل الأسبوعي ، عدد 253. 8 – يفوق احتياطي كل من اندونيسيا و نيجريا. 9 – المستقل الأسبوعي عدد 240. 10 – ذاكرة ملك ، ص 76 الطبعة الثانية 1993، طبعة الشرق الأوسط. 11 – الإمبريالية ، ص 135. 12 – المستقل الأسبوعي ، عدد 240. 13 – محاضرات في العلاقات الدولية ص 96. 14 – المستقل الأسبوعي ، عدد 240 . 15 – محاضرات في العلاقات الدولية ، ص 88. 16 – قصة المفاوضات السرية بين واشنطن و طالبان- بيير أبراموفيتيشي، النسخة العربية من لوموند ديبلوماتيك، ملحق الصحيفة الأسبوعية، ص6 / يناير 2022. 18 – الإمبريالية ، ص 117. 19 – المستقل الأسبوعي ، عدد 229. 20 – دولارات الرعب،les dollard de la terreur ريتشارد لابوفيير، تعريب: عبد الكريم الأمراني عدد308 سنة 1999. 21 – انهيار نموذج صندوق النقد الدولي، كارلوس غابيتا، النسخة العربية من لوموند ديبلوماتيك، ملحق الصحيفة، عدد يناير2002 ص 2. 22 – يفوق سعر الكهرباء الذي تزود به شركة LIDIK المواطنين بالبيضاء 30% سعر ثمن الكهرباء الذي تزود به الوكالات المحلية المواطنين ، كما أن سعر الماء حسب تسعيرة LIDIK يفوق 40% سعر الوكالات المحلية كما أن هذه الشركة قد قامت بتسريح مئات العاملين و تركتهم للبطالة ، أنظر جريدة الاتحاد الاشتراكي عدد 6035 الصادرة يوم 18 فبراير 2000 ص 9. 23 – بلغ 41000 مليار دولار حسب المستقل الأسبوعي ، عدد 252. 24 – فخ العولمة ، ص 134-135 سلسلة عالم المعرفة عدد 238 ترجمة د.عدنان عباس و د. رمزي زكي. 25 – فخ العولمة ، ص 229-230. 26 – عبد الهادي بوطالب، العالم ليس سلعة : في نقد العولمة، منشورات الزمن، الكتاب 26 ماي2001، ص50. 27 – الأحداث المغربية ، ص 2 عدد 26 غشت 1999. 28 – النظام العالمي الاقتصادي الجديد ، ص 12-13، فلنتين اشتينين ، ترجمة د.شهرت العالم ط 1988. 29 – جريدة “العلم” المغربية ، عدد18 / ماي 2022. 31 – المرجع السابق ، ص 11. 32 – الإمبريالية ص 125. 33 – فخ العولمة ، ص 70. 34 – دولارات الرعب les dollard de la terreur للصحفي Richard labreviére، تعريب عبد الكريم الأمراني، يومية الأحداث المغربية عدد15/ غشت1999. 35 – Pierre jallè ، الإمبريالية و نهب العالم الثالث ،ص 70. 36 – الأحداث المغربية عدد 6 غشت 1999م . 2- الشركات الكبرى … النشأة و التطور : GENERAL MOTORS و . م . أ 127 TOYOTA اليابان 60 4- السياسة و المال : 17 – بيير أبراموفيتشي – المرجع السابق. 30 – فخ العولمة ، ص 85.
منقوووووول
قام بالبحث الأستاذ: صخر المهيف




التصنيفات
العلوم الإقتصادية

المزيج التسويقي

المزيج التسويقي


الونشريس

المزيــــج التسويقـــي:

أولا: المزيج التسويقي السلعي (تسويق السلع).

(1): السلعــــة.
يمكن تعريف السلعة على أنها مجموعة من المنافع التي يحصل عليها المستهلك لإشباع احتياجاته و هذه المنافع تشمل المنافع المادية مثل الخصائص المكونة للسلعة و المنافع النفسية التي يحصل عليها المستهلك نتيجة لاقتنائه السلعة مثل المركز الاجتماعي أو حب التفاخر أو التسلية. و هكذا و بالتالي يجب على مدير التسويق إنتاج السلع التي تشبع هذه المنافع و إدخال التحسينات المستمرة على السلعة بغرض مقابلة احتياجات المستهلك المتغيرة و المتجددة.
و هناك العديد من القرارات الخاصة بتخطيط السلعة و ذلك على النحو التالي:
-تحديد جودة السلعة (أو مجموعة السلع) المقدمة للمستهلك.
-تحديد الأشكال و الأحجام التي ستقدم بها السلعة.
-تحديد الاسم التجاري للسلعة بحيث يلقى قبول المستهلك و الشعار المستخدم.
-تحديد الخدمات المصاحبة لتقديم السلعة و سياسات الضمان.
– تحديد البيانات المكتوبة على غلاف السلعة.
-شكل الغلاف المقدم فيه السلعة و الألوان.
-تحديد برامج المنتجات الجديدة و البحوث و التنمية.
(2): التسعيـــر.
يرتبط تحديد سعر السلعة إلى حد كبير بجودتها و قدرتها على الأداء، و لتحديد السعر أهمية بالغة على ربحية الشركة و قدرتها على الاستمرار و على عناصر المزيج التسويقي الأخرى.
فعلى سبيل المثال فإن السعر المرتفع يجب أن يكون له مبرراته فيما يتعلق بالجودة أو الخدمات أو الاسم التجاري و يجب أن يدعمه حملات إعلانية مكثفة لإقناع المستهلك بتمييز منتجات الشركة عن منتجات المنافسين.
و كذلك الحال فإن الخصومات التي تمنح للموزعين لها أثرها المباشر على استعداد و رغبة الموزع في تنشيط و توزيع سلع الشركة و هكذا.
و من القرارات الهامة التي يجب على مدير التسويق اتخاذها في مجال التسعير ما يلي:
-تحديد السعر الأساسي للسلعة.
-تحديد الخصومات التي تمنح للموزعين.
-تحديد أسعار الخدمات و الضمان للسلعة.
-تحديد شروط النقل.
-تحديد شروط الائتمان في حالة قيام الشركة باتباع هذه السياسة.
(3): الترويـــج.
تتعدد الأشكال التي يمكن للشركة استخدامها في مجال الترويج و يعتبر الإعلان و جهود البيع الشخصي الشكلان الرئيسيان للترويج، و بجانب ذلك هناك بعض الأدوات الأخرى التي تلعب دورا مكملا مثل تنشيط المبيعات (عن طريق المعارض، العينات المجانية و الهدايا) و النشر غير مدفوع القيمة في وسائل الإعلان المختلفة عن نشاط الشركة و إسهاماتها.
و هناك العديد من القرارات الهامة في مجال الترويج و ذلك على النحو التالي:
-الإعلان: و يضم تحديد مستوى استخدام الإعلان و أهميته بالنسبة للشركة، تحديد الرسالة الإعلانية الموجهة للمستهلكين، تحديد الوسائل الإعلانية المستخدمة و تحديد ميزانية الإعلان و توزيعها على الوسائل الإعلانية المختلفة.
-البيع الشخصي: و يضم تحديد حدود استخدام البيع الشخصي و أساليبه المختلفة، تنظيم و اختيار القوى البيعية و تحديد حجمهم، تحديد مكافأة رجال البيع و تدريب و تقييم رجال البيع و مراقبة أعمالهم.

(4): التوزيـــع.
يمثل التوزيع مكانة هامة داخل المزيج التسويقي حيث أن أي سلعة متميزة و مبتكرة و تباع بسعر مناسب لا تعني شيء للمستهلك إلا إذا كانت متاحة له في المكان و الوقت المناسبين، و لهذا يمكن القول أن التوزيع يقوم بتحقيق كل من المنفعة المكانية و الزمانية للسلعة.
و تتمثل القرارات الخاصة بالتوزيع في الآتي:
-سياسات التوزيع من حيث التوزيع المباشر أو غير المباشر.
-تحديد درجة التوزيع المستخدمة.
-تحديد البرامج التي تضمن تعاون الوسطاء و تنمية العلاقات معهم.
-تحديد قرارات النقل و التخزين.

ثانيا: المزيج التسويقي الخدمي (تسويق الخدمات).

تختلف عناصر المزيج التسويقي قي تسويق الخدمات عن عناصر المزيج التسويقي في تسويق السلع، و ذلك لأن تسويق الخدمات أصعب من تسويق السلع و يتصف بكونه معقد أيضا.
فنجد العناصر التالية:

(1): الخدمـــــة.
(2): التسعيـــر.
(3): الترويـــج.
(4): التوزيــــع.

و هي نفس العناصر التي تم التطرق إليها في المطلب السابق، و العناصر الثلاثة الأخرى هي الأهم و هي الشعب، العملية، و الإثبات المادي.
و هذه العناصر تطورت في الولايات المتحدة الأمريكية من طرف أبو التسويق (Philip Kotler) و كذا الجمعية الأمريكية للتسويق (خاصة في مجال تسويق الخدمات).
و سوف ندرج شرح هذه العناصر باللغة الإنجليزية حتى نحافظ على دقة المعلومات.

(5): الشعب (People) .
[justify]
An essential ingredient to any service provision is the use of appropriate staff and people. Recruiting the right staff and training them appropriately in the delivery of their service is essential if the organisation wants to obtain a form of competitive advantage. Consumers make judgements and deliver perceptions of the service based on the employees they interact with. Staff should have the appropriate interpersonal skills, aptititude, and service knowledge to provide the service that consumers are paying for. Many British organisations aim to apply for the Investors In People accreditation, which tells consumers that staff are taken care off by the company and they are trained to certain standards.

(6): العملية (Process) .
Refers to the systems used to assist the organisation in delivering the service. Imagine you walk into Burger King and you order a Whopper Meal and you get it delivered within 2 minutes. What was the process that allowed you to obtain an efficient service delivery? Banks that send out Credit CardsRefers to the systems used to assist the organisation in delivering the service. Imagine you walk into Burger King and you order a Whopper Meal and you get it delivered within 2 minutes. What was the process that allowed you to obtain an efficient service delivery? Banks that send out Credit Cards automatically when their customers old one has expired again require an efficient process to identify expiry dates and renewal. An efficient service that replaces old credit cards will foster consumer loyalty and confidence in the company.




التصنيفات
العلوم الإقتصادية

الرسم على القيمة المضافة tva

الرسم على القيمة المضافة tva


الونشريس

الرسم على القيمة المضافة tva
أسس الرسم على القيمة المضافة في الجزائر بموجب قانون المالية لسنة 1991، بالمقابل ألغي النظام السابق المتشكل من الرسم الوحيد الإجمالي على الإنتاج( tugp ) ، و الرسم الوحيد الإجمالي على تأدية الخدمات( tugps ) و ذلك نتيجة المشاكل التي شهدها هذا النظام من حيث تعقده، و عدم ملائمته مع الإصلاحات التي شهدها الاقتصاد الوطني.
1. : تعريف وخصائص الرسم على القيمة المضافة tva
1
التعريف :
قبل أن نعرف الرسم على القيمة المضافة نعرف أولا القيمة المضافة.
القيمة المضافة تمثل بشكل عام الفرق بين إنتاج المؤسسة و الاستهلاكات الوسطية من أجل هذا الإنتاج و المتحصل عليها من المؤسسات الأخرى.
يعتبر الرسم على القيمة المضافة من الضرائب الغير مباشر تم تطبيقها في الجزائرسنة 1992، و هي متعلقة بكل العمليات ذات الطابع الصناعي و التجاري و الخدمي.

1-2 خصائص الرسم على القيمة المضافة:

ضريبة حقيقية
:

تخص استعمال المداخيل أي المصاريف أو الاستهلاك النهائي للسلع و الخدمات.
ضريبة غير مباشرة:يتحملها المستهلك النهائي و لا يدفعها مباشرة إلى الخزينة.


ضريبة متعلقة بالقيمة
:

تحسب على أساس قيمة المنتوج بغض النظر عن طبيعة المنتوج و كميته و نوعيته.

2.العمليات الخاضعة للرسم على القيمة المضافة :
يشكل مجال تطبيق الرسم على القيمة المضافة على العمليات و الأشخاص الخاضعين لها.
بالنسبة للعمليات الخاضعة لها، هناك نوعين وجوبا و اختيارا.
1.2 .
العمليات الخاضعة وجوبا
2-1-
أ المتعلقة بالأملاك المنقولة:
المبيعات التي يقوم بها المنتجون.
العمليات المنجزة وفقا لشروط البيع بالجملة من قبل التجار المستوردين.
البيع بالجملة.
تجار المجوهرات و الأحجار الكريمة و التحف الفنية الأصلية.
عملية البيع المتعلقة بالكحول و الخمور.

2-1-ب المتعلقة بالأملاك العقارية:
عمليات بيع و تجزئة قطع أرضية التي يقوم بها الملاك.
بيع العقارات أو المحلات التجارية المشتراة من قبل الأشخاص قصد إعادة بيعها.
بناء و بيع مباني في إطار نشاط الترقية العقارية و المساكن الاجتماعية.
العمليات التي يقوم بها الوسطاء في شراء و بيع الأملاك العقارية و المحلات التجارية.

2 -1 – جـ تأدية الخدمات:
عمليات نقل الأشخاص و البضائع.
بيع منتجات الاستهلاك الفوري
" السلع الغذائية و المشروبات.
العمليات التي تنجزها البنوك و شركات التأمين.
العمليات المتعلقة بالهاتف و التلكس.
العمليات بين الوحدات لنفس المنشاة و كذا المهن الحرة باستثناء الطب و البيطرة.

2 العمليات الخاضعة اختياريا:
عمليات خاصة بالتصدير.
الشركات البترولية.
المؤسسات التي تتمتع بنظام المشتريات بالإعفاء.

3.الإعفاءات:يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
المنتوجات ذات الاستهلاك الواسع مثل الخبز، الحليب… الخ
السيارات السياحية المقتناة من طرف معطوبي حرب التحرير و أبناء الشهداء المعوقين، و كذا السيارات المهيأة و المقتناة من طرف مدنيين مصابين بالشلل.
جميع الوسائل و التجهيزات المخصصة للعاجزين.
عقود تأمين الأشخاص على الوجه الذي حدده التشريع المتعلق بالتأمينات و كذا إعادة التأمين.
العمليات المنجزة من قبل بنك الجزائر و كذا القروض البنكية الممنوحة للعائلات و ذلك من أجل اقتناء أو بناء مساكن فردية.
العمليات المنجزة من قبل بنك الجزائر و المتعلقة مباشرة بوظيفة إصدار النقود.

4. تحديد وعاء الرسم على القيمة المضافة و كيفية دفع و تحصيلها:
1.4 تحديد وعاء الرسم على القيمة المضافة:
إن وعاء الرسم على القيمة المضافة عبارة عن المبلغ الذي يطبق عليه معدل الضريبة، و هو عبارة على رقم الأعمال
( أي المبيعات المحققة ) الذي يتحدد بثمن البضائع أو الأشغال أو الخدمات المقدمة بما فيها كل المصاريف و الحقوق و الرسوم ، باستثناء الرسم على القيمة المضافة ذاتها، و هو ما يعرف برقم الأعمال خارج الرسم ( caht ).
هذا الأخير يتحدد حسب طبيعة العمليات المحققة و يتضح ذلك كما يلي:
بالنسبة لعمليات تبادل البضائع أو المواد الخاضعة لرسم من قيمة المواد أو البضائع المسلمة مقابل تلك المسلمة بزيادة معدل الفرق عند الاقتصاد.
بالنسبة لعمليات البيع من المبلغ الإجمالي للمنتجات.

2.4 – كيفية دفع و تحصيل الرسم على القيمة المضافة:
4-2-1 دفع الرسم على القيمة المضافة:
لقد حدد المشرع أربعة أنظمة لدفع الرسم على القيمة المضافة:

النظام العام:
على كل شخص يقوم بعمليات خاضعة للرسم على القيمة المضافة أن يقدم أو يرسل إلى قابض الضرائب المختلفة المؤهلة لهذا الغرض قبل العشرين من كل شهر بيانا يشير فيه إلى مبلغ الأعمال المنجزة خلال الشهر السابق من جهة و إلى تفاصيل هذه العمليات القابلة لفرض الضريبة عليها من جهة أخرى، و أن يدفع في الوقت نفسه الرسم المستحق على أساس هذا البيان.

النظام الإقطاعي من المصدر:
يقتطع لحساب الخزينة، الرسم على القيمة المضافة القابل للاستحقاق على العمليات التي ينجزها الأشخاص الطبيعيين أو المعنويين الذين لا يتوفرون على المحلات بالجزائر من قبل الأشخاص أو الشركات أو الهيئات أو الجمعيات التي تدفع المبالغ الخاضعة للضريبة المستحقة عن هذه العمليات ليدفعونها إلى صندوق قابض الضرائب المختلفة الذي يتبع له مقرهم أو مسكنهم خلال خمس عشرة يوما التالية للشهر الذي تمت بصده الاقتطاع.

النظام الجزافي:
يخضع المكلف للنظام الجزافي للحالات التالية:
– بالنسبة لمؤدي الخدمات،- عندما يزيد رقم أعمالهم السنوي عن 000 100 دج و يقل عن مبلغ 000 500 1 دج.



بالنسبة للخاضعين الآخرين عندما يزيد رقم أعمالهم السنوي عن
000 130 دج و يقل عن مبلغ 3000.000 دج.

و يتم دفع ربع (4/1) الرسم المستحق في كل فصل و كآخر أجل اليوم الأخير للفصل المعني.

نظام الأقساط المؤقتة:
تنص المادة
(102) على ما يلي :
يمكن أن يرخص للمدينين بالضريبة اللذين يتوفرون على مؤسسة دائمة و يمارسون نشاطهم منها ستة أشهر على الأقل، بناءا على طلب منهم بدفع الضريبة حسب نظام الأقساط المؤقتة.
يجب أن يقدم الطلب قبل اليوم الأول من شهر فبراير و يعتبر هذا الإختيار صالحا للسنة المالية بأكملها باستثناء حالتي التنازل عن المؤسسة أو التوقف عن النشاط.

4-2-2 – كيفية تحصيل الرسم على القيمة المضافة:
تحصيل القيمة المضافة عند الاستيراد و التصدير.
تنص المادة
"105": يحصل الرسم على القيمة المضافة للاستيراد كما تحصل الرسوم و الحقوق الجمركية.
تنص المادة
"106": على أنه يحصل الرسم على القيمة المضافة عند التصدير كما تحصل الرسوم و الحقوق الجمركية.
تنص المادة "104": بأن الخزينة تتمتع من أجل تحصيل الرسم على القيمة المضافة بامتياز على الأثاث و المنقولات التي يملكها المدينين بالضريبة مهما كان مكان وجودها، و يكون هذا الامتياز على نفس مستوى الإمتياز المحدد بمقتضى أحكام المادة (428) من القانون الضرائبي المباشر و الرسوم المماثلة، و تجري ممارستها في آن واحد، و لا يمكن ممارسة هذا الامتياز بعد فترة مدتها أربع سنوات (04)، إعتبارا من تاريخ إستحقاق الضريبة .
من التعويض.





رد: الرسم على القيمة المضافة tva

شكرا أختي بارك الله فيك وجزاك خيرا ان شاء الله




رد: الرسم على القيمة المضافة tva

لا شكر على واجب نحن كلنا في خدمتكم إن شاء الله وفيك كل البركة

بوركت على المرور الكريم
كلمة شكرك تزيدني عطاء




التصنيفات
العلوم الإقتصادية

اتفاقيات لاهاى بشأن البيع الدولى

اتفاقيات لاهاى بشأن البيع الدولى


الونشريس

اتفاقيات لاهاى بشأن البيع الدولى
بدأ التفكير أولا فى توحيد القاعدة التى تقرر أى القوانين الوطنية يكون واجب التطبيق على عقود البيع الدولى عندما يثور النزاع بين أطراف هذه العقود ، وأسفرت الجهود التى بذلت فى هذا الصدد عن إبرام اتفاقية لاهاى فى 15 يونيو سنة 1955 بشأن تحديد القانون الواجب التطبيق على عقود البيع الدولى للبضائع (4) واحتوت هذه الاتفاقية على القواعد الآتية :
(أ) يطبق على عقد البيع الدولى القانون الوطنى الذى يعينه الطرفان .
(ب) إن لم يتم هذا التعيين ، فيطبق القانون الوطنى للدولة التى يكون فيها للبائع محل إقامة معتاد .
( جـ) يرد على القاعدة السابقة استثناءان :-
1 إذا تلقى البائع الأمر بالشراء بواسطة فرع له فى إحدى الدول ، فإن القانون الواجب التطبيق يكون قانون الدولة التى يوجد فيها هذا الفرع .
2 إذا تلقى البائع أو وكيله الأمر بالشراء فى الدولة التى يوجد فيها المشترى ، فإن قانون الدولة التى يتخذ فيها المشترى محل إقامته العادية ، يكون الواجب التطبيق .
على أن توحيد قاعدة تحديد القانون الواجب التطبيق على البيوع الدولية لم تؤد إلى توحيد القواعد الموضوعية لهذه البيوع .
ولمس المجتمع الدولى ضرورة توحيد هذه القواعد ، لذلك اهتم معهد روما لتوحيد القانون الخاص بهذا الأمر ووضع الفقيه الألمانى أرنست رابل مشروعين لقانونين موحدين للبيوع الدولية ، وبعد ثلاثين عاما من الإعداد لهذين القانونين ، أقرهما مؤتمر عقد فى لاهاى فى 25 أبريل سنة 1964 . ويعتبر القانون الأول قانونا موحداً للبيوع ويطلق على الثانى القانون الموحد لتكوين عقد البيع الدولى للبضائع (5) .
ويهدف القانون الموحد للبيوع الدولية إلى توحيد القواعد الموضوعية لهذه البيوع. وبالإضافة إلى قواعده العامة ، فإن هذا القانون ينقسم إلى أقسام أربعة ، التزامات المشترى ، والتزامات البائع ، ونصوص مشتركة تعالج التزامات كل من البائع والمشترى ، وانتقال المخاطر . أما القانون الثانى الخاص بتكوين العقد ، فيعتبر مكملاً للأول ، وبالرغم من وصفه بأنه يتعلق بتكوين عقد البيع ، فإنه لا يتناول كل أركان العقد وإنما يعالج فقط ركن الرضا ، بل انه { صفحة 53 } لا يعالج هذا الركن كاملاً وإنما يتكلم عن الإيجاب والقبول ولم يتعرض لعيوب الرضا ، ولعل السبب فى ذلك يرجع إلى صعوبة التوحيد فى المسائل الأخرى المتعلقة بتكوين العقد مثل أهلية المتعاقدين وعدم مشروعية المحل ، والسبب والغلط والإكراه والتدليس فكلها أمور تتفاوت من دولة إلى أخرى تبعا لتفاوت المعايير الأخلاقية والاجتماعية (6) .
وقد انضمت إلى هاتين الاتفاقيتين كل من المملكة المتحدة وبلجيكا وألمانيا الغربية وإيطاليا وهولندا وجامبيا وسان مارينو ، وأصبحت الاتفاقية سارية فى بعض هذه الدول منذ 18 أغسطس 1972 وفى إيطاليا منذ 23 أغسطس سنة 1972

منقوووووول




التصنيفات
العلوم الإقتصادية

اريد فقط اقتراح اسم لمذكرتي

اريد فقط اقتراح اسم لمذكرتي


الونشريس

ساعدوني من فضلكم في اختيار عنوان امذكرتي فانا طالبة في العلوم الاقتصادية تحديدا تامينات و بنوك
شكرا




رد: اريد فقط اقتراح اسم لمذكرتي

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة besma l algerienne
ساعدوني من فضلكم في اختيار عنوان امذكرتي فانا طالبة في العلوم الاقتصادية تحديدا تامينات و بنوك
شكرا

إليك بعض العناوين للمذكرات ان شاء الله تفيدك

ـ أهمية ودور النظام التأمين على الودائع مع إشارة إلى حالة الجزائر .
ـ العولمة وأثارها الاقتصادية على المصارف – نظرة شمولية –
ـ دراسة ظاهرة تبييض الأموال عبر البنوك ( تحليل الظاهرة في البنوك الجزائرية ).
ـ تحديات العولمة المالية للمصارف العربية واستراتيجيات مواجهتها مع الإشارة إلى القطاع المصرفي الجزائري .
ـ الصيرفة الإلكترونية كمدخل لعصرنة المصارف الجزائرية .
ـ الوظيفة المالية في المؤسسة الاقتصادية
ـ قياس وتسيير خطر سعر الفائدة
ـ التعاون الاقتصادي الدولي ومستقبل التنمية العربية
ـ إشكالية الخوصصة في الجزائر
ـ أهمية الضرائب والرسوم الجمركية في الاقتصاد الوطن
ـ عولمة الأسواق العالمية واقع وأفاق السوق المالية ( دراسة حالة الجزائر).
ـ أثار السياسة المالية والنقدية على تأهيل المؤسسة .
ـ التجارة الإلكترونية -دراسة حالة الجزائر-
ـ الأوراق و تأثيره على التجارة الخارجية BEA
ـ التمويل البنكي
ـ واقع التجارة الإلكترونية في الجزائر
ـ المديونية الخارجية الجزائرية.
ـ الجزائر و الشراكة الاورو متوسطية
ـ اثر الشراكة الاورو متوسطية على الاقتصاد الجزائري
ـ تقييم السياسات المضادة للتضخم في الجزائر
ـ دور السوق المالي في تمويل الاقتصاد
ـ الاستثمار المباشر الأجنبي في الجزائر
ـ البورصة في الجزائر
ـ تسيير خطر سعر الصرف
ـ أثار النفقات العامة على الاقتصاد الجزائري
ـ أثر تخفيض القيمة الخارجية للعملة الجزائرية على الميزان التجاري
ـ أهمية الضرائب و الرسوم الجمركية في الاقتصاد الوطني
ـ الشراكة الأوروبية الجزائرية و آثارها على جلب الاستثمار الأجنبي
ـ العولمة المالية و آثارها على الاقتصاد الجزائري
ـ الاورو و على الاقتصاد العربي
ـ دور البنوك و الأسواق المالية
ـ المؤسسات المالية الدولية و دورها في توجيه الاقتصاد الجزائري
ـ دراسة تقنيات سعر الصرف علي بعض المتغيرات الاقتصادية الكليةmodel IS-L-BP
ـ دراسة تسيير خطر سعر الصرف ? حالة الجزائر
ـ دور سعر الصرف في تعديل ميزان المدفوعات ? دراسة حالة الجزائر
ـ السياسة النقدية و المالية في ظل الإصلاحات الاقتصادية
ـ الشراكة مع الاتحاد الأوروبي و أثرها على الاقتصاد الوطني
ـ سلوك بعض المتغيرات الاقتصادية الكلية نتيجة تغير سعر الصرف
ـ دراسة العلاقة السببية بين المتغيرات: سعر الصرف. معدل الفائدة. معدل التضخم
ـ دور الضرائب في الاستثمار الأجنبي
ـ ظاهرة تبييض الأموال عن طريق البنك
ـ بورصة الأوراق المالية بين النظرية و التطبيق مع الإشارة إلى بورصة الجزائر
ـ مستقبل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في ظل الشراكة الاورو متوسطة
ـ السوق المالي دراسة وضعية
ـ التوازنات الخارجية والوضعية النقدية في الجزائر
ـ تقنيات البنكية المستعملة في التجارة الخارجية .
ـ الإصلاحات الحديثة للنظام المصرفي الجزائري في إطار قانون النقد والقرض .
ـ تطور الجهاز المصرفي الجزائري ودور البنك المركزي في تسيير النقد والقرض .
ـ دراسة المخاطر المالية دراسة وتسير خطر القروض باستعمال طريقة القرض التنقيطي .
ـ دور البنك المركزي في ترشيد الاستثمارات .
ـ آليات عمل النظام البنكي الجزائري في إطار قانون النقد والقرض .
ـ الوساطة المالية و دورها في تشجيع الاستثمار في الجزائر .
ـ دور التحليل المالي في عملية اتخاذ قرار منح القرض لدى البنك.
ـ السياسة النقدية وأثرها على سيولة البنوك التجارية.
ـ أثر استقلالية البنك المركزي على فعالية السياسة النقدية .
ـ استقلالية البنوك المركزية في تسيير الكتلة النقدية .
ـ تأهيل النظام البنكي الجزائري في ظل التطورات العالمية المالية .
ـ عمل البنوك وأداء الخدمات المصرفية في ظل العولمة الاقتصادية أو المالية.
ـ هيكل النظام البنكي الجزائري على ضوء الإصلاحات .
ـ القروض البنكية في مجال تمويل الاستثمارات .
ـ دراسة مالية و اقتصادية لقرض استثماري .
ـ تقنيات البنكية في مجال منح القروض .
ـ النظام المصرفي في الجزائر و ضعف تمويل الاستثمار .
ـ القروض البنكية في مجال تمويل الاستثمارات .
ـ دور التحليل المالي في منح القروض .
ـ تحصيل الجباية في البنوك التجارية .
ـ سياسة الإقراض في ظل التحولات الاقتصادية الجديدة في الجزائر.
ـ العولمة الاقتصادية وتأثيرها على النظام المصرفي في الجزائر.
ـ ازدواجية تمويل الواردات بالجزائر : بين تقنيات الدفع وسبل الغش .
ـ تطور البنوك الجزائرية واقع وتحديات .
ـ نظرة عامة حول النظام البنكي الجزائري .
ـ عمليات الصرف وتمويل التجارة الخارجية .
ـ طرق تمويل التجارة الخارجية .
ـ القروض الموجهة لتمويل نشاطات الاستثمار.
ـ القروض الموجهة لتمويل نشاطات الاستغلال.
ـ التمويل البنكي للاستثمارات المؤسسة قروض الاستثمار
ـ الأزمات المالية والنقدية العالمية وتأثيرها في السوق المصرفية الحديثة .
ـ التمويل البنكي للمشاريع المصغرة
ـ فرص الاستثمار في السوق المالية الجزائرية
– الجهاز المصرفي في ظل الإصلاحات الاقتصادية : دراسة علاقة تمويل .
– تقييم خطر القرض في بنك تجاري
– إدارة القروض المصرفية من خلال التحكم في خطر عدم التسديد
– تقنيات التمويل و التسوية في التجارة الخارجية
– النظام المصرفي الجزائري ومشاكل تمويل التجارة الخارجية
– واقع الاقتراض المصرفي للمؤسسات العمومية الاقتصادية الجزائرية
– المراجعة في قطاع البنوك مع دراسة حالة الجزائر
– الاعتماد المستندي أداة مصرفية وقرض .
– الاعتماد المستندي أداة وضمان لتمويل التجارة الخارجية .
– دور البنوك في تمويل التجارة الخارجية حالة الصادرات .
– تأثير سعر الصرف على العمليات التجارة الخارجية .
– دور البنوك المركزية المستقلة في التنمية الاقتصادية .
– مدى إتباع البنوك التجارية للسياسات التسويقية
– التسويق المصرفي في مجال القروض
– إعادة تمويل البنوك التجارية.
– سياسة التمويل الحديث للمشاريع الاستثمارية .
– دور البنوك في خلق الكتلة النقدية .
– مستلزمات تنميط المخطط المحاسبي البنكي الجزائري وفقا للمعايير المحاسبية الدولية .
– العلاقة بين المؤسسة و البنك : محاولة تقسيم الأداء في ظل إصلاح المنظومة المصرفية الجزائرية
– مخاطر القروض البنكية وكيفية الحد منها .
– التامين ودوره في تنمية الاقتصاد الوطني .
– إجراءات منح القرض المصغر في البنوك التجارية .
– بنك الجزائر ودوره في تسيير العملة الصعبة.
– المعاملات البنكية في البنوك التجارية والإسلامية .
– قروض الاستهلاك وتقييم شروطها في البنوك التجارية




رد: اريد فقط اقتراح اسم لمذكرتي

استراتيجية التامين في الجزائر في ظل عقد تامين السيارات
مع دراسة حالة ……….




رد: اريد فقط اقتراح اسم لمذكرتي

الاستثمار في البنوك الاسلامية
دراسة حالة بنك البركة




رد: اريد فقط اقتراح اسم لمذكرتي

القروض والبنوك الاسلامية




رد: اريد فقط اقتراح اسم لمذكرتي

وفقك الله في عملك واذا اخترت اي موضوع
يمكنك طلب المساعدة مني دون اي احراج




رد: اريد فقط اقتراح اسم لمذكرتي

انعكاسات العولمة على تطور النظام المصرفي في الجزائر




رد: اريد فقط اقتراح اسم لمذكرتي

الازمة المالية العالمية وانعكاساتها على الدول النامية
دراسة حالة الجزائر




رد: اريد فقط اقتراح اسم لمذكرتي

السلام عليكم اريد المساعدة في موضوع التامين المصرفي وشكرا




التصنيفات
العلوم الإقتصادية

مخاطر الاستثمار

مخاطر الاستثمار


الونشريس

مخاطر الاستثمار
“إن القدرة على فهم المعادلات الرياضية، وكشف التلاعب في الأرقام وتحديد المفاهيم الأساسية، يعزز من قدرة الشخص على التعامل مع أكثر الحالات غموضاً، ونوعية العلاقات التي تهيمن على أعمالنا اليومية لاتخاذ القرارات المالية.” الآن غرينسبان
عندما يقوم المستثمر بعملية الاستثمار، فإنه سيواجه درجة معينة من المخاطرة مقابل توقعه الحصول على عائد معقول، لذلك تعتبر المخاطرة عنصراً هاماً يجب أخذه بعين الاعتبار عند اتخاذ أي قرار استثماري. وترتبط المخاطرة باحتمال وقـوع الخسائر، فكلما زاد احتمال وقوع الخسارة كلما كان الاستثمار أكـثر خطورة والعكس بالعكس. أما العائد على الاستـثمار فهو بمثابة المقابل الذي يتوقعه المستثمر مقابل الأموال التي يدفعها من أجل حيازة أداة الاستثمار أو مقابل تخليه عن منفعة حالية على أمل الحصول على منفعة أكبر في المستقبل. ونتيجة لهذه العلاقة الطردية بين العائد المتوقع ودرجة المخاطرة، فإن جميع المستثمرين يسعون لتحقيق أعلى عائد عند مستوى معين من المخاطر أو تخفيض المخاطر إلى أدنى مستوى ممكن عند مستوى معين من العائد.
وهناك أكثر من تعريف لمخاطر الاستثمار منها احتمال فشل المستـثمر في تحقيق العائد المتوقع على الاستـثمار، ومنها عدم التأكد من التدفقات النقدية المستقبلية المتأتية منه، وكذلك درجة التذبذب في العائد المتوقع أو درجة اختلاف العائد الفعلي قياساً بالمتوقع.

إدارة المخاطر

وتتناول إدارة المخاطر العلاقة بين العائد المطلوب على الاستثمار وبين المخاطر التي تصاحب هذا الاستثمار، وذلك بقصد توظيف هذه العلاقة بما يؤدي إلى تعظيم قيمة ذلك الاستثمار من وجهة نظر أصحابه. وبشكل عام، يمكن توضيح ما يعنيه مصطلح إدارة المخاطر من خلال مراجعة بعض التعريفات، كما يلي :
عرف (Erik,B.,1993) إدارة الخطر على أنها “إدارة الأحداث التي لا يمكن التنبؤ بها، والتي قد يترتب عليها خسائر محتملة الحدوث إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب.” وأوضح أن عملية إدارة الخطر تتضمن ثلاث مراحل أساسية، هي: تعريف الخطر، وقياس الخطر، وإدارة الخطر. كما أوضح أن مرحلة إدارة الخطر يمكن أن تتبع أحد ثلاث استراتيجيات، هي: الاحتفاظ بالخطر، أو تخفيض الخطر، أو تحويل الخطر.
ويرى(Williams, Smith, & Young,1995) أن إدارة المخاطر تتضمن القيام بالأنشطة الخاصة بتحديد المخاطر التي تتعرض لها الشركة، وقياسها، والتعامل مع مسبباتها، والآثار المترتبة عليها. وأن الغرض الرئيسي لإدارة المخاطر يتمثل في تمكين الشركة من التطور وتحقيق أهدافها بشكل أكثر فعالية وكفاءة.
ويشير (Finard,J.B.1996) إلي أن القيام بإدارة المخاطر أصبح ضرورياً لاستمرار الشركة في ظل المنافسة العالمية المعاصرة، وأن إدارة المخاطر المالية بالمنشأة تسعى إلى ثلاثة أهداف رئيسية هي :
1- الوقاية من الخسائر.
2- تعظيم درجة الاستقرار في الأرباح.
3- تخفيض تكلفة إدارة الخسائر المالية المحتملة.
ويرى (Brigham & Houston,1998) أن إدارة المخاطر هي مجموعة من الأنشطة التي تستهدف تخفيض الخسائر المحتملة، وأن هذه الأنشطة تندرج تحت ثلاثة مراحل رئيسية ، هي :
1- تحديد وتعريف المخاطر التي تواجه الشركة.
2- قياس التأثير المحتمل لكل خطر.
3- تحديد كيفية التعامل مع الخطر موضوع الاهتمام.
وينظر (Hamilton,C.R.,1998) إلي إدارة الخطر علي أنها نشاط يمارس بشكل يومي، سواء على مستوى الأفراد أو المنظمات؛ لأن أي قرار ترتبط نتائجه بالمستقبل، وطالما أن المستقبل غير مؤكد فلابد من الاعتماد بشكل ما على مبادئ إدارة المخاطر.
وأوضح(Hamilton) أن إدارة المخاطر تتضمن الأنشطة التالية:
1- تجميع المعلومات عن الأصول الخطرة بالشركة.
2- تحديد التهديدات المتوقعة لكل أصل.
3- تحديد مواطن الخلل الموجودة بالنظام والتي تسمح للتهديد بالتأثير في الأصل.
4- تحديد الخسائر التي يمكن أن تتعرض لها الشركة إذا حدث التهديد المتوقع.
5- تحديد الأدوات البديلة التي يمكن الاعتماد عليها لتخفيض أو تجنب الخسائر المحتملة.
5- تحديد الأدوات التي قررت الشركة الاعتماد عليها في إدارة المخاطر المحتملة.
ويرى (Bozzo,N.L.,1998) أن إدارة المخاطر هي العمليات التي تتضمن تعريف المخاطر التي تواجه الشركة، وتحديد الأثر المالي الذي يمكن أن يحدثه كل خطر بالنسبة للشركة، ثم اتخاذ قرارات مدروسة لتجنب تلك المخاطر، أو تخفيضها، أو تحويلها، أو قبولها كما هي.
ويشير (Penny,C.,1999) إلي أن إدارة المخاطر أصبحت تمثل مجالاً متخصصاً يتضمن المقاييس والإجراءات التي تربط بين كل من العائد والخطر المرتبط به. ويؤكد أن الخطر في حد ذاته لا يمكن تخفيضه بالعمليات الحسابية، وأن المعلومات وبعد النظر تمثل عناصر جوهرية ذات أهمية بالغة في عملية إدارة المخاطر. ويعرف(Penny) إدارة المخاطر المالية على أنها “استخدام أساليب التحليل المالي، وكذلك الأدوات المالية المختلفة من أجل السيطرة على مخاطر معينة وتخفيض آثارها غير المرغوبة على الشركة.” ويرى أنه يمكن تسمية هذه العملية إدارة الخسائر المحتملة.
أما (Borgsdorf & Pliszka,1999) فقد تناولا مفهوم إدارة المخاطر من خلال مناقشة جوانب الشبه وجوانب الاختلاف فيما بين إدارة الخطر وبين المفهوم العام للإدارة. ومن خلال المناقشة قررا أن إدارة المنشأة وإدارة المخاطر المالية بالمنشأة متلازمان، وأنه يصعب تحقق الفعالية في أحدهما دون أن تمارس الأخرى بشكل فعال؛ لأنهما يجب أن يعملا معاً وبشكل متوازي ومتكامل لإنجاز أهداف المنشأة.
وفي هذا الإطار قدم (Borgsdorf & Pliszka)تعريفاً عاماً لإدارة المخاطر على أنها “مجموعة الأنشطة الخاصة بالتخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة لموارد المنظمة من أجل تخفيض الآثار المحتملة للمخاطر التي تتعرض لها تلك الموارد “، وأوضح الكاتبان أنه يمكن إدارة المخاطر بشكل منظم وفعال بالاعتماد على الأنشطة التالية :
1- تحديد الخسائر المحتملة من الخطر موضع الاهتمام.
2- تقييم الأساليب البديلة للتعامل مع الخطر.
3- تطبيق الأساليب المناسبة لمعالجة الخطر.
4- متابعة وتقييم نتائج الأساليب التي تم الاعتماد عليها في إدارة الخطر.
5- تطوير وتعديل أداء وممارسات إدارة المخاطر للتوصل إلى نتائج أفضل.
ويؤكد (Stewart,T.,2000) أن إدارة الخطر لا تعني التخلص منه ؛ لأن التخلص من الخطر يعني – في نفس الوقت – التخلص من العائد المتوقع. أما إدارة المخاطر فإنها تعنى استخدام الأدوات المناسبة لتخفيض الخسائر المحتملة، وهي تستهدف تعظيم القيمة السوقية للعوائد المتوقعة في ضوء درجة المخاطر التي يمكن تحملها، أو المصاحبة لهذه العوائد المتوقعة.
وبمراجعة المفاهيم والتعريفات السابقة، يمكن استخلاص نقطتين أساسيتين ترتكز عليهما الدراسة الحالية، وهما :
1- إن مصطلح ” إدارة المخاطر” يتضمن كافة الأنشطة التي تحاول تغيير شكل العلاقة بين العائد المتوقع ودرجة المخاطرة المرتبطة بتحقيق هذا العائد المتوقع، وذلك بهدف تعظيم قيمة الأصل الذي يتولد عنه هذا العائد .
2- إن النظام لإدارة المخاطر بالشركة يعتمد على ثلاث مراحل رئيسية، هي :
أ‌- تحديد المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الشركة.
ب‌- قياس مستوي الخطر والخسائر المحتملة من حدوثه.
ج‌- استخدام الأدوات المناسبة لتخفيض مستوي الخطر، وتخفيض أو منع حدوث الخسائر المحتملة بسببه.

مفهوم الخطر المالي

ويرى(Williams, Smith, & Young,1995) أن الخطر هو التقلب المحتمل في النواتج، وأن الخطر مفهوم موضوعي، ويمكن قياسه كمياً، وأنه يخلق خسائر محتمله، حيث يمكن أن يترتب على التصرف الذي يصاحبه الخطر مكاسب أو خسائر ولا يمكن التنبؤ بأيهما سوف يحدث فعلاً.
ويرى (Peters,D.,1997) أن الخطر المالي يعني أن هناك فرصة لحدوث خسارة مالية، وأن مصطلح الخطر يستخدم للإشارة إلى التغير الذي يمكن أن يحدث في العوائد المصاحبة لأصل معين.
ويرى (Watsham,T.J.,1998) أن مفهوم الخطر يشير إلي عدم التأكد المحسوب بشكل كمي، وأن الخطر المالي يرتبط بالتغير غير المرغوب في قيمة المتغير المالي.
ويرى (McNamee,D.,2000)أن مفهوم الخطر ما هو إلاَّ أداة تعريفية تساعدنا في التعامل مع الحالات التي لا يمكننا فيها التنبؤ بالمستقبل على وجه اليقين.
وعلى ضوء مدخل خلق القيمة يمكن تعريف الخطر المالي بالشركة على أنه: “الفقد الجزئي أو الكلى المحتمل في قيمة ثروة المساهمين.” ويمكن تحديد المبررات التالية :
1- أنه يرتبط بشكل مباشر بالهدف النهائي للشركة وهو تعظيم ثروة المساهمين.
2- أنه يرتبط مباشرة بالقرارات المالية بالشركة، والتي تمثل المصادر الرئيسية لأجل :
أ‌- توليد التدفقات النقدية بما يحقق أرباحاً اقتصادية، تزيد من قيمة الثروة المستثمرة من قبل المساهمين.
ب‌- إدارة مخاطر التدفقات النقدية بما يحافظ على ثروة المساهمين، دون ضياع العائد المتوقع أو تآكل الثروة.
3- أنه يساعد على تحقيق الربط المباشر بين مفهوم المخاطر المالية بالشركة، وبين أدوات القياس لها، وبين الهدف من إدارتها.

أنواع المخاطر من حيث مصدر الخطر

إن الشركات المعاصرة تواجه مجموعة متنوعة من المخاطر المالية في المجالات الوظيفية المختلفة، وفى جميع أرجاء الشركة، ومن هذه المخاطر ما يلي :
مخاطر الأعمال: وهي المخاطر المرتبطة بالصناعة والمجال الذي تعمل فيه الشركة.
مخاطر التشغيل: وهي المخاطر المرتبطة بالنظم الداخلية بالشركة.
مخاطر الإدارة : وهي المخاطر المرتبطة بالوظائف والممارسات الإدارية.
المخاطر القانونية: وهي المخاطر الناشئة عن الدخول في اتفاقيات تعاقدية مع أطراف أخرى مع عدم التأكد بالوفاء بالالتزامات تجاه هذه الأطراف.
مخاطر الائتمان: وهي المخاطر المرتبطة بفشل الطرف الآخر في الوفاء بالتزاماته.
مخاطر الأسعار: وهي المخاطر المرتبطة بالتحركات غير المرغوبة )صعوداً أو هبوطاً) في الأسعار بالسوق، وهي تنقسم إلى؛ مخاطر سعر الفائدة، مخاطر سعر العملة أو سعر الصرف، مخاطر أسعار السلع، مخاطر الملكية.
مخاطر الأموال: وهي المخاطر الناتجة عن فشل الشركة في الوفاء بأعباء الديون وفقاً للشروط المتفق عليها مع الممولين أو المقرضين.
مخاطر التركيز: وهي المخاطر الناتجة عن تركيز الاستثمارات في قطاع واحد أو عدة قطاعات صغيرة، وتسمى “مخاطر عدم التنويع”.
مخاطر التغطية: وهى المخاطر الناتجة عن الخطأ في التغطية أو الفشل في تحقيق التغطية الكافية للمخاطر التي تتعرض لها الشركة.
المخاطر السياسية: وهي المخاطر الناتجة عن القرارات الحكومية مثل الضرائب،التسعير،الجمارك، التأميم.

أنواع المخاطر من حيث ارتباطها بالشركة

وفقاً لهذا التصنيف، وهو التصنيف الذي تعتمد عليه النماذج الحديثة في نظرية التمويل، يتم تقسيم المخاطر التي تتعرض لها الشركة إلى مجموعتين من المخاطر، هما :
1- مخاطر منتظمة :
وهي المخاطر “العامة” التي تتعرض لها جميع المنشآت بالسوق بصرف النظر عن خصائص المنشأة ـ من حيث النوع أو الحجم أو هيكل الملكية … إلخ ـ وتنشأ هذه المخاطر عن متغيرات لها صفة العمومية، مثل الظروف الاقتصادية أو السياسية، ولذلك يصعب التخلص من هذه المخاطر بالتنويع، ولذا تسمى بالمخاطر التي لا يمكن تجنبها بالتنويع، أو مخاطر السوق. ويشير (Francis, J., 1986) إلى أن الشركات التي تتسم بارتفاع المخاطر المنتظمة لعائد أسهمها، هي تلك الشركات التي تنتج سلعاً أساسية. مثل شركات إنتاج المعدات، وشركات مقاولات إنشاء الطرق والجسور، والشركات التي يتميز هيكلها المالي بارتفاع نسبة الاقتراض، في الوقت الذي تتسم فيه مبيعاتها بالموسمية، مثل شركات الطيران. إضافة إلى الشركات الصغيرة نسبياً التي تنتج سلعاً يحتمل أن تتعرض بسرعة للتقادم، مثل شركات إنتاج الكمبيوتر. ففي مثل هذه المنشآت تكون المبيعات والأرباح وأسعار الأسهم مسايرة للمستوى العام للنشاط الاقتصادي. ومن هنا ترتفع نسبة المخاطر المنتظمة التي تتعرض لها مثل تلك الشركات.

2- مخاطر غير منتظمة :
وهي المخاطر “الخاصة” التي تواجه شركة معينة، نتيجة لخصائص وظروف تلك الشركة. ويمكن تخفيض أو تجنب تلك المخاطر بالاعتماد على إستراتيجية التنويع. ولذلك تسمى أيضا المخاطر التي يمكن تجنبها بالتنويع، أو المخاطر الفريدة حيث أنها تخص شركة معينة. ويشير (Francis,J.,1986) إلى أنه في مقدمة الشركات التي تتسم بانخفاض نسبة المخاطر المنتظمة، وارتفاع نسبة المخاطر غير المنتظمة، تلك الشركات التي تنتج سلع غير معمرة. حيث يكون الارتباط ضعيف بين كل من المبيعات والأرباح وأسعار الأسهم وبين المستوى الاقتصادي العام.

أنواع المخاطر من حيث الميزة التنافسية المعلوماتية

يرى البعض أنه يمكن تقسيم المخاطر التي تواجه الشركة تبعاً للميزة التنافسية المعلوماتية المتوافرة لديها إلى مجموعتين من المخاطر، على النحو التالي :
1- المخاطر المالية :
وهي المخاطر الناشئة عن متغيرات لا تتوافر لدى الشركة عنها ميزة تنافسية معلوماتية، ويجب على الشركة أن تتبع استراتيجيات جيدة لإدارة هذه المخاطر لأجل تغطيتها، أو تجنبها، أو السيطرة عليها. لأن تحمل هذه المخاطر لا يحقق للشركة أية عوائد اقتصادية. وهي مخاطر ليس لها علاقة مباشرة بالنشاط الأساسي للشركة، ولكنها ترتبط بالسوق الذي تعمل فيه الشركة.
2- مخاطر الأعمال :
وهي تلك المخاطر التي يجب على الشركة تحملها لأجل أداء نشاطها الأساسي الذي تعمل فيه، ولابد وأن تمتلك الشركة بعض المزايا التنافسية المعلوماتية بالنسبة للمتغيرات التي تنشأ عنها هذه المخاطر، إذ أن هذه المتغيرات تمثل عناصر أساسية للقيام بنشاط الشركة، وتوليد التدفقات النقدية بها. فضلاً عن أن الشركة تحقق عوائد اقتصادية مقابل تحمل هذه المخاطر.

أدوات إدارة المخاطر

يمكن تحديد ثلاثة استراتيجيات رئيسية لإدارة المخاطر المالية، وهي :
1- إستراتيجية ترك الموقف مفتوح :
ويقصد بذلك الاحتفاظ بمستوي الخطر علي ما هو عليه، ويمكن أن تعتمد الشركة على هذه الإستراتيجية حينما يكون مستوى الخطر منخفض بشكل لا يبرر التكلفة المتوقعة لإدارته، وتندرج تحت هذه الإستراتيجية سياسة قبول الخطر.
2- إستراتيجية تحمل مخاطر محسوبة :
ويقصد بذلك تحديد مستويات الخطر التي يمكن تحملها بالشركة، والتي لا ترغب الشركة في تحمل أكثر منها. ثم اتخاذ كافة التدابير المناسبة لتخفيض المخاطر حتى هذا المستوى المقبول. ويندرج تحت هذه الإستراتيجية سياسات تخفيض الخطر، مثل: التنويع في خطوط منتجات الشركة (هيكل الاستثمار)، والتغيير في مستوى الرافعة التشغيلية تبعا لظروف الشركة (هيكل الاستثمار)، والتغيير في مستوى الرافعة المالية (هيكل التمويل)، واستخدام الأدوات المالية المشتقة للحماية ضد مخاطر الأسعار
.
3- إستراتيجية تغطية كل الخطر :
ويقصد بذلك تحييد مصدر الخطر بالنسبة للشركة، أي تخفيض الخطر إلى الصفر، ويندرج تحت هذه الإستراتيجية سياسات تحويل الخطر مثل: التغطية الكاملة أو التأمين ضد الخطر باستخدام أدوات الهندسة المالية، تحويل الخطر المالي إلى طرف ثالث بواسطة عقود التأمين، والتجنب التام للأنشطة التي ينشأ عنها الخطر. وقد تستخدم عمليات إعادة الهيكلة – بشكل خاص – لأجل إنقاذ المنشأة من حالة فشل مالي تمر بها، إلاَّ أنها أصبحت أحدي الاستراتيجيات المالية الرئيسية للمنشآت المختلفة منذ الثمانينات وحتى الآن. ويمكن تقسيم عمليات إعادة الهيكلة المالية للمنشآت إلى مجموعتين:
أولاً : إعادة هيكلة الأصول :
وتسمى أيضا هندسة الأصول، وهي تتضمن الأساليب المالية التي تغير من هيكل أصول الشركة لأجل تحقيق الاستخدام الأعلى قيمة (الأكفأ) لموارد المنشأة، أو لتوفير الضرائب، أو للتخلص من التدفق النقدي الزائد (غير المطلوب للفرص الاستثمارية) بدفعه إلى المساهمين. وتجري إعادة هيكلة الأصول بواسطة عمليات البيع المختلفة، مثل بيع جزء من الأصول(Sell-offs) أو طرح أسهم إحدى الشركات التابعة إلي سوق رأس المال للاكتتاب العام out-Equity curve أو فصل شركة تابعة بأحد الأساليب الثلاثة : Split-ups , Split-offs , Spin-offs ، أو من خلال عمليات التصفية، وقد تقوم الشركة بإعادة هيكلة وحدات النشاط بالاعتماد علي إستراتيجية النمو، سواء بالاستحواذ أو بالمشروعات المشتركة.
ثانياً : إعادة هيكلة التمويل :
وتركز هذه الإستراتيجية على تغيير هيكل الملكية بالشركة، وذلك من أجل إدارة المخاطر المالية – وبخاصة لتخفيض خطر الإفلاس، أو مشكلة وتكاليف الوكالة المرتبطة بخصائص هيكل الخصوم ورأس المال الخاص بالشركة. ويمكن تنفيذ إستراتيجية إعادة هيكلة التمويل للمنشأة بطريقة أو أكثر من الطرق التالية :
1- طرح شكل جديد من التمويل الأقل خطورة على المنشأة (مثل: السندات القابلة للتحويل، أو السندات القابلة للاستدعاء، أو الأسهم الممتازة بدلاً من السندات العادية).
2- استبدال الأوراق المالية الحالية بأوراق مالية ذات خصائص مختلفة.
3- إعادة شراء الأسهم نقداً “من السوق المفتوح”.
وبمراجعة أدوات إعادة الهيكلة يمكن القول أنها جميعاً تقع ضمن إستراتيجية تحمل مخاطر محسوبة. حيث أنها تسعي إلي تخفيض مستوى المخاطر المالية (كما هو الحال عند إعادة الهيكلة المالية)، أو تسعى إلي تكوين محفظة استثمارات ذات كفاءة بحيث يتناسب عائدها مع المخاطر الخاصة بها (كما هو الحال عند إعادة هيكلة الأصول). وأياً كانت الأدوات المستخدمة فإن الهدف النهائي لعمليات إعادة الهيكلة للمنشأة يتمثل في تعظيم القيمة السوقية للشركة، وهو ما يتوافق مع الإطار العام لنظرية التمويل ومدخل خلق القيمة.
وعلي ضوء نظرية التمويل، ينبغي إدراك أن إدارة المخاطر المالية بالشركة – باعتبارها تسعي إلي تغيير شكل العلاقة بين العائد والخطر بهدف تعظيم القيمة – ترتبط بجميع القرارات والممارسات المالية التي تتم، كما أنها ترتبط بجميع البنود التي تشملها الميزانية وسواء في جانب الأصول (هيكل الاستثمار)، أو في جانب الخصوم ورأس المال (هيكل التمويل) .
وبمراجعة الأساليب والأدوات التي تقترحها الكتابات في مجال إدارة المخاطر المالية، وكذلك التي اعتمدت عليها الدراسات التطبيقية السابقة في اختبار فروض نظرية إدارة المخاطر المالية بالشركة، وكذلك كتابات التمويل والإدارة المالية، يمكن تحديد تسعة أساليب مالية تستطيع الشركات المختلفة استخدامها في إدارة الخطر المالي بها وذلك بما يتسق مع نظرية التمويل والإدارة المالية، وهذه الأساليب هي :
1- زيادة كفاءة الاستخدام للأموال.
2- تقليل نسبة المديونية.
3- الاعتماد على مصادر تمويل أقل خطورة على الشركة.
4- الاستثمار في أصول أكثر سيولة.
5- تقليل نسبة التوزيعات من الأرباح.
6- تقليل حجم الالتزامات النقدية الثابتة.
7- تحقيق التوازن المالي بين هيكل التمويل وهيكل الأصول.
8- تحقيق التوازن النقدي (التوازن بين التدفقات النقدية الداخلة والخارجة).
9- تنويع الاستثمارات

منقووووووول للفائدة