اريد خطبة بالاسلوب الادبي بمناسبة يوم العلم يلقيها لتلميذ شاكرا لمجهودات العلامة ابن باديس
لعلم نور والجهل ظلام، عبارة يرددها الناس قاطبة، أتراهم يدركون معناها؟
بالعلم ترقى الأمـم إلى الحضارة و العُلَى، و العلم مطلوب من كل انسان، كل فرد يتعلم نوعا يستطيع أن يعمل به على إسعاد نفسه وإسعاد من حوله، فالمعلم بعلمـه يعمل على نشر العلم، والطبيب بما تعلَّمه يحاول أن يُخَفِّفَ من آلام الناس…
عبد الحميد ابن باديس من الرجال الذين وهبوا حياتهم لأجل نشر العلم ومحو العلم، لهذا اتخذنا ذكرى وفاته لنحيي يوم العلم و نخلد ذكرى المرحوم…
اكراما للعلم وأهل العلم في هذا اليوم الذي يحتفي فيه الجزائرييون بالعلم نبراس الدروب وسيراج الشعوب ومجد الامة التي تحترم العلم وحملته، في الوقت الذي لا تزال الكثير من الاصوات في هذا البلد العزيز تقلل من أهمية الثقافة والمعرفة وقيمة العلم والعلماء بشكل أو بآخر وتدفع بأبناء الجزائر الأخيار من أدمغة البلد إلى الهجزة هذه وقفة تأمل واعتبار وتدبر في مسيرة من أبو إلا أن تظل الجزائر واقفة وماجدة دائما..
..
تستعد الجزائر للاحتفال بيوم العلم الموافق ليوم السادس عشر من شهر أبريل، الذي يوافق يوم وفاة رائد من رواد الاصلاح بالجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء المسلمين ابان الاحتلال الفرنسي للجزائر وروفض كل مساعي فرنسا للاندماج واعلن شعاره بان شعب الجزائر مسلم عربي
وأعرض لكم اليوم قصيدته يحفظها الصغير والكبير
شعب الجزائر مسلم
شَعْـبُ الجزائـرِ مُسْلِـمٌ وَإلىَ العُروبـةِ يَنتَسِـبْ
مَنْ قَالَ حَادَ عَنْ أصْلِـهِ أَوْ قَالَ مَاتَ فَقَـدْ كَـذبْ
أَوْ رَامَ إدمَـاجًـا لَــهُرَامَ المُحَال من الطَّلَـبْ
يَانَـشءُ أَنْـتَ رَجَاؤُنَـا وَبِكَ الصَّباحُ قَدِ اقْتَـربْ
خُـذْ لِلحَيـاةِ سِلاَحَـهـاوَخُضِ الخْطُوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَنارَ الْعَـدْلِ وَالإحْسانِ وَاصْدُمْ مَن غَصَبْ
وَاقلَعْ جُـذورَ الخَائنيـنَ فَمنْهُـم كُـلُّ الْعَـطَـبْ
وَأَذِقْ نفُـوسَ الظَّالمِيـنَ سُمًّـا يُمْـزَج بالرَّهَـبْ
وَاهْزُزْ نفوسَ الجَامِديـنَ فَرُبَّمَـا حَـيّ الْخَـشَـبْ
مَـنْ كَـان يَبْغـي وَدَّنَـافَعَلَى الْكَرَامَةِ وَالرّحـبْ
أوْ كَـانَ يَبْغـي ذُلَّـنَـا فَلَـهُ المَهَانَـةُ والحَـرَبْ
هَـذَا نِـظـامُ حَيَاتِـنَـابالنُّـورِ خُـطَّ وَبِاللَّهَـبْ
حتَّـى يَعـودَ لقَومـنَـامن مَجِدِهم مَا قَدْ ذَهَـبْ
هَـذا لكُـمْ عَهْـدِي بِـهِحَتَّى أوَسَّدَ فـي التُّـرَبْ
فَـإذَا هَلَكْـتُ فَصَيْحتـي تَحيَا الجَزائرُ وَ الْعـرَبْ
الله يرحمك يا من بنيت الجزائر
عبدالحميد بن باديس
هو العلاّمة الإمام عبدالحميد بن باديس (1889-1940 م)من رجالات الإصلاح في الجزائر و مؤسس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر
مولده و نشأته
هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمان بن بركات بن عبد الرحمان بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري يوم الأربعاء 11 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 4 ديسمبر 1889 م على الساعة الرابعة بعد الظهر، وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 5 ديسمبر 1889 م في سجلات الحالة المدنية التي أصبحت منظمة وفي أرقى صورة بالنسبة لذلك العهد كون الفرنسيين أتموا ضبطها سنة 1886 م. نشأ ابن باديس في بيئة علمية، فقد حفظ القرآن وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ثم تتلمذ على الشيخ أحمد أبو حمدان الونيسي، فكان من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الـديـنـي، ولا ينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له: "اقرأ العلم للعلم لا للوظيفة"، بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية عند فرنسا. وقد عرف دائماً بدفاعه عن مطالب السكان المسلمين في قسنطينة. عبد الحميد ابن باديس ظاهرة عرفها التاريخ وعرفتها الجزائر
لمحة وجيزة عن حياة ابن باديس == عبد الحميد ابن بايس هو رائد النهضة الجزائرية ولد سنة 1889 بقسنطينة وقد وهب حياته في خدمة الجزائر وكرس حياته في العلم والمعرفة وبإتصالاته بكبار العلماء وأهم نشاطاته تعليم الصغار نهارا ووعظ الكبار ليلا
إصدار صحف ومجلات لتدافع عن حقوق الجزائريين
رئاسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وذلك في سنة 1931
في جامع الزيتونة
" إن نهضتنا قد بنيت على العلم أركانها، لا يخشاها والله اليهودي ليهوديته ولا النصراني لنصرانيته بل ولا حتى المجوسي لمجوسيته، ولكن يجب أن يخشاها والله الظالم لظلمه والدجال لدجله والخائن لخيانته ".
كان هذا رد رائد النهضة في الجزائر ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على كل من يتهمه بالتطرف من الذين حادوا عن نهجه اليوم وأرادو طمس أثره بكل ما أوتوا من قوة ..
عبد الحميد بن باديس، المصلح الجزائري والمعلم الفذ القوي الذي لا يخشى في الله لومة لائم، كرس حياته كلها للعلم والجزائر وأفنى في سبيل ذلك عمره وماله، والذي يصادف اليوم (16 أبريل 2022) الذكرى الـ71 لوفاته .
ولد رحمة الله عليه في عائلة تتسم بقدر كبير من الشرف والعلم والجاه في الشرق الجزائري بمدينة قسنطينة سنة 1889، حفظ القرآن الكريم وأتقن اللغتين والعربية والفرنسية وبرع فيهما، تولى إمامة المصلين في الجامع الكبير بقسنطينة وعمره لا يتجاوز 11 سنة، تنقل إلى جامع الزيتونة بتونس ثم انتقل إلى المدينة المنورة والحجاز لإلقاء الدروس والخطب والماضرات وأداء فريضة الحج، تنقل بين مصر ولبنان وسوريا والتقى العديد من العلماء.
أسس رحمة الله عليه بمعية رفقاء دربه جمعية العلماء المسلمين الجزائرين، وظل ينشر العلم والوعي بخطبه ودروسه في المساجد والملتقيات ومقالاته في الصحف والمجلات بعد أن كاد الجزائريون يفقدون هويتهم العربية الإسلامية وينسلخوا في العقيدة الإستعمارية التي ربضت على صدورهم ما يقارب القرن من الزمن !
كان الرجل يعلم الشيوخ والأطفال أمور دينهم ودنياهم في النهار وكان يعلم الشباب الحرية والإنتفاض وكسر القيود ورفض الذل والهوان ليلا، ولا عجب أن تجد مفجري ثورة 1 نوفمبر 1954 من الشباب الذين فهموا رسالة بن باديس .
لم يكن للشيخ بن باديس وقت حتى لأهله، فقد كرس نفسه وجهده للعلم والجزائر، حتى أنه تخوف من أن يظلم زوجه ولا يؤدي حقوقها فخيرها بين البقاء معه أو الإلتحاق بأهلها، ولا يقدم على تصرف مثل هذا إلا عالم بوزن ومنزلة بن باديس .
مم أًثر عن العلامة عبد الحميد من المقولات الخالدة : "لو أن فرنسا قالت لي قل لا إله إلا الله لما قلتها"، دلالة على كرهه الشديد للمستدمر الفرنسي الذي جهل الشعب الجزائري وأعاده إلى القرون الوسطى وأسرف في تعذيبه وتجويعه والتنكيل به، طبعا هذا يدل على أن الحرب بين الجزائر وفرنسا كانت عقدية بالمقام الأول، وهذه رسالة أراد المعلم تبليغها للتشء وشباب الجزائر حتى لا ينسلخوا من مقومات الشعب الجزائري والذوبان في الثقافة التي أرادت فرنسا إرساءها، وهو القائل :
شعــــب الجزائر مسلم وإلى العروبــة ينتسب
من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب
رسالة بن باديس واضحة وضوح الشمس، وقد تقبلها الشعب بصدر رحب، وهذا ما سبب لفرنسا إزعاجا كبيرا، لذلك ضيقت عليه الخناق في جميع المناسبات وأغلقت عليه جميع الأبواب، حتى أنه بعد موته رحمه الله بقيت متخوفة من افكاره التي تركها وغرسها في الشعب الجزائري. ولا يزال العلامة لحد الآن يزعج أذناب فرنسا في الجزائر، وهم الذين لا يريدون لفكره وفكر مدرسته أن يصل إلى مبتغاه، وإلا لماذا لا يتم تذكره إلا في المناسبة التي توفي فيها وهي المناسبة التي فرضت نفسها رغم أنوف الجاحدين، وصار يوم وفاته يوما للعلم ولو كره الحاقدون.
أعداء الجزائر من الداخل وما أكثرهم لا يريدون للجزائرين أن يتفقهوا في العلم لذلك تجدهم يجاهدون في سبيل طمع أعلام النهضة الجزائرية وقبر مؤلفاتهم وفكرهم، ولولا الحاذقون لتم وأد تراثهم حتى لا يعلم به أحد !
يوم العلم مناسبة لتذكر مناقب رائد النهضة وتدارس فكره في الجامعات وتبليغ رسالته في المحاضرات والملتقيات والندوات وفي المساجد ودور الثقامة والمراكز الإسلامية، يوم العلم هو كل أيام السنة ويجب أن يكون كذلك.
حتى نعيد لرواد النهضة في الجزائر اعتبارهم يجب إحياء تراثهم وإلا فإننا ناكرون لجميلهم وجاحدون لما قدموه للجزائر .
تحية اجلال ..وتقدير ..واحترام..
اليك..أيها القدوة ..أيها المقاتل في ميدان التربية ..أيها الرائد..يامن تنشئ أنفسا ..وعقولا ..
اعلمت أشرف أو أجلّ من الذي ******* يبني وينشؤ أنفسا وعقولا
يامن تحرق نفسك..كالشمعة في مهب الريح..لتنير طريق الآخرين ..بالعلم ..والمعرفة ..والأخلاق ..قبل وبعد كل شيئ ..
انت أول من علمني أخط حرفا ..وكان حرفك سيدي ..أولى خطواتي الثابتة ..نحو ميادين المعرفة ..وبحور التنور ..والعلم..
في يوم ما ..كان الطفل الصغير ..يمسك بتعثر بقلم..بدى للوهلة الأولى ..كبير عليه..
بدأ الطفل ..أولى شخابيطه ..
على صفحات دفتره صغير ..
بدأها ..بحرف ..
تلته كلمة ..
تلتها جملة ..
تلتها صفحة
تلاه كتاب ..
تلته قواميس ..وموسوعات ..
ومرت السنون..
تتبعها السنون..
…أصبح طفل الأمس ..كاتبا ..يشار له بالبنان..أو مهندسا ..يرفع أعمدة الخرسانة ..والطوب ..أو ..طبيبا ..يشفي عليل المعتل ..ويبرؤ سقم السقيم..
وما نسى طفلنا الذي ..صار اليوم يافعا ..بذرة زرعتها بيديك…وولبنة وضعتها بيمينك..
لك ..سيدي ..ولك سيدتي ..
يامن يحمل وتحمل لقب …((معلم / معلمة ))
فائق احترامنا ..وتقديرنا ..
قم للمعلم وفّه التبجيلا..
كاد المعلم أن يكون رسولا ..
——
ن وقفة قصيرة مع النفس نتصور من خلالها دور المعلم في المجتمع يجعلنا ندرك ضخامة الدور الذي يقوم به المعلم وعظم المسؤولية التي تقع على كاهله فما هذه الألوف المؤلفة من أولادنا وفلذات أكبادنا إلا غراس تعهدها المعلم بماء علمه فانبعثت وأثمرت وفاضت علما ومعرفة وفضلا .
فمما لا شك فيه أن أولى الناس بهذا التبجيل والإجلال هو المعلم لأن اسمه مشتق من العلم ومنتزع منه فالمعلم يصيد ببحر علمه على الأرض القاحلة فتغدو خضراء يانعة ولذلك ….
يتحتم على كل طالب وطالبة النظر بعين الاحترام والإجلال والإكرام والتواضع للمعلم فتواضعك له عز ورفعة لك لذا فإن حق المعلم عليك التعظيم له وحسن الاستماع إليه والإقبال علية وألا ترفع عليه صوتك ولا تغتاب عنده أحد كما يجب الإذعان لنصائحه وتحري رضاه .
المعلم هذا العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة وهو النور الذي يضيء حياة الناس وهو عدو الجهل والقاضي عليه وهو الذي ينمي العقل ويهذب الأخلاق لذا وجب تكريمه واحترامه وتبجيله لأنه يحمل أسمى رسالة وهي رسالة العلم والتعليم التي حملها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم
ولا يسعني الا ان اقدم له هذه الكلمات للرسول الكريم صلى الله عيه وسلم
ولبعض الشعراء
يقول رسول الله صلى الله علية وسلم
" إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النمل في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر ليصلون على معلم الناس الخير "
صدق رسول الله صلى الله علية وسلم
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
من سلك طريقا يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة , وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يصنع , وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء , وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب , وإن العلماء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم . فمن أخذه أخذ بحظ وافر .
قال الشاعر :
رأيـــت الحـق حـق المـعـلـم وأوجبة حفظاً على كل مسلم
له الحق أن يهدي إليه كرامة لتعليم حرف واحد ألف درهم
وقال الشاعر :
لــولا المعلم ما قرأت كتابـــاً يوما ولا كتب الحروف يراعي
فبفضله جزت الفضاء محلقا وبعلمه شق الظلام شعاعي