الثرثرة .. خطر داخلي و آفة قاتلة..
يقول الله عز وجل :) {.. وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً }الكهف19
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :)"استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان( " حسنه بعض العلماء لشواهده.
يعتبر المثرثر من المصادر المهمة في إعطاء الأخبار والمعلومات ويعتمد العدو الصهيوني على هذه الأصناف بشكل ليس بالهيّن ويعتبرها مصادر قوية وكثيرًا ما يميل للتحقق من أمر ما أو من معلومة من خلال المثرثرين. ويصنف هذا النوع باسم (معطي أخبار) فتعال أخي معنا لنتعرف أكثر عن الثرثرة والمثرثري.
كثرة الكلام في تردد وتخليط .
خلق وعادة سيئة تدفع المرء لكثرة الكلام دونما ضابط شرعي .
1- ضعف الإيمان : فالإيمان قوة عاصمة عن الدنايا دافعة إلى المكرمات وسبب انهيار الأخلاق هو ضعف الإيمان مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" متفق عليه.
2- الجهل وقلة العلم : هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه يجهل خطورة الكلام فيقول للنبي صلى الله عليه وسلم : أو إنا مؤاخذون بما نتكلم به فقال صلى الله عليه وسلم :" ثكلت أمك وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم"
3- حب الظهور : قد يلجأ الفرد للثرثرة والكلام لجذب الانتباه وليعوض نقصا في نفسه أو لينال إعجاب الناس مما يوقعه في الرياء . قال تعالى : "يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا " النساء
4- الغفلة : فقد تغشى النفس إثارة من غفلة فتزلّ القدم ولكن سرعان ما يتذكر العبد المسلم
5- صحبة السوء : قد ينجر المرء إلى معصية في حالة ضعف وأحيانا بسبب تأثير الجماعة السيئ عليه لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحُسن اختيار الأصحاب فقال: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"
1- مضيعة لوقت الفرد والأمة : فالفرد المسلم لا وقت لديه للتفاهات الفارغة واللغو والثرثرة لذلك حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الثرثرة فقال : " إن الله يكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال "
2- حجب الثقة عن الثرثار: الثرثار غير جدير بالثقة لأنه لا يُؤمّن على سر وهو كاذب لقول النبي صلى الله عليه وسلم "كفا بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " رواه مسلم
3- قسوة القلب: إن كلام الثرثارين كلام ليس بالمباح الذي يروح عن النفس بل هو مما يجعل القلب قاسيا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن ابعد الناس من الله ذوو القلب القاسي " أو كما قال
4- الثرثرة سبب في الغيبة والنميمة والإفساد بين الناس: فالشخص الثرثار ينجر إلى الغيبة والنميمة ويتحدث بالقيل والقال و لربما تطاير ما تحدث به من كلام فيقع الشر بينه وبين الناس
5- الثرثرة تؤدي إلى كشف الأسرار: فهؤلاء الذين يدسون أنوفهم في شئون غيرهم ويتظاهرون بمعرفة الكثير عن فلان واعلان رغبة لإشباع نفوسهم المريضة قد يقومون بالتحدث بكلام هام وسري فيصل إلى العدو و بالتالي يكون هذا الثرثار سببا في كشف أسرار الحركة أو اغتيال أحد أفرادها الخ…
• أن أقل الثرثار والتي لا ينتج عنها مضرة للآخرين مكروه وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "أن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال " وقد تكون كبيرة تحرم صاحبها من دخول الجنة خاصة إذا كانت مصحوبة بالغيبة والنميمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يدخل الجنة نمّام "
• وقد يقع الثرثار في الرياء الذي يحبط العمل وذلك رغبة في الظهور والمفاخرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"من سمّع سمّع الله به ومن يرائي الله يرائي به " ومعنى الحديث أن من يظهر للناس عمله ليعظم عندهم يُظهر الله سريرته على رؤوس الخلائق
• وقد يصل الأمر بالثرثار للوقوع في الخيانة العظمى عندما يفشي سرا أؤتمن عليه من قبل الحركة وإن لم يقصد إيصالها للعدو
خلاصة:
ما أعظم مسؤولية الكلمة وما أكبر واخطر الآثار المترتبة على ما تقذفه الألسنة الثرثارة من أقاويل واعلم يا أخي أنك مسئول عن جوارحك لقوله تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18
و الأصل في الكلام عند العلماء الإمساك عنه إلا كلاما فيه مصلحة لأن السلامة لا يعدلها شيء والكلام نعمة من الله يجب توظيفه فيما أحل فلا تجعلها نقمة وشر بالثرثرة حيث قال حبيبك رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم ".
وفي النهاية دع الرياء والسمعة والتفاخر ( الثرثرة ) لأنها محبطة للعمل فالمسلم ايجابي وليس بإمّعة فإن وجدت بعض هؤلاء الثرثارين ينبغي لك أن تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر وتنصحهم بترك الثرثرة وادع لهم بالهداية .